انتقل إلى المحتوى

الجيش اللبناني يعلن سيطرته على مسجد بلال بن رباح والمربع الأمني للشيخ أحمد الأسير

من ويكي الأخبار

الثلاثاء 25 يونيو 2013


أخبار ذات علاقة

أخبار لبنان على ويكي الأخبار
لبنان على ويكي الأخبار

منظر لمدينة صيدا القديمة. المصدر: Heretiq
منظر لمدينة صيدا القديمة.
المصدر: Heretiq


تمكَّن الجيش اللبناني من حسم المعركة لصالحه مع أنصار الشيخ أحمد الأسير في بلدة عبرا شرق مدينة صيدا، بعد اشتباكاتٍ دامية استمرَّت يومين تقريبًا. وقد ظهر للعيان بعد انقشاع غُبار المعركة مِقدار الدمار والأضرار التي لحقت بالمنطقة جرَّاء القتال، فأظهرت الصور الأوليَّة للمنطقة التي كان يُسيطر عليها عناصر الشيخ أحمد الأسير دمارًا هائلًا لحق بالمُمتلكات العامَّة وبالأبنية من الخارج، كما تبيَّنت أضرار مهولة لحقت بمسجد بلال بن رباح الذي تولّى الأسير إمامته لسنوات، فقد أشارت قناة العربيَّة الإخباريَّة أنه وفقًا للقطات الحصريَّة التي حصلت عليها فإنَّ المسجد تحوَّل من دار للعبادة إلى ثكنة عسكريَّة تمركز فيها عناصر الأسير، حيث أقاموا السواتر الرمليَّة على مدخل ومحيط المسجد. وكان هؤلاء قد أقاموا تحصينات عديدة لعرقلة تقدّم الجيش اللبناني، ومنها وضع سيارات مُحطَّمة في الطرق المؤدية إلى المقر، غير أنها باءت كلها بالفشل. وقد قام الجيش بتمشيط المنطقة والأبنية التي كان يتحصن داخلها المقاتلون فأصابوا منهم قتلى وجرحى، واستسلم عدد آخر منهم، أمَّا الجيش فوصل عدد ضحاياه إلى 21 بحسب صحيفة الجمهوريَّة اللبنانيَّة، كما أشارت الصحيفة سالِفة الذِكر أنَّ عدد القتلى من أنصار الأسير بلغ حوالي ستّين قتيلًا، معظمهم من داخل المجمّع بما فيه المسجد، حيث عُثر على ما يزيد على 24 قتيلًا توزّعوا في باحة المجمَّع ومحيطه وداخل المسجد. وقال مسؤول في الصليب الأحمر اللبناني إنّ فرقه نقلت 85 جريحًا مدنيًّا من منطقة الإشتباكات حتى بداية ليل أمس.

