فتاة شابة تثير الجدل في تونس بسبب سورة كورونا

من ويكي الأخبار

الخميس 7 مايو 2020



تحولت قضية مدوّنة نشرت صورة على موقع "فيسبوك"، وُصفت بأنها مسيئة للقرآن إلى قضية رأي عام في تونس، بعد أن تصاعد الجدل حول محاكمتها بتهمة الإساءة للدين الإسلامي وتدنيس المقدسات. وكانت شابة تدعى آمنة الشرقي قد نشرت منشورا ساخرا من وباء كورونا يتضمن صورة بعنوان "سورة كورونا" تحاكي الآيات الأولى من سورة "ق" من القرآن الكريم.

واستمعت النيابة العمومية إلى الفتاة، أمس الأربعاء، وقررت إحالتها على الدائرة الجناحية الثالثة بالمحكمة الابتدائية في تونس يوم 28 مايو 2020 لمقاضاتها من أجل التهم المنسوبة إليها، مع إبقائها في حالة سراح. وتقول الشابة في تدوينة أوردتها على صفحتها الخاصة، إن ما نشرته ليس تحريفا للقرآن، مؤكدة أنه لم يتضمن كلمة "الله" أو "الدين"، وفقا لتعبيرها.

ونبهت الشابة إلى أنها تلقت تهديدات بالقتل بسبب النص الذي نشرته بعد أن دعا مواطنون إلى محاكمتها بتهمة إزدراء الأديان، مؤكدة أنها ستباشر مقاضاة كل من قام بتهديدها. قضية الشرقي خلفت موجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي وقسمت الشارع التونسي بين فئة تتهمها بتدنيس القرآن وتطالب بمحاكمتها، وبين أخرى تعتبر أن سلوكها يندرج ضمن حرية التعبير.

واستنكرت منظمات وجمعيات حقوقية استدعاء المدونة للتحقيق معها حول "نص ساخر"، معتبرة ذلك ضربا لحرية التعبير التي يكفلها الدستور. وفي هذا الصدد، قال نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري في تصريح لـ "سبوتنيك" إن المدونة "قامت بإعادة نشر محتوى هو محل نظر بين الناس، بين من يعتبره مسألة مرتبطة بالذوق وبالأدب وبين من يعتبر أنه مسّ من المشاعر الدينية"، متابعا أن المواطنين لديهم ما يكفي من آليات التعديل الذاتي على مواقع التواصل التي تكفل لهم متابعة ما يتلاءم مع ميولاتهم وانتماءاتهم.

واعتبر البغوري أن ما حدث هو مؤشر خطير على عودة سياسة القمع، مستغربا تحوّل الأمر إلى النيابة العمومية التي تدخلت سريعا وبشكل ذاتي دون تلقي دعوة لرفع قضية من أي طرف، معتبرا أنه من الخطر أن يقحم القضاء نفسه في تأويلات دينية. واستنكر المتحدث عدم تدخل النيابة العمومية للتحرك ضد ما تعرضت له المدونة من هرسلة وتهديد بالقتل. وينقل نقيب الصحفيين التونسيين لـ"سبوتنيك" تخوفه من تكرر هذه الممارسات خاصة في ظل تزامن هذه الحادثة مع مبادرات تشريعية سابقة للسيطرة على مجال الإنترنت والتحكم فيه، وفقا لقوله.


مصادر[عدل]