في كلمته في ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي: السيسي يدعو إلى تجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف

من ويكي الأخبار

الخميس 1 يناير 2015



شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي احتفالية المولد النبوي الشريف، التي نظمتها وزارة الأوقاف في مركز الأزهر الدولي للمؤتمرات. حضر الاحتفال كل من رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وشيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ومفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ووزير الدفاع الفريق صدقى صبحى، بالإضافة إلى عدد من الوزراء والمحافظين وقيادات الأزهر والأوقاف والكنيسة وسفراء بعض الدول العربية والإسلامية ورؤساء بعض الأحزاب ورموز العمل الوطنى.

بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرأن الكريم لأحد علماء الأزهر. وخلال الاحتفالية التي استمرت لمدة ساعة، كرم الرئيس السيسي عددًا من الرموز الدينية من الأوقاف والإفتاء والأزهر، لدورهم في نشر المفهوم الوسطي والمعتدل، ومنحهم وسام العلوم والفنون، ومن بينهم الدكتور علي جمعة المفتيى السابق والدكتور عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر، ونقيب الأشراف وشيخ مشايخ الطرق الصوفية، ومن شباب الأوقاف الشيخ أحمد ترك مدير عام بحوث الدعوة والشيخ محمد العجمي وكيل الوزارة بأسيوط ووكيلي وزارة بالمعاش. فيما استغرقت كلمة السيسي التي وجهها إلى الأمتين العربية والإسلامية في ختام الاحتفال نحو عشرين دقيقة، حيث حاز تأكيد الرئيس على رعاية الدعاة والأئمة على تصفيق من الحاضرين، وكذلك قام الرئيس بتهنئة المسلمين والمسيحين بمناسبة المولد النبوي الشريف وأعياد الميلاد وبدء العام الجديد. وانتهت الاحتفالية بعزف السلام الجمهوري، وتلا وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة قصيدة في ختام كلمته في الاحتفال محاكاة لقصيدة أحمد شوقي في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام وحازت على إعجاب الحاضرين.

دعا السيسي في خطابه إلى الثورة على التطرف، مطالبًا إياهم بالتصدي للفكر الخاطئ الذي يسيء للإسلام والمسلمين ويدمر الأمة الإسلامية، محملًا الأزهر إمامًا ودعاةً مسئولية تجديد الخطاب الديني وفقًا للدين الإسلامي الحنيف والدعوة بالحسنى وتصحيح الأفكار والمفاهيم التي ليست من ثوابت الدين، مطالبًا بثورة أخلاقية جادة تنطبق فيها السلوكيات مع المعتقدات لتصحيح المفاهيم الخاطئة، مطالبًا بأن يكون هذا التجديد واعيًا ويحفظ قيم الإسلام ويعالج التطرف والتشدد.

وموجهًا الكلمة للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، قال السيسي "أنت والدعاة مسئولون أمام الله عن تجديد الخطاب الديني وتصحيح صورة الإسلام، وخاطب العلماء والله لأحاجيكم يوم القيامة، فقد أخليت ذمتي أمام الله لأنه لا يمكن أن يكون هناك دين يتصادم مع الدنيا كلها، فالمشكلة ليست في الدين ولكن في الفكر وهذا يتطلب دورا كبيرا من علماء الأزهر والأوقاف. وأضاف، أن سمعة المسلمين تأثرت بما يحدث من عنف، منوهًا بضرورة مراجعة المفاهيم، مشيرًا إلى أن الأرهاب لم ينتشر إلا في ظل تفرق الأمة حتى علقت بها أعمال العنف أمام العالم وأثر على سمعتها.

فيما تناولت الصحف المصرية خطابه على النحو التالي؛ فقد قالت صحيفة الجمهورية أن الرئيس السيسي خرج عن نص خطابه الرسمي المكتوب مرتين ليتوجه بحديث من القلب إلى قيادات الأزهر والدعوة في الأوقاف. وتساءل الرئيس في المرة الأولى "هل نحن صادقون في كل أعمالنا.. وهل العوام يلتزمون بالصدق والأمانة والإخلاص عند أداء مهامهم؟". وأضاف، أن الإشكالية ليست في العقيدة ولكن في الفكر، مشيرًا إلى ضرورة التوقف كثيرًا لما نحن فيه الآن، فليس من المعقول أن نظل نقدس أفكارًا ونصوصا لآلاف السنين، وهي بعيدة عن صحيح الدين، فنحن نحتاج إلى ثورة دينية على ما نحن فيه تقوم على الالتزام بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. واستانف كلمته المكتوبة، ثم عاد مرة أخرى للخروج عن النص وقال مرتجلًا "نريد أن يتحول الإتقان في العمل إلى جزء من تكويننا. ولو شاهد أحد وهو يسير في طريق مرصوف أنه غير ممهد بشكل جيد يقول. فعدم الإتقان عبء ضخم لأننا لا نملك رفاهية إعادة العمل مرتين".

فيما أشارت صحيفة الأخبار نقلًا عن الرئيس السيسي، أن أهمية الخطاب الديني إشكالية ليست في عقيدة بل في فكر معين، قد يُقدس ويتحول إلى ثوابت تمزق المجتمع وتهوى به إلى القاع. وشدد على ضرورة التوقف كثيرًا أمام حالتنا، لأن الأمة تتمزق وتتدمر وتضيع ونحن من نضيعها بأيدينا. وقال ليس من الممكن أن تكون هذه الأفكار المتطرفة التي يتم تقديسها حاليًا تعادي الدنيا كلها دون مواجهة من أحد. وأردف قائلًا، أن مصر تحتاج إلى ثورة ضمير وأخلاق نعيد فيها بناء الإنسان المصرى ليتوأم مع المرحلة القادمة وما بها من تحديات، مطالبًا الجميع بالإتقان الحقيقي في العمل، وما أحوجنا لهذا في بناء الدولة، مشيرًا إلى أن حجم عدم الإتقان أصبح ظاهرة عامةً والمتقنين هم القلة القليلة في المجتمع مستشهدًا بذلك قائلًا: هل لاحظ أحدكم طريقًا مرصوفًا بشكل جيد، مضيفًا أعتقد لو كان هناك إتقان أيضًا ما كان هذا هو حال التعليم.

ونقلت صحيفة المصري اليوم أن الرئيس طالب المصريين جميعًا مسلمين وأقباطًا بالعمل على محبة بعضهم والعمل بإتقان وصدق وأمانة وتقليد الآخرين في تجويد العمل مثل الألمان الذين ذاع صيتهم بجودة صناعتهم، داعيًا إلى نقد الذات من قبل المسلمين جميعًا وقيام علماء الأزهر بإطلاق ثورة دينية فكرية للتجديد الذي ينتظره المسلمون على رأس كل 100 سنة بعد أن أصبحت الأفكار قديمة وتحولت إلى مقدس تراق من أجله الدماء. وأردف قائلًا، أنه سيوفر كل الدعم للعلماء لتجديد الفكر الديني، محذرًا من سلوك بعض المصريين الذين يعيشون في الخارج 15 عامًا ثم يقاتلون من استضافهم.

فيما وصف الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كلمة السيسي التي ألقاها في احتفال وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوي الشريف بالقوية والقاسية المتضمنة لنقد الذات، مضيفًا، كل كلمة كانت بمثابة سوط على ظهورنا نحن الدعاة والمسئولين على ضرورة تجديد الخطاب الديني.


مصادر[عدل]