الأغوار 2016.. إقتلاع صهيوني يقابله إهمال فلسطيني

من ويكي الأخبار

الخميس 5 يناير 2017


أخبار ذات علاقة

أخبار فلسطين على ويكي الأخبار
فلسطين على ويكي الأخبار

موقع فلسطين
موقع فلسطين

تعاني الأغوار الفلسطينية من تهميش كبير من المستوى الرسمي الفلسطيني، بالرغم من محاولات الاحتلال لتهجير سكانها وتحويلها لمناطق صهيونية بالكامل.

وأعاد التقاعس الرسمي الفلسطيني في حل مشكلة الأغوار في قرية الجفتلك، هذه القضية للظهور على السطح، إذ تعد أكبر تجمع بالأغوار الوسطى، ويستمر تهميشها رغم انقطاع التيار الكهربائي عنها مدة 45 يوما متواصلا، ويضاف لذلك إخطارات الهدم والإخلاء التي يوزعها الاحتلال بالأغوار الشمالية بشكل يومي.

وفي هذا السياق أشارت نوال كنوري، الناشطة النسوية في الجفتلك، إلى أن مشكلة الكهرباء تعد مشكلة قديمة جدا لكنها طفت على السطح حديثا بعد انقطاع التيار الكهربائي عن القرية 45 يوما في فصل الصيف، بسبب الضغط الزائد على محول الكهرباء الوحيد الذي يزود القرية.

وأضافت أن أهالي الجفتلك يتزودون بالكهرباء بشكل غير قانوني عن طريق مد أسلاك من محول وحيد موجود في مدخل القرية، بسبب عدم توفير سلطة الطاقة الفلسطينية محولين إضافيين بالرغم من المطالبات الدائمة من الأهالي، مما اضطرهم لمد الكهرباء بشكل غير قانوني.

ونوهت إلى أن الأهالي على استعداد للالتزام بدفع فواتير كهرباء منتظمة بمجرد الموافقة على طلبهم، أو حتى تركيب ساعات كهرباء مسبقة الدفع مقابل توفير خدمة الكهرباء للقرية.

وتقول: "للأسف في ظل مأساتنا حضر رئيس الوزراء إلى القرية، وافتتح مشروعا للأعشاب الطبية لرجال الأعمال، ولم يلتفت لمعاناة 400 مواطن بدون كهرباء، ومما يعزز من تهميش القرية أن العمال في المشروع الذي افتتح، ليسوا من الجفتلك، وبمعنى آخر خير الجفتلك ليس لأبنائها".

وتبلغ تكلفة محولي الكهرباء التي يطالب الأهالي بتركيبها، كما قالت كنوري، 650 ألف شيقل وهذه لا يمكن للأهالي توفيرها على نفقتهم الخاصة، حيث يقترحون على الحكومة تخصيص جزء من عائدات السفر عن معبر الكرامة في أيام الذروة لحل المشكلة وشراء المحولات، علما أن المسافر يدفع رسوم 150 شيقلا، وتساءلت: "ألا يحق لهذه القرية امتيازا بسيطا كهذا عند الحكومة لحل مشكلتها في ظل ما تتعرض له من محاولات الاقتلاع والتهجير من الاحتلال؟".

وأردفت: "تسمى المحافظة في الدوائر الرسمية بمحافظة أريحا والأغوار ولكن ذلك بالاسم فقط فالأغوار على الهامش ولا تحظى بأي دعم حكومي أو رسمي، فضلا عن مشاكل الزراعة المتفاقمة يوما بعد يوم ومشاكل البنية التحتية".

أزمات القرية[عدل]

ولا تقتصر مشكلة القرية وغيرها من القرى في الأغوار الوسطى على هذا الحد، فمن أكثر المشاكل التي تواجهها ضعف الخدمات الصحية؛ فلا يوجد مركز صحي للتعامل مع حالات الطوارئ التي تحدث كثيرا في المنطقة بسبب لدغات الأفاعي السامة والتعرض للمبيدات الحشرية.

وبعد مطالبات حثيثة وطويلة من الأهالي أنشأت الحكومة مركز الجفتلك الصحي قبل ثلاث سنوات لخدمة مناطق الأغوار الوسطى، وهذا المركز من المقرر أن يكون مركز طوارئ من الساعة الثالثة عصرا وحتى العاشرة ليلا كما وعدت الحكومة، ولكن حتى اللحظة لم يبدأ عمله كمركز طوارئ.

ويشار إلى أن العديد سلطات الاحتلال تعمل على نقل الحالات الطارئة بالمروحية، وترسل هذه التكاليف بفاتورة باهظة سنوية للحكومة الفلسطينية لدفعها. 

وفيما يتعلق بمعاناة الأغوار الشمالية التابعة لمحافظة طوباس، تحدث معتز بشارات مسئول ملف الأغوار بمحافظة طوباس عن أهم الانتهاكات التي تتعرض لها الأغوار الشمالية، علما أن الانتهاكات في تزايد مطرد، حيث سجل هذا العام تزايدا ملحوظا بنسبة إخطارات الهدم والتدريبات العسكرية ومصادرة الأراضي.

إخطارات الهدم[عدل]

وسجل منذ بداية العام وحتى اللحظة 286 إخطارا تمهيدا لعمليات الهدم مقارنة بـ 218 إخطارا العام الماضي، إضافة إلى شروع سلطات الاحتلال بشكل شبه يومي بتدمير وهدم خزانات وبرك مياه يستخدمها الأهالي للزراعة وري المواشي، ومنها ينابيع وخزانات رممت حديثا بتمويل من مؤسسات أوروبية، بالإضافة لمصادرة المعدات والآليات الزراعية بشكل يومي، ومصادرة مواشي وفرض غرامات باهظة على المواد المصادرة.

كما بلغ عدد الإخطارات هذا العام بالإخلاء من أجل التدريبات العسكرية 176 إخطارا، كما أبلغت سلطات الاحتلال الأهالي بأن كل أيام شهر كانون أول القادم هي أيام تدريبات عسكرية مما يعني بقاء الأهالي في العراء دون مسكن أو ملجأ طوال الشهر.

ويضاف لهذه المعاناة اليومية سيطرة الاحتلال على الأراضي بشكل متزايد، حيث تمت إقامة بؤرة استيطانية جديدة وإغلاق مناطق بينها وبين مستوطنة مخيولا، ومصادرة 1500 دونم منذ بداية العام وحتى اللحظة، كما أن هناك نواة لبؤرة جديدة من المتوقع أن تصادر آلاف الدونمات الجديدة.

ويبلغ العدد الإجمالي للمستوطنات في الأغوار الشمالية ثماني مستوطنات، وهذا الرقم ارتفع خلال عامين فقط بعد أن كانت ست مستوطنات، بالإضافة لوجود ستة معسكرات للجيش.

كما بلغ عدد المصابين جراء انفجار مخلفات التدريبات العسكرية منذ بداية العام ستة مصابين، وهناك تخوفات من تزايد هذا العدد جراء تزايد التدريبات والمخلفات فضلا عن التخوفات من وقوع شهداء، ففي العام 2014 خلال 60 يوما فقط كان هناك ثلاثة شهداء بسبب المخلفات، عدا عن الإصابات الخطيرة، ويعاني العديد من سكان الأغوار الشمالية من بتر الأطراف بسبب ذلك.

يذكر أن مساحة محافظة طوباس تبلغ 222 ألف دونم،  وتشكل الأغوار الشمالية 75% منها ويسيطر الاحتلال على 75% من مساحة هذه الأغوار التي يسكنها ثمانية آلاف نسمة، عدا عن ما يتم السيطرة عليه وإغلاقه بحجة المحميات الطبيعية.

أما وليد أبو محسن، الخبير في شؤون الاستيطان، أكد أن المساحة الإجمالية لكافة الأغوار في فلسطين بما فيها الأغوار الشمالية التابعة لطوباس والوسطى التابعة لنابلس والأغوار التابعة لأريحا 1500 كيلو متر مربع، وبهذه المساحة، تشكل الأغوار أكثر من ربع الضفة الغربية و22% من مساحة فلسطين التاريخية.

ونوه إلى أن توزيع الأغوار على ثلاث محافظات له سلبيات كثيرة، بسبب تشتيت السكان إداريا بالتعليم والصحة والخدمات، وتعقيد أمور حياتهم اليومية.

ومما يبين مدى القصور الرسمي بحق الأغوار أن عدد سكانها لا يتجاوز الـ 100 ألف نسمة، فخلال 20 سنة على وجود السلطة، لم يعمل على مشاريع لجلب سكان للأغوار، وخدماتها هي الأضعف عند مقارنتها بغيرها، وهذا يشكل عامل طرد يضاف لتضييقات الاحتلال.

الاستيطان يلتهم الأغوار[عدل]

وتشير آخر الأرقام والإحصائيات إلى أن 27 مستوطنة صهيونية مقامة في مناطق الأغوار، وغالبيتها مستوطنات زراعية يسكنها 8200 مستوطن، وتعتبر مستوطنات الأغوار من أكبر التكتلات الاستيطانية في الضفة الغربية بهدف السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي.

وتعد مناطق الأغوار ذات أهمية إستراتيجية عند الاحتلال كونها منطقة حدودية مع الأردن، كما يدرج الاحتلال هذه المناطق ضمن أي حل سياسي قادم. 

وأظهر استطلاع للرأي الصهيوني أجري مؤخرا أن 80% من الإسرائيليين يؤيدون ضم الأغوار وفرض قانون الاحتلال فيها، فضلا عن دعوات حزب البيت اليهودي لتطبيق الحكم الصهيوني على هذه المناطق.

كما يتذرع الاحتلال بعدة ذرائع ويستغل ظروف المنطقة العربية لالتهام مساحات إضافية من الأغوار، حيث شرعت سلطات الاحتلال مؤخرا ببناء جدار بين الحدود الفلسطينية الأردنية في الأغوار، وتعزيز أمن مستوطنات الأغوار بحجة الحيلولة دون تسلل عناصر من تنظيم "داعش" عبر الحدود الشرقية.

مصادر[عدل]