سلسلة انفجارات شديدة تهز دمشق إثر قصف إسرائيل لمركز البحوث في جمرايا

من ويكي الأخبار

الأحد 5 مايو 2013


سمعت في دمشق حوالي الساعة الثانية من صباح اليوم الأحد (23:00 من مساء أمس بالتوقيت العالمي) سلسلة انفجارات ضخمة هزت العاصمة. وقالت السلطات السورية أن إسرائيل استهدفت بالصواريخ موقع مركز البحوث في جمرايا في ريف دمشق، بينما صرح مسؤول إسرائيلي أن الهدف كان شحنة صواريخ إيرانية معدة للنقل إلى حزب الله في لبنان، بينما ذكرت تقارير أخرى استهداف موقع للحرس الجمهوري السوري وآخر للدفاع الجوي. وتضاربت الأنباء عن الخسائر المادية وعدد الضحايا مع تقارير غير مؤكدة عن مقتل 300 شخص.

وتزامن القصف مع إطلاق مجموعات من المعارضة المسلحة قذائف هاون نحو المناطق نفسها وأدت إلى خسائر في الممتلكات دون سقوط ضحايا إثرها، واعتبرت السلطات السورية هذا التزامن دليلاً على التنسيق بين بعض الجماعات المسلحة وإسرائيل، وربطته بالانتصارات الميدانية للجيش النظامي في الفترة الأخيرة.

وأرسلت وزارة الخارجية والمغتربين السورية رسالتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة قالت فيهما أن القصف طال ثلاثة مواقع للقوات المسلحة السورية في ريف دمشق في شمال شرق جمرايا وميسلون ومطار شراعي في منطقة الديماس، وقامت بالعدوان طائرات إسرائيلية من الأراضي المحتلة وجنوب لبنان، وأسفر عن مقتل وجرح أعداد كبيرة من المواطنين ودمار في تلك المواقع والمناطق المدنية المجاورة. ولم تحدد الوزارة في الرسالتين عدد القتلى والجرحى.

واعتبر نائب وزير الخارجية فيصل المقداد في حديث مع وكالة سي إن إن عدوان الليلة بمثابة «إعلان حرب على سوريا».

وقال مصدر غير مسمى في القدس أن الغارة الإسرائيلية استهدفت صواريخ إيرانية كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان، والمنطقة المستهدفة «كانت قريبة جداً من مطار دمشق الدولي».

ونقل موقع «روسيا اليوم» عن مصادر مجهولة الهوية في سوريا أن القصف استهدف مواقع اللوائين 104 و105 من الحرس الجمهوري السوري فضلاً عن مخزن الذخائر للفرقة 14 ومركز البحوث، وذلك في محيط جمرايا والهامة وقدسيا والصبورة، وقدّر المصدر عدد القتلى بحوالي ثلاثمئة شخص أغلبهم من العسكريين.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن موقع «دام برس» السوري خبر القبض على طيارين اثنين من المشاركين في الغارة، دون أن يذكر الموقع مصدر معلوماته، وكانت قناة «المنار» اللبنانية قد أفادت في وقت سابق عن إصابة إحدى الطائرات الإسرائيلية بنيران المضادات السورية. واستشهدت وكالة فارس بالقناة العاشرة الإسرائيلية بأنها أبلغت عن انقطاع الاتصال بطاقم إحدى الطيارات المكون من العقيد شموئيل عازار والملازم أول إيسون غاري.

عقدت الحكومة السورية جلسة استثنائية لبحث الاعتداء الإسرائيلي أصدر على أثرها بياناً تلاه وزير الإعلام عمران الزعبي قالت فيه: «إن حكومة الجمهورية العربية السورية تؤكد أن هذا العدوان يفتح الباب واسعاً أمام جميع الاحتمالات وخاصة أنه يكشف بما لا يدع مجالاً للشك حجم الارتباط العضوي بين مكونات الحرب على سورية بأدواتها الإرهابية التكفيرية والصهيونية».

أدانت إيران على لسان رامين مهمانبرست الناطق باسم وزارة خارجيتها العدوات على سوريا ودعت دول المنطقة إلى التكاتف في وجه محاولات إسرائيل زعزعة الاستقرار الإقليمي. وندد عدنان منصور وزير الخارجية والمغتربين اللبناني في تصريح صفحي بالعدوان الإسرائيلي واستنكر الصمت الدولي تجاه اعتداءات إسرائيل على أكثر من قطر عربي، ودعا جامعة الدول العربية إلى «اتخاذ موقف حازم». أما رئيس جامعة الدول العربية نبيل العربي فقد دعا مجلس الأمن في بيان صحفي بالتحرك السريع لوقف العدوان على سوريا ومنع تكراره، وقال أن هذا «الاعتداء السافر انتهاك خطير لسيادة دولة عربية من شأنه أن يزيد الأمور تفجراً وتعقيداً في سوريا ويعرض أمن واستقرار المنطقة إلى أفدح المخاطر والتداعيات».

وعلى صعيد الأفعال، نشرت إسرائيل بطاريات مضادة للصواريخ ضمن منظومة «القبة الحديدية» في شمال البلاد تحسباً للرد العسكري السوري المحتمل. من جهتها، نقلت قناة الميادين عن مصادر سورية «رفيعة المستوى» غير مسماة أن سوريا وجهت بطاريات صواريخ باتجاه إسرائيل، وقالت المصادر كذلك أن سوريا «مستعدة لتزويد المقاومة في لبنان بكل أنواع الأسلحة».


مصادر[عدل]