اكتشاف أقدم معبد فينيقي في مدينة صور بلبنان

من ويكي الأخبار

الجمعة 20 سبتمبر 2013


اكتشف فريقٌ من عُلماء الآثار بقيادة الأستاذة ليلى بدر، مُديرة متحف الآثار في الجامعة الأمريكيَّة في بيروت، اكتشفوا أقدم معبد فينيقي بمدينة صور بجنوب لبنان. وهذا المعبد هو أوَّل معبد فينيقي كامل يُكتشف حتّى هذا التاريخ في لبنان. وقد موَّلت إدارة الجامعة الأمريكيَّة مشروع التنقيب هذا، وعمل عليه الفريق المُختص طيلة موسمين كاملين بهدف تخطّي الحقبات الكلاسيكيَّة من رومانيَّة وبيزنطيَّة، والوصول إلى الطبقة الفينيقيَّة، وكان ذلك بالتنسيق مع وزارة الثقافة والمسؤول عن المُديريَّة العامَّة للآثار في جنوب لبنان علي بدوي، وقد حصل الاكتشاف في الموسم الثاني بين 18 أغسطس و14 سبتمبر 2013م.

وقد تكوَّن الفريق من 12 شخصًا من الأساتذة والدكاترة والتلاميذ المُختصين بِعلم الآثار، من لبنان ومن بضعة دول أجنبيَّة، مثل فرنسا وإيطاليا وبلجيكا. وخلال هذا الموسم، وسَّع المُنقبون دائرة حفرهم وتنقيبهم حتّى بلغت 1500 م²، في مُحاولةٍ لتحديد مساحة وحجم المعبد ومُحيطه كاملًا، كما قام هؤلاء الخُبراء بإعادة تشييد أحد الجُدران كاملًا. وقد تبيَّن أنَّ مساحة المعبد تصل إلى (20 × 6.5 أمتار)، وبلغ علوّ منصته متران، يعلوها مذبح لتقديم الأضحية للآلهة، وبقربه أتون حُفظت فيه عظام الحيوانات المذبوحة من أسماك وطيور وثدييَّات، والتي ملأت 17 صندوقًا. وأكثر ما يلفت النظر في المعبد هو الحائط الغربي، إذ يبلغ طوله 22 مترًا، وقد زُيِّن بإفريزٍ من الخوانق المصريَّة، مما يجعله شبيهًا بمعابد فينيقيَّة أُخرى شبيهة مثل معبد أشمون في لبنان.

ومن الجدير بالذِكر أنَّ هذا الموقع يقع بين الموقع الذي اكتشف فيه الأمير موريس شهاب خلال السبعينيات، مساكن من الحقبة الرومانية وبين المدافن. وكانت تلك الآثار مُغطاة بالقصب على علوّ 4 أمتار، وبعد تنظيفها ظهر أنَّ بعضها كان مما عثر عليه الأمير موريس في الحفريَّة التي أجراها بين عاميّ 1974 و1975م.

وقد علَّقت الأستاذة بدر قائلةً: "لا شيء كان يدل على ماهيَّة تلك الاكتشافات، لا بل كانت مجهولة إذ لم نعثر على أيَّة معلومات حولها: لا أرشيف، لا صور، لا خرائط، لا دراسات ولا بحوث حولها… ربَّما بسبب الحرب أو بسبب وفاة الأمير شهاب المُفاجئة". وأضافت: "كُل شيء يدل على أنَّ هذا الاكتشاف هو معبد فينيقي من دون أدنى شك، فتقنية بنائه نمودجًا فينيقيًّا من ناحية الحجر الرملي وطريقة وضع الحجارة، كذلك عناصر هندسته المعماريَّة ولا سيَّما منها الإفريز على الطريقة المصريَّة عند حائط المعبد الخلفي والذي يُشبه إلى حدٍّ كبير المعبد الفينيقي في عمريت مقابل جزيرة أرواد قُرب طرطوس في سوريا، والحوض المُربَّع الذي يملأ بالماء من أجل الوضوء قبل الدخول إلى المعبد. كُل هذه العناصر تؤكد بما لا يقطعه الشك، أنَّ هذا المعبد ليس فينيقيًّا فحسب بل هو أيضًا الأوَّل والوحيد الكامل في لبنان منذ تلك العصور. ومُقارنة بمعبد أشمون، فإنَّ الأخير فقد جُدرانه لكن منصَّته أضخم، بينما معبد عمريت أصغر".

مصادر[عدل]