عبد الكريم أبو حلوب.. مريض فلسطيني في دائرة الخطر

من ويكي الأخبار

الثلاثاء 22 نوفمبر 2016


أخبار ذات علاقة

على حيرة من أمره، يتنقل الحاج أبو العبد أبو حلوب بين جنبات مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة؛ مطمئنًّا على صحة نجله البكر عبد الكريم؛ بعد أن أعياه المرض وأدخله في غيبوبة كاملة، منذ 45 يومًا، لتزداد تلك المعاناة برفض سلطات الاحتلال الصهيوني سفره لمستشفيات الضفة الغربية للعلاج عبر حاجز بيت حانون "إيرز".

الشاب أبو حلوب (32 عاما)، وفي ظل فقدانه الوعي؛ قرر الأطباء المتابعون لحالته منع الزيارة المرضية له، لخطورة حالته الصحية؛ كونه يعيش على الأجهزة الصناعية، إثر تعرضه لجلطة قلبية قبل شهر ونصف؛ توقف على إثرها القلب ونُشّط بالصدمات الكهربائية.

وفي الآونة الأخيرة استقرت الحالة الصحية والتي وصلت نهايتها إلى الغيبوبة الكاملة، ليرقد عبد الكريم على سريره ذي الغطاء الأبيض ممسكًا بوسادته، ينتظر قراراً من قوات الاحتلال بالسماح له للعلاج.

حالة صحية متغيرة[عدل]

وقضى عبد الكريم؛ ليلته الأخيرة برفقة أصدقائه وأسرته في فرح لأحد أقربائهم؛ ليعود لبيته منتصف الليل ليأخذ قسطاً من الراحة، إلا أن حالته الصحية تراجعت فجأة أثناء نومه لينقَل إلى المستشفى لإجراء الفحوص وتلقي العلاج.

وأكّد والد الشاب خلال حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، خطورة القرار الصهيوني على حالة ابنه الصحية، معرباً عن أمله الكبير بالتراجع عن قرار المنع، "لاسيما وأن ابني لا ينتمي لأي تنظيم سياسي"، وفق قوله.

ويأمل الستيني بأن تتبنى الجهات المسؤولة حالة نجله؛ ليتمكن من مغادرة غزة، والحصول على العلاج اللازم في إحدى مستشفيات الضفة الغربية.

وأشار إلى أن نجله لم يعانِ من أي أعراض مرضية أو حالة مرضية سابقة.

وتخرج الشاب عبد الكريم، في كلية تكنولوجيا المعلومات تخصص برمجة من جامعة الأزهر بغزة، ويقول والده: "كان ينتظر ابني عملاً في الولايات المتحدة الأمريكية في مجال تخصصه البرمجة".

وفقد الشاب المريض أكثر من نصف وزنه، إثر قرار غير مبرر من قوات الاحتلال الصهيوني، بحسب والده الذي شكر المستشفيات الصحية بقطاع غزة على خدماتها في ظل الحصار الصهيوني الخانق لها ولأهل غزة.

وحاول أبو حلوب تحويل نجله إلى المستشفيات المصرية، إلا أن محاولاته لم تجدِ نفعاً في ظل إغلاق معبر رفح وطبيعة عمل الإسعافات في الجانب المصري؛ وسوء الأوضاع الأمنية في سيناء التي تؤثر سلباً على حياة المرضى.

الخشية من الأسوأ[عدل]

وفي ظل الحالة الصحية الخطيرة للشاب عبد الكريم، تخشى أسرته من توقعات بالأسوأ في ظل الإمكانيات المحدودة المتوفرة في مستشفيات قطاع غزة.

وقال أبو حلوب  إنهم تلقوا الرفض الأمني من خلال المؤسسات الحقوقية في غزة، موضحاً أنهم تقدموا بطلب جديد لسلطات الاحتلال للسماح بالسفر لنجله.

وطالب خال الشاب حسن أبو حلوب، السلطة بتبني حالة ابنهم، لتلقي الاستشارات الطبية وإجراء الفحوصات والعمليات الخاصة له خاصة في ظل الحصار على قطاع غزة، معرباً عن أمله في تحسّن الأوضاع المعيشية لأهالي غزة خاصة المرضى منهم.

وتقدمت مؤسسة أطباء من أجل حقوق الإنسان استئنافا عاجلا مرتين ضد قرار "الشاباك" بهذا الشأن، مشددة على أن القرار يشكل انتهاكا للحق في الحصول على خدمات صحية كافية، وهو حق منصوص عليه في القانون الدولي والقانون الصهيوني، ويخالف القوانين الدولية، محمّلة الاحتلال المسؤولية عن حياته.

ونقل موقع والا العبري عن منسق مشروع حرية التنقل في الأراضي الفلسطينية المحتلة في مؤسسة أطباء من أجل حقوق الإنسان عبد أبو شحادة قوله: "إنه منذ بداية العام ونحن نرى زيادة كبيرة في نسبة رفض إسرائيل لنقل مرضى في حالات صعبة من غزة إلى الضفة الغربية للعلاج".

وقال أبو شحادة: "يجب على إسرائيل وقف أساليب العقاب الجماعي التي تضر بالسكان الأكثر ضعفا والسماح بالعلاج الطبي خارج غزة".

ويحتاج بشكل عاجل أكثر من ألف مريض بغزة للعلاج خارج القطاع، بسبب عدم قدرة المستشفيات على تقديم العلاج المناسب لهم في ظل افتقار القطاع للكوادر الطبية واحتياج المستشفيات الشديد للإمكانيات اللازمة لإجراء العمليات الجراحية، بحسب اللجنة الشعبية لإنهاء الحصار على غزة.

وتؤكد اللجنة أنه في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة، زادت معاناة المرضى وحاجتهم للعلاج في الخارج، وأدى ذلك لزيادة حالات الوفاة بينهم نتيجة نقص العلاج والمنع من السفر.

مصادر[عدل]