"الفجر" في "الإبراهيمي".. الصلاة عبر "بوابة الموت"
الخميس 5 يناير 2017
فلسطين على ويكي الأخبار
- 12 يوليو 2024: ويكيبيديا العربية تحجب الصفحة الرئيسية تضامنا مع غزة
- 10 فبراير 2024: إسرائيل ترفض خطة حماس لوقف الحرب
- 10 فبراير 2024: نتنياهو يأمر يإخلاء رفح تمهيدًا لاقتحامها
- 4 فبراير 2024: عشر دول توقف تمويل وكالة غوث وتمويل اللاجئين الفلسطيينيين «أونروا»
- 4 فبراير 2024: حارس مرمى المنتخب الفلسطيني: 2 من لاعبينا لا يعرفان شيئا عن عائلتيهما منذ 10 أيام
توقف الباب الإلكتروني الدوار، بينما كان الحاج محمد الهشلمون (58عاما)، يهم بالدخول للمسجد الإبراهيمي لأداء صلاة الفجر، وعلى الفور قرعت أجراس الإنذار، (في إشارة إلى وجود شيء معدني)، انتفض جنود الاحتلال من داخل غرفة الحراسة، وصرخوا.. أخرج ما في جيبك يا حج.. فأخرج "الهشلمون" مفاتيح السيارة وجهاز "البلفون" وبعض النقود المعدنية.. عندها فتح الباب الإلكتروني وسمح للحاج، بدخول المسجد الإبراهيمي للصلاة؟!. هكذا دواليك يدخل المئات من المسلمين للصلاة في المسجد الإبراهيمي عبر "بوابة الموت"، ولكن الأمور قد تكون أكثر خطورة، إذا ما كان المصلي شابا أو فتاة، عندها تسحب أقسام الرشاشات الأوتوماتيكية، ويستعد الجنود لعملية الإعدام الميداني، كما حصل مع الفتاة (كلزار العويوي)، التي استشهدت عند ذات البوابة، وغيرها الكثير من الشباب والشابات.
"فجر الجمعة"
[عدل]وبالرغم من كل ما سلف ذكره من معاناة تصل حد الموت، فإن صلاة فجر الجمعة في المسجد الإبراهيمي لها ميزة خاصة، لذا تعاهد العشرات من الشيوخ والعلماء ورجال الأعمال والتجار، بالحضور إليها، في مسعى لإحيائها في المسجد المحاصر وفك عزلته.
رجل الأعمال الحاج فضل عابدين (62عاما) وصاحب أكبر شركات صرافة في فلسطين، يحافظ على صلاة الفجر كل يوم جمعة في المسجد الإبراهيمي رغم كل الصعوبات، يقول، لمراسلنا: "نحضر للصلاة في الحرم الإبراهيمي فجرا منذ سنوات، بحثا عن الأجر والثواب، وحرصا على الرباط، ومجيئنا من الأحياء البعيدة يساهم في زيادة عدد المصلين وإحياء الصلاة في المسجد". وكذا الحال، فإن الأستاذ المحامي نادر مرقه، الذي يسكن بعيدا عن المسجد الإبراهيمي خمسة كيلو مترات، ويحضر إلى صلاة فجر يوم الجمعة منذ سنوات، يرى أنه من الواجب على المسلمين أن يصلوا في المسجد الإبراهيمي لحمايته من المستوطنين، يقول، لمراسلنا: "أصلي الفجر في المسجد الإبراهيمي منذ 15عاما، وأذكر أن عدد المصلين كان قليلا جدا، لكن منذ عامين بدأت الأعداد تتزايد، فالكثير من المصلين يشعرون أن المسجد مستهدف من المستوطنين والاحتلال، ولذلك يرون من الواجب حضورهم لإعماره والرباط فيه والمحافظة عليه". ويؤكد مفتي محافظة الخليل الشيخ ماهر شوكت مسودي، والذي يؤم المصلين في صلاة فجر يوم الجمعة في المسجد الإبراهيمي، أنه من الواجب على المسلمين وخاصة في محافظة الخليل، إحياء وإعمار المسجد الإبراهيمي بالصلاة.
ويقول أيضاً: "المسجد الإبراهيمي يخضع لإجراءات تهويدية مستمرة، وقسم مكانيا وزمانيا بالقوة، ومن الواجب على المسلمين الحفاظ على ما تبقى، ولا يكون ذلك إلا بالرباط في المسجد واستمرار المحافظة على الصلاة فيه، ونحن نركز على صلاة الفجر لأنها الفترة التي يكون فيها المسجد مهجورا، ولذلك ينبغي إحياءها".
تهيئة الظروف
[عدل]"يحضر هؤلاء المصلون من أحياء بعيدة بسياراتهم، التي تتوقف في ساحة لجنة إعمار الخليل، وبالقرب من مقر التكية الإبراهيمية، وكثيرا ما كان الاحتلال يسلط أعوانه على هذه السيارات، فيقومون بتكسيرها وعطبها، حتى يعطلوا مشروع صلاة الفجر، ولكن،وبالتعاون ما بين بلدية الخليل ولجنة الإعمار، تشكل طاقم حراسة لسيارات المصلين فجرا"، بحسب مدير لجنة إعمار الخليل المهندس عماد حمدان.
ويقول "حمدان"، لقد اتخذنا من أحد المنازل القديمة المجاورة للمسجد الإبراهيمي مقرا للجنة، وقمنا بتهيئة الأجواء داخل البلدة القديمة من أجل عودة المواطنين للسكن فيها والصلاة في المسجد الإبراهيمي بكل راحة وطمأنينة، وأعددنا الساحات ومواقف السيارات، ورصفنا الأزقة والشوارع، وجهزنا أعمدة الإنارة حتى يرتاح المصلون، والحمد لله فإن الحياة تعود إلى البلدة القديمة شيئا فشيئا.
مصادر
[عدل]
شارك الخبر:
|