مقتل شخص وإصابة آخرين خلال مظاهرة في بيروت مناهضة لتدخل حزب الله في القتال بسوريا

من ويكي الأخبار

الأحد 9 يونيو 2013


تظاهر عدد من الشباب ومناصري تيار "الانتماء" اللبناني التابع لأحمد الأسعد أمام السفارة الإيرانيَّة في منطقة بئر حسن الواقعة بضاحية بيروت الجنوبيَّة ذات الغالبيَّة الشيعيَّة والتي يتمتع فيها حزب الله بنفوذ وشعبيَّة واسعة شبه مُطلقة. وقد توجَّه المُتظاهرون إلى السفارة الإيرانيَّة للتنديد بمشاركة حزب الله في القتال الدائر بسوريا إلى جانب قوَّات الجيش النظامي، الأمر الذي تُباركه وتدعمه إيران. وأشارت عدَّة مواقع إخباريَّة عن لسان صحفييها أنَّه في غضون لحظات من وصول المُتظاهرين أمام السفارة الإيرانيَّة، حضر إلى المكان شبَّان يحملون العصي، وبدأوا بالتعدي على هؤلاء، إضافة إلى الصحافيين المتواجدين في المكان، مانعين إيَّاهم من التقاط الصور. وأفاد أحد المصوّرين الذي كان موجودًا في المكان بأنَّ الاشتباك استمر دقائق معدودة فقط. وقال مُراسل من رويترز رفض الكشف عن اسمه إن مؤيدين لحزب الله يرتدون ملابس سوداء ويضعون شارات صفراء على أكتافهم تشاجروا مع مجموعة قليلة من المتظاهرين كانوا يهمون بالنزول من الحافلة للتظاهر أمام السفارة الإيرانيَّة ضد تدخل حزب الله وإيران في سوريا. وأضاف أن المسلحين أطلقوا النار من مسدساتهم ما أدى إلى مقتل المتظاهر هاشم سلمان، وهو شيعي مناهض لحزب الله. كما انهال المسلحون بالعصي على الحافلة التي كانت تقل المتظاهرين فحطموا زجاج نوافذها. وقد نُقل الضحيَّة إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي. وقد أشارت مواقع أخباريَّة أخرى أنَّ عناصر أمن السفارة الإيرانيَّة هم من أطلق النار على المتظاهرين وأوقعوا قتيلًا في صفوفهم. وانتهى الإشكال بتدخل القوى الأمنية المنتشرة في المنطقة، حسب رواية أحد المصوّرين الصحفيين، والتي عملت على تفريق المحتشدين وإعادة الوضع إلى طبيعته.

وقد صدر عن مديريَّة التوجيه في قيادة الجيش اللبناني بيانًا جاء فيه: «ظهر اليوم، وأثناء وصول موكب تابع لجهة سياسيَّة إلى منطقة بئر حسن في بيروت، للاعتصام أمام السفارة الايرانيَّة احتجاجًا على الحوادث الجارية في سوريا، حصل إشكال بين عناصر الموكب وبعض المواطنين، تخلله إقدام أحد الاشخاص على إطلاق النار من مسدس حربي ما أدى إلى إصابة مواطن بجروح خطرة ما لبث أن فارق الحياة». وشدَّد البيان على أنَّ القوى الأمنيَّة «ستستمر بمُلاحقة مُطلق النار لتوقيفه وتسليمه إلى القضاء المختص».

ومن جهةٍ أخرى دعا الناشط في قوى 14 آذار صالح المشنوق إلى اعتصام اليوم في ساحة الشهداء رفضًا لمشاركة حزب الله في المعارك السورية. وبالمقابل، دعا عدد من الشبَّان الداعمين لحزب الله على شبكات التواصل الاجتماعي إلى تظاهرة في ساحة العازاريَّة مُقابلة لتظاهرة المشنوق، وذلك تأييدًا للنظام السوري ولحزب الله. وقد تجمَّع أكثر من 2000 عنصر من قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني واتخذوا تدابير مشددة للفصل بين الاعتصامين منعًا لحصول أي استفزازات تؤدي إلى إشكالات. وقد شهد وسط بيروت بالفعل هذا الاعتصام الرافض لتدخل حزب الله، والذي كان تحت شعار "لبنانيون مع حرية وكرامة الشعب السوري"، وقد حضره النائب خالد زهرمان، وعضو الامانة العامة لقوى 14 آذار شارل جبّور، والناشط صالح المشنوق، وحشدٌ من المناصرين. وقد وقف المشاركون دقيقة صمت عن أرواح شهداء سوريا، ثم تحدث جبّور قائلًا أنَّ: "تدخل حزب الله في سوريا سوف يؤجج الصراع المذهبي في المنطقة"، ودعى الجيش اللبناني إلى ضبط الحدود اللبنانية - السورية. بدوره، رفض المشنوق قتال حزب الله، الذي قال بأنَّه "يُمثل إيران في سوريا"، وشدد على "أنَّ الثورة السورية ستنتصر". واعتبر "أنَّ السنَّة في لبنان هم سنَّة شعار "لبنان أولًا"، وسنَّة الطروحات التي رفعها السيد علي الأمين والإمام الشيخ محمد مهدي شمي الدين".

ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه التظاهرات هي جزء من سلسلة مظاهرات ومهرجانات أُقيمت في لبنان تنديدًا بممارسات حزب الله والقوى المُتحالفة معه في الداخل اللبناني وفي سوريا، وفي مُقدِّمة تلك الممارسات قتال الحزب في مدينة القصير الاستراتيجيَّة إلى جانب قوَّات النظام السوري الأمر الذي نجم عنه سيطرة القوات النظامية وحزب الله على المدينة سالفة الذِكر يوم الأربعاء الماضي. وقد أدّى سقوط القصير إلى تصعيد الخطاب السياسي في لبنان المنقسم بين موالين لنظام الرئيس السوري ومعارضين له. فعلى سبيل المِثال أقامت الجماعة الإسلاميَّة في منطقة عكَّار بشمال لبنان مهرجانًا لدعم ونصرة الثورة السوريَّة، تحدَّث فيه رئيس المكتب السياسي للجماعة عزَّام الأيوبي مُنتقدًا "تحوّل جماعة من اللبنانيين من موقع المُقاوم للمُحتل في لبنان إلى موقع المُحتل والمُناصر للظالم في بلاد الشام". وأضاف الأيّوبي مُحذِّرًا من الفتنة التي يُحضّر لها حزب الله ويُريد جرّ لبنان إليها عبر أفعاله وأقواله، التي من شأنها أن تقلب المشهد برُمَّته، كونه يستدعي عليه الأمَّة الإسلاميَّة كلِّها.

مصادر[عدل]