وقد خيَّم الهدوء الحذر على بلدة عبرا ومدينة صيدا صباح اليوم، وواصل الجيش عمليَّات التمشيط داخل مجمَّع الأسير، وقد منع السكان من دخول منازلهم إضافة إلى وسائل الإعلام وذلك لتفجير بعض الألغام والعبوات داخل المجمَّع كما قال العسكريّون. ووجه قائد الجيش العماد جان قهوجي بيانًا إلى العسكريين بعد حسم المعركة قال فيه: "إنَّكم انقذتم بلدكم من الفتنة وخرجتم من المهمة ورؤوسكم مرفوعة" ودعا اللبنانيين إلى "الوقوف صفًا واحدًا إلى جانب جيشهم بدل تحويل مناطق لبنان بؤرًا مُسلَّحة". كما أعلن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري مساء الاثنين: "إننا سنبقى مع الجيش وسيبقى مشروعنا مشروع الدولة ولا يحاولن أحد إزاحتنا عن هذه الطريق"، مؤكدًا أنَّ "المُشكلة الأساسيَّة في لبنان هي مشكلة السلاح، فلولا أنَّ هناك سلاحًا بيد فلان أو فلان لما كُنا وصلنا إلى هنا". وتوجَّه إلى الجموع الغاضبة من تعامل الجيش مع الشيخ الأسير بهذه الطريقة وتفادي خروقات حزب الله، وطلب منهم الامتناع عن إقفال الطرق مُتسائلًا: "هل الحل في أن تكون هناك مجموعات كمجموعة الشيخ أحمد الأسير أو غيره تتحدى الدولة؟"، وأضاف: "لا شك لديَّ في أنَّ الاستفزازات التي يقوم بها حزب الله تُخرج المرء من جلده ولكن هذا لا يعني ألَّ نسير في مشروع الدولة" وخاطب الطربلسيين وبالأخص أهالي منطقة باب التبَّانة الذين ثاروا عند معرفة ما حصل في عبرا قائلًا: "إنَّ أي أمر ضد الدولة يجب ان يتم التعامل معه بهذه القسوة نفسها". يُشار إلى أنَّ أحد أعيان المنطقة سالِفة الذِكر وصف حال الشارع الطرابلسي بأنَّه "يغلي، فمسلّحون ملثمون يجوبون الشوارع ويطلقون النار في الهواء"، وأوضح أنَّ "حوالي 10 إلى 12 مسلّحًا مرّوا على درَّاجات ناريَّة ورموا قنبلة في ساحة النور، وبعدها ذهبوا إلى الأسواق وأطلقوا النار فأجبروا المحلَّات على الإقفال"، مؤكِّدًا أنَّه "في حال أُصيب الشيخ أحمد الأسير بأي مكروه، فهذا الأمر سيولّد ردة فعل قوية في الشارع". كما أكَّد قائد محور باب التبانة سعد المصري أنَّ "الناس كلها منتفضة في طرابلس، وهم لا يقبلون بالشيء الذي يجري في صيدا، ويعتقدون أن هذا مشروع حزب الله يمشي، لكن في النهاية ماذا سنفعل، هل نُحارب الجيش؟". وأكَّد المصري حصول الانتشار المسلّح في طرابلس، لكنه قال إنَّ "الناس نزلت سلمياً، ونحن مع من ينزل سلمياً وكل انسان حر أن يُعبّر عن رأيه، لكننا ضد أن ندخل في معركة مع أحد، وليس من مصلحتنا الدخول فيها وأن نورّط منطقتنا في المعارك".

أمَّا بالنسبة لمصير الشيخ أحمد الأسير فهو ما زال مجهولًا، فقد أشيعت معلومات عن احتمال دخوله مخيم عين الحلوة الفلسطيني، فيما صرَّح المستشار السياسي في الجيش الحرّ بسَّام الدادا بأن "الأسير في عهدتنا وهو الآن في الداخل السوري"، وذلك في اتصالٍ هاتفيّ على قناة المؤسسة اللبنانيَّة للإرسال (LBC)، فيما أكَّد الناطق باسم هيئة أركان القوى العسكرية في الجيش السوري الحر العقيد عبد الحميد عمر زكريا أنَّ "بسَّام الدادا لا علاقة له بالجيش السوري الحر والكلام يمثل رأيه الشخصي ولا يمثل الجيش الحر أبدًا"، وأضاف: "لا صحة لما قاله بسَّام الدادا حول وجود أحمد الأسير في سوريا". وقد أشار البعض أنَّ هذا التصريح يهدف إلى تحويل الأنظار عن مكان وجود الأسير الفعلي، كما أشارت جريدة النهار أنَّ معلومات وردتها تفيد بمغادرة الأسير مركزه في العاشرة من صباح الأمس وانتقاله إلى طرابلس، وأنَّ ذلك حصل بمرافقة عائلته والمطرب السابق فضل شاكر ومدير مكتبه أحمد الحريري.


مصادر

[عدل]