اعتداء مستمر على المواقع الأثرية والتراثية في الأردن

من ويكي الأخبار

الثلاثاء 2 أكتوبر 2018


أخبار ذات علاقة


الآثار هي السجل الأكثر مصداقية لتاريخ الشعوب، وهي المعين الذي لا ينضب الذي تنهل منه سيرة من سبقنا حتى أعماق التاريخ، وما وصلوا إليه من منجزات حضارية وثقافية وعلمية، نعتز بها ونفخر، وبما حققوه من صروح ومعارف وقرارات إبداعية. وقد حبا الله تعالى هذا الوطن بثروة تاريخية هائلة وكم عظيم من الآثار التي تكمن في معظم أرجائه. ذلك بما تعاقب عليه من أمم وحضارات، ولما له من موقع مميز بين الجنوب والشمال وبين الشرق والغرب، وكان على مدى التاريخ بوابة لابد من عبورها والانطلاق منها في كل اتجاه، ابتداء من الهجرات العربية الأولى مرورا بالإمبراطوريات اليونانية والرومانية والإسلامية العربية والتركية .

لذا فهو يزخر بالآثار العالمية وعلى رأسها البتراء، التي أصبحت من عجائب الدنيا، ومدن رومانية والكنائس والمواقع الدينية المسيحية، ومقامات وقبور الصحابة الأوائل الكرام وقصور الخلفاء الأمويين في الصحراء، بالإضافة إلى تماثيل وآثار قيمة منذ آلاف السنين في مواقع متعددة، تمثل حقبات ماقبل التاريخ. هذا بالإضافة لاحتوائه على مواقع طبيعية مميزة جغرافيا وطوبوغرافيا وبيئيا. والتقت الدستور برئيس جامعة اليرموك خبير الآثار الدكتور زيدان كفافي، إذ أكد أن هويتنا الأردنية موصولة في آثارها الممتدة جذورها بحوالي مليون ونصف المليون سنة من الآن، داعيا الحفاظ عليها سواء كانت في المواقع أو المخازن الأثرية من عمليات التنقيب عن الذهب أو من خلال العوامل الطبيعية المؤثرة عليها.

وأضاف كفافي أن المحافظة على الآثار واجب وطني من الجهات الرسمية أو غير الرسمية، مبينا أن من واجب هذه الجهات التوعية في الحفاظ عليها كونها تعد واحدة من مصادر الدخل القومي الرئيسة للبلد. ودعا كفافي أن يتم التركيز في المنهاج المدرسية عن الآثار الأردنية والتوعية بأهميتها. الحاجة لمزيد من التوعية.من جانبه أشار المهندس المعماري وأحد المهتمين بصيانة التراث والفنان التشكيلي محمد الدغليس أن دور الحكومات الأردنية ووزارة السياحة والآثار ووزارة الثقافة على وجه التحديد كان ضعيفا إلى حد ما؛ إذ لم تقم بالحفاظ على هذه الآثار من العبث وتشويه منظرها أحيانا بحسب تعبيره.

وأضاف أن دورها التوعوي لم يليق بمستوى الطموحات المرجو لتقديم ما لدى الأردن للسائح بأبهى صورة، أما عن الترويج فاعتبره الدغليس أقل من القليل ولا يصل إلى الحد الأدنى المطلوب سوى ببعض الطفرات التي تحدث موسميا. 29 الف موقع أثري في الأردن.أما الدكتور إبراهيم بظاظو عميد كلية السياحة والفندقة في الجامعة الأردنية فرع العقبة، وفي جوابه عن أهمية الحفاظ على الآثار وأثرها على السياحة الأردنية قال: « يتمتع جزء بسيط من المواقع الأثرية في الأردن بالاهتمام والصيانة اللازمين وذلك لأن الأردن يحتوي على 29 ألف موقع أثري مسجل، أقل من %1 منها تعد مواقع أثرية سياحية، أما القطاع الأكبر من الآثار والمباني التقليدية فتعاني من الإهمال والتدمير لأسباب اقتصادية، ولعدم وجود درجة كافية من الوعي لأهمية هذه المخلفات ودورها في بناء الحضارة والثقافة، وتعتبر ملكية الجزء الأكبر من المواقع الأثرية المهمة في الأردن ضمن فعاليات دائرة الآثار العامة، أما بعض المواقع الأثرية التي أثبتت أهمية كبرى من الناحية التاريخية مثل :عين غزال وبسيطة وآيلة، فإن ملكيتها بقيت في القطاع الخاص» بحسب تأكيده.

وأضاف «سرقة الآثار وتهريبها تعد ظاهرة عالمية، يزاولها أناس محترفون (مافيات- على حد وصفه) لهم خبرات وتجارب طويلة في هذا المضمار، ولعل من أهم ما يشجع عمليات السرقة والتهريب هو إسهام عناصر أجنبية في القيام بها، وتنفيذها وأن ما يخدم هؤلاء هو أن الآثار منتشرة في أماكن متفرقة من الوطن العربي، وليس من السهل حراستها، ونظرا لأن الآثار لا تعد أموالاً أو ممتلكات خاصة للفرد أو الجماعة، إنما هي أملاك عامة للدولة، فإننا نجد أن الدولة تضع تشريعات خاصة للمحافظة على آثارها. ولكن هذه العقوبات غير مفعلة وغير رادعة ويجب على الدولة تفعيل وتغليظ هذه العقوبات، وأن تكون هذه القضايا من اختصاص محكمة أمن الدولة لما لها من أهمية تاريخية».

ورأى بظاظو أن أكبر عملية تخريب وسرقة تتعرض لها المواقع الأثرية في الأردن منذ سنوات، يقوم بها «الباحثون عن الذهب» فهناك العديد من المواقع الأثرية في وادي الأردن تعرضت لعمليات النهب والتخريب؛ بحجة البحث عن الذهب أو من خلال أن بعض المزارعين يستخدمون الصخور التي تحتوي على نقوش أثرية في عملية بناء أسوار مزارعهم، بحسب تصريحه. يذكر أن «الدستور» حاولت الاتصال مرارا مع المصادر المعنية مباشرة بالتصريحات الصحفية في دائرة الآثار الأردنية إلا أننا لم نتلق أي إجابة أو رغبة بالتواصل.


مصادر[عدل]