هل يوجد هناك حقًا ما يسمى “القيم الأوروبية”؟
السبت 26 ديسمبر 2015
تعتبر فكرة “القيم الأوروبية” بالكاد حديثة، لكن بالنظر إلى هجمات تشرين الثاني/نوفمبر القاتلة في باريس وموجة اللاجئين القادمين إلى القارة – وتنامي النزعات القومية وكراهية الأجانب المقلقة التي أعقبت ذلك – تخضع الفكرة للنقاش من جديد.
هل هناك حقًا قائمة مشتركة من المبادىء بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 28؟ إذا كان الأمر كذلك، ما هي؟ وهل حقًا تطبق أوروبا مُثلها العليا؟
تعاون المدوّن الألماني جوهان كورتن والفنان جوشن جيرز معًا لدعوة جميع الأوروبيين للمشاركة في مهرجان المدونة بخصوص هذا الموضوع، فكتب كورتن:
«النص الأصلي:These days, this idea is seriously being questioned. It becomes more and more evident that the idea of an “official” Europe had been marked specially by financial and economic interests. And as long as challenges and conflicts of interest could still be solved with money, the European idea seemed to be “OK”.»
«ترجمة:“في هذه الأيام، تُطرح تساؤلات جدية حول هذه الفكرة. لقد أصبح واضحًا أكثر فأكثر بأن فكرة أوروبا “الرسمية” تتسم بشكل خاص بالمصالح المالية والاقتصادية، حيث طالما أنه لا يزال من الممكن حل التحديات وتضارب المصالح بالمال، فيبدو أن الفكرة الأوروبية “على ما يرام”.”»
«النص الأصلي:Now, hundreds of thousands of people are on their way to this very same Europe. They flee from war, violence and terror or they flee from economic hardship, which often results from our own consumer behavior or geostrategic interests. The challenges provoked by this influx of people who search for peace and happiness in Europe cannot be solved solely with financial resources. Europe is rich enough to accommodate these people. The challenges lie