أبو هنود وبني عودة.. عندما تتعانق "بصمات المقاومة والشهادة"
الأربعاء 23 نوفمبر 2016
بوابة السياسة على ويكي الأخبار
- 11 أبريل 2024: المغرب: طلاب المغرب يطالبون بإصلاح التعليم
- 10 فبراير 2024: إسرائيل ترفض خطة حماس لوقف الحرب
- 10 فبراير 2024: نتنياهو يأمر يإخلاء رفح تمهيدًا لاقتحامها
- 4 فبراير 2024: حارس مرمى المنتخب الفلسطيني: 2 من لاعبينا لا يعرفان شيئا عن عائلتيهما منذ 10 أيام
- 4 فبراير 2024: قيادي في حماس: الولايات المتحدة تتحدث عن هدنة قابلة للتمديد ونحن نؤكد على وقف العدوان كليا
تتعانق ذكريات المقاومة والشهادة للدفاع عن فلسطين، لتستذكر اليوم مهندسين قساميين تركا بصمات تاريخية، لتعانق بصمات المقاومة الأرواح عند اللقاء.
إبراهيم بني عودة، ومحمود أبو الهنود، عاشا على خطى المقاومة، وأذاقا الاحتلال ألم في مواقع كثيرة، ليرتقيا شهداء وتتعانق ذكراهما كما تعانقت بصمات مقاومتهما.
واستشهد القسامي إبراهيم عبد الكريم بني عودة في 23/11/2000، عبر سياة مفخخة كانت معدة لاغتياله، فيما استشهد المهندس محمود محمد أبو هنود في 2001-11-24، حين أقدمت طائرات أباتشي صهيونية على قصف سيارته بخمسة صواريخ أدت إلى استشهاده هو واثنين من رفاقه. وحين كان الشهيد بني عودة، يبحث عن سيارة لنقل المواد المتفجرة لإخوانه المجاهدين لينطلقوا إلى هدفهم، كان قدر الله أن يركب سيارة أحد العملاء، حيث لم ينتبه لخطورة هذه السيارة، فكان همه الأول سرعة تنفيذ العملية، في حين كانت السيارة مفخخة ومعدة لاغتياله.
وبالفعل فقد تم تفجير مسند رأس كرسي السيارة الذي كان يستند عليه الشهيد، بعدما تم تفخيخه بعبوة شديدة الانفجار موجهة لاسلكيا من طائرة كانت تحلق في سماء نابلس، ليرتقي المهندس القسامي إبراهيم بني عودة فيها شهيداً بعد مسيرة حافلة من العطاء.
ولد الشهيد إبراهيم عبد الكريم بني عودة عام 1965 في دولة الكويت، ونشأ وترعرع هناك في كنف والديـه على الأخلاق الرفيعة وحب الدين والصلاة في المسجد وخاصة صلاة الفجر.
أتمّ الشهيد دراسته الابتدائية والمتوسطة وجزءاً من المرحلة الثانوية في الكويت، لينتقل بعدها مع أهله عام 1983 إلى الأردن، حيث حصل فيها على شهادة الثانوية العامة بتفوق، الأمر الذي أتاح لـه فرصة الالتحاق بأي كلية يرغبها، إلا أنـه فضل الدراسة الشريعة بالجامعة الأردنية متتلمذاً على أيدي علماء أفاضل، من بينهم الشهيد المجاهد الدكتور عبد الله عزام.
وعلى الرغم من أن أصول الشهيد بني عودة تعود إلى بلدة "طمون"، إلا أنـه واجـه صعوبات كبيرة وبـذل جهود متواصلة ليعود إليها كونه لم يولد فيها، فقد كانت نفسه تتوق دائما للجهاد والشهادة على أرض فلسطين المباركة التي عشقها. تصفه والدته بأنه كان يحب التحدّي ولا يعرف اليأس، يعمل في أي شيء وينجح فيه بل يتفوق، كما كان قوي البنية، حيث تدرب على أنواع كثيرة من القتال، وكان يمارس رياضة "الجري" يومياً بعد صلاة الفجر بعد أن يعود من المسجد.
انتقل الشهيد إبراهيم إلى فلسطين بعدما تزوج بإحدى قريباته هناك – وأنـجب منها ستة أبناء هم: حذيفة وعبد الله وهناء وسناء وميساء ورجاء- إلا أن ذلك لم يثنيه عن الالتحاق المباشر بـمسيرة المقاومة والجهاد.
يوصف الشهيد بأنـه كان يتميز منذ صغره بالسرية والكتمان والتواضع، الأمر الذي أبعد الأنظار عنه في بادىء الأمر، حتى ظن الناس أنـه إنسان عادي وبسيط، في الوقت الذي كان فيه مهندساً في كتائب الشهيد عز الدين القسام، لـه صولات وجولات في تدريب الخلايا الجهادية على إعداد المـواد المتفجرة، والتخطيط لمقاومة الاحتلال الصهيوني.
كما نجح في زراعة عشرات العبوات الناسفة في طريق الجنود الصهاينة، ونـجح في استهدافهم أكثر من مرة ببراعة وكتمان، حيث استخدم في إحدى عملياته أشرطة فيديو مفخخة مـما أدى إلى مقتل العشرات من المـحتلين.
ولدى الشهيد تاريخ طويل من الاعتقالات في سجون السلطة بالضفة الغربية.
الشهيد أبو الهنود
[عدل]أما أبو الهنود، قائد كتائب القسام بالضفة المحتلة، والملقب من قبل أعداءه "صاحب السبع أرواح"، ولد بتاريخ 01/07/1967، أكمل دراسته الثانوية في القرية "عصيرة الشمالية" والتحق في العام 1995م بكلية الدعوة وأصول الدين بالقدس المحتلة حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية.
ومع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولي 1987م سارع أبو هنود للمشاركة في فعالياتها فأصيب في العام 1988م بجراح خطيرة جراء عيار ناري خلال مواجهته لجنود الاحتلال, وتم اعتقاله لاحقا لعدة شهور في معتقل مجدو.
وبعد إطلاق سراحه أصبح أبو هنود عضوا ناشطا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في منطقة نابلس, وفي شهر كانون أول عام 1992م كان هو وخمسة آخرين من بلدته عصيرة الشمالية من بين 400 عضو في حركة حماس والجهاد الإسلامي أبعدوا إلى جنوب لبنان.
لم تكن عملية الإبعاد كافية لثني أبو هنود عن نشاطاته في الحركة الإسلامية، بل انخرط بعده في النشاط العسكري، وأصبح أحد أعضاء الجهاز العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام البارزين، وإثر استشهاد محي الدين الشريف المطلوب رقم واحد لأجهزة الأمن الصهيونية والفلسطينية على حد سواء، حل مكانه ليصبح على رأس المطلوبين لقوات الاحتلال الصهيونية.
وزادت أهمية المطارد أبو هنود في عام 1996م عندما اعتقل إلى جانب نشطاء حماس في حملة شنتها أجهزة الأمن الفلسطينية في ذلك الوقت إلا أن أبو هنود أُطلق سراحه وقيل إنه فر من السجن في شهر أيار من العام ذاته.
وبعد أن وضع الكيان أبو هنود على رأس المطلوبين له، بدأ بالعمل الفعلي للتخلص منه، حيث تعرض لمحاولة اغتيال في 26-8-2000، ولكنه أصيب بجراح وتمكن من الفرار بعد أن أجهز على أكثر من ثلاثة من جنود الوحدات الخاصة الصهيونية، وأصاب العديد منهم بجراح مختلفة، مما ساهم في زيادة الحنق الصهيوني عليه، والسعي أكثر للقضاء عليه.
والمحاولة الثانية للقضاء على أبو هنود كانت في 20-5-2001، بعدما قصفت طائرات من نوع "إف 16" صهيونية لأول مرة السجن المركزي لمدينة نابلس بالضفة المحتلة، حيث تحتجز السلطة الفلسطينية المجاهد "محمود أبو هنود"، وللمرة الثانية يخرج حياً من تحت الأنقاض، وهو لا يزال يمسك بيديه مصحفا كان يقرأ فيه لحظة القصف.
هاتان المحاولتان الفاشلتان لم تثنيا قوات الأمن الصهيونية عن الجد في طلب قائد الجناح العسكري في حماس في الضفة المحتلة، فكانت المحاولة الثالثة، والتي استشهد فيها المجاهد أبو الهنود، حيث أقدمت طائرات أباتشي صهيونية على قصف سيارته بخمسة صواريخ أدت إلى استشهاده هو واثنين من رفاقه.
مصادر
[عدل]
شارك الخبر:
|