انطلاق مؤتمر باريس للتسوية دون حضور "إسرائيل" و"السلطة"

من ويكي الأخبار

الاثنين 16 يناير 2017



انطلقت أمس الأحد أعمال مؤتمر باريس الدولي لـ"محاولة إنعاش مسيرة التسوية" بمشاركة وزراء خارجية وممثلين عن 70 دولة، في ظل ترحيب من السلطة الفلسطينية وتنديد "إسرائيلي" وغياب الطرفين.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، إن حل الدولتين هو الحل الوحيد لتسوية الأزمة الفلسطينية.

وأضاف أيرولت في كلمة له بافتتاح المؤتمر أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية محاولة إعادة "الإسرائيليين" والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.

وأوضح أيرولت أن المؤتمر له ثلاثة أهداف؛ هي: التأكيد على التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين، وحض "إسرائيل" والفلسطينيين على الدخول في مفاوضات سلام مباشرة، ووضع خطة عملية للمستقبل.

ويعقد هذا المؤتمر في أجواء من الشك بشأن السياسة التي سيتبعها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في الشرق الأوسط.

وعقد المؤتمر دون حضور الفلسطينيين أو "الإسرائيليين"، بعد رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وتأجيل اللقاء بين الرئيس الفرنسي ورئيس السلطة محمود عباس إلى ما بعد أسبوعين لبحث آليات تنفيذ مقررات المؤتمر.

وبالتزامن من انطلاق المؤتمر، بدأت الجالية اليهودية في فرنسا تحركات لرفض انعقاده.

مسودة بيان المؤتمر[عدل]

ووفق الجزيرة؛ فإن الفرنسيين يعدّون عقد مؤتمر بهذا الزخم "نتيجة باهرة" للدبلوماسية الفرنسية وللدول العربية إلى جانب الولايات المتحدة، بيد أنهم يعترفون بأن هذا المؤتمر لن يقدم وصفة سحرية لإقرار السلام بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين".

ونقلت عن مصادر دبلوماسية أن الموقف الأميركي الأخير سهل كثيرا صيغة المسودة النهائية للبيان الذي سيتبنّاه المؤتمر، وقد خضعت مسودته للتعديل خمس مرات خلال الأيام الماضية.

ونسبت تقارير لمسودة بيانٍ عن المؤتمر دعوة "إسرائيل" والسلطة "لإعادة التأكيد رسميا على التزامهما بحل الدولتين"، وتجنب اتخاذ "خطوات أحادية الجانب تستبق نتائج مفاوضات الوضع النهائي".

إلى ذلك، واصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، انتقاداته لانعقاد المؤتمر، واصفا إياه بـ"عديم الفائدة" و"يُبعد تحقيق السلام".

نتنياهو يهاجم المؤتمر[عدل]

وقال نتنياهو خلال جلسة الحكومة "الإسرائيلية" الأسبوعية، اليوم الأحد، إن "المؤتمر الذي يعقد اليوم في باريس هو مؤتمر عبثي عديم الجدوى، نُسّق بين الفرنسيين والفلسطينيين بهدف فرض شروط على إسرائيل لا تتناسب مع احتياجاتنا الوطنية".

ورأى نتنياهو أن المؤتمر يبعد السلام أكثر؛ لأنه يجعل المواقف الفلسطينية أكثر تشددا، ويبعد الفلسطينيين أكثر عن إجراء مفاوضات مباشرة بدون شروط مسبقة، على حد تعبيره.

وأضاف "هذا المؤتمر هو عبارة عن الرجفات الأخيرة لعالم الأمس، والغد سيكون مختلفا تماما وهو قريب جدا"، في إشارة إلى تبدل الحكم بالبيت الأبيض وتولي الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، السلطة، الذي تعدّه "إسرائيل" حليفها.

وسبق أن أعلن نتنياهو رفضه للمؤتمر، عادًّا أنه "يعيد عجلة السلام إلى الوراء"، ووصفه بأنه "عبارة عن خدعة فلسطينية برعاية فرنسية، تهدف إلى اعتماد مواقف أخرى معادية لإسرائيل".

من جهتها، قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على لسان عضو لجنتها المركزية محمد اشتية، أن نجاح مؤتمر باريس مرتبط بتأكيده على تشكيل لجنة متابعة والخروج بإطار زمني لإنهاء الاحتلال "الإسرائيلي"، داعيا فرنسا إلى الاعتراف بدولة فلسطين للعام 1967 حتى تحذو دول أوروبية أخرى حذوها.

يذكر أن المؤتمر جاء تطبيقا للمبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، في حزيران/ يونيو 2016، وتهدف لحل الصراع الفلسطيني -"الإسرائيلي" على قاعدة "حل الدولتين".

ويعد مؤتمر باريس بمنزلة المرحلة الثانية من مبادرة السلام الفرنسية والتي أطلقت في حزيران/ يونيو الماضي، دون مشاركة فلسطينية أو "إسرائيلية".

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية "الإسرائيلية"، نهاية نيسان/ أبريل 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 شهور من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية؛ بسبب رفض "إسرائيل" وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.

مصادر[عدل]