العثور على تمساح نيل يافع في نهر بيروت

من ويكي الأخبار

الجمعة 26 يوليو 2013



نشرت صحيفة الجمهوريَّة اللُبنانيَّة يوم 24 يوليو 2013م خبرًا مفاده العثور على تمساح في مصب نهر بيروت جهة البحر في المنطقة الواقعة بين شركة «سوكلين» للتنظيفات و«المسلخ»، كما قامت الجريدة سالِفة الذِكر بنشر صورة للتمساح وهو قابعٌ يتشمِّس على ضفَّة النهر. وقد تزامن ذلك مع ما قاله شهودٌ عيان من أنَّ هناك ثلاثة تماسيح أخرى كحد أدنى، أحدها بطول يتعدّى الأربعة أمتار وعرضه متر، موجودة على أول المصبّ من جهة البحر، وسُرعان ما انتشر هذا الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر. كما حضرت وسائل إعلام عديدة إلى المنطقة بهدف تصوير التمساح فوفِّق بعضها في ذلك.

وتصدّر خبر ظهور التمساح مطلع نشرات الأخبار اللبنانيَّة، فأوردته قناة MTV في مستهلّ نشرتها المسائيَّة، وعرضت صورًا لمواطن التقطها حول التمساح وأوضح أن عمر التمساح يتراوح بين 3 إلى 5 سنوات وطوله يفوق المتر، وأنه جرى رشقه بالحجارة. كما أشارت المؤسسة اللبنانيَّة للإرسال (LBC) في نشرتها المسائيَّة كذلك: "من كومودو الرابية إلى تمساح نهر بيروت، إنه بلد الغرائب والعجائب حتى في السياسة…"، قائلةً: "من يتذكَّر كومودو الرابية؟ كان ذلك في مثل هذه الأيام من صيف عام 2003.. حيوان من فصيلة الزواحف ظهر في منطقة الرابية ثم اختفى ليبقى ظهوره واختفاؤه لغزًا اليوم تمساحٌ في منطقة نهر بيروت، فهل يتكرر لغز كومودو، أم أن التمساح سيتم العثور عليه؟".

وقد تحوَّل الخبر إلى نُكتة يتداولها اللبنانيّون، فقيل أنَّ «تماسيح بيروت» أطاحت بالتطورات السياسيَّة الكبرى وصارت «شاغلة الشاشات»، وكتب أحدهم على أحد مواقع التواصل الاجتماعي يقول: «وجدوا تمساحًا في نهر بيروت فليس غريبًا أن يجدوا الأسد في حديقة الصنائع». وكان وزير البيئة ناظم الخوري قد استغرب ظاهرة التمساح، وقال في حديثٍ لصحيفة القدس العربي: "إذا صحّ الامر أتوقّع أن يكون أحد المواطنين تخلّص منه أو أن أحدًا تركه خلال عرض السيرك في بيروت". كما قال وزير الزراعة حسين الحاج حسن أنه أعطى أوامره إلى الأجهزة المعنيَّة في بلدية برج حمّود، للقيام بالإجراء اللازم للتحقق من الخبر، مشيرًا إلى عدم اقتناعه بصحته «بسبب شح وجود المياه في المنطقة المذكورة»، ومن المعلوم أنَّ مصبّ نهر بيروت بات بالفعل شبه مكب للنفايات ولا وجود لكمية المياه التي تسمح بوجود تمساح فيه. كما كان رئيس بلديَّة برج حمّود أنترانيك مسرليان قد استهزأ بالخبر وأشار في اتصالٍ مع جريدة النهار إلى أنَّ: "مجموعة من عناصر البلديَّة نزلت إلى الموقع في النهر وعاينته ولم تلمس أي مؤشر عن وجود تماسيح"، مضيفًا: "سألنا من يعمل بجانب نهر بيروت ونفى رؤيته أي تمساح، كذلك الأمر بالنسبة إلى أهالي المنطقة". وقال: "أعتقد أن هناك شخصاً سحب صورة تمساح من الانترنت وصار يضحك على الناس". فما كان من جريدة الجمهوريَّة إلَّا أن نشرت ڤيديو يُظهر التمساح في النهر وقد ظهر منه منخريه ورأسه وعيناه.

وأشار الطبيب البيطري الدكتور وليد درويش: «إنَّ هذا التمساح الذي تم تصويره ينتمي إلى فئة تمساح النيل Crocodylus niloticus، وهو واحد من التماسيح الأكثر خطورة في العالم، ويشكل خطراً كبيرًا على الإنسان، وهو مسؤول عن مئات الوفيَّات من البشر كل عام، وموطنه الرئيس أفريقيا». أمَّا عن كيفيَّة وصول التمساح إلى لبنان فقال: «على الأرجح أن يكون رماها أحد بعد أن ابتاعها وهي صغيرة. وعندما كبرت وأصبحت شرسة، قام برميها في النهر، بحيث أن هناك بعض المتاجر والمحلات المتخصصة ببيع الحيوانات كانت تعرض تماسيح صغيرة للبيع بطريقة غير شرعية. وفي لبنان لم يكن هناك تماسيح عبر التاريخ، لكن في التاريخ القديم، كان يُقال ان هذا النوع من التماسيح كان موجودًا في الأردن». وكان وزير البيئة قد أشار أنَّه بحال تمَّ القبض على التمساح فسوف يتم ترحيله إلى بلدٍ آخر في أفريقيا كمصر. كما قامت بعض الجمعيَّات وأهمها «animals Lebanon» بالأخذ على عاتقها مهمَّة البحث عن التمساح المفقود، وفق ما لفت إليه جيسون ماير المدير التنفيذي للجمعية، لجريدة الشرق الأوسط.


مصادر[عدل]

Wikipedia
Wikipedia
اقرأ عن تمساح نهر بيروت في ويكيبيديا العربية، الموسوعة الحرة.
Wikimedia Commons هناك ملفات عن Beirut River crocodile في ويكيميديا كومنز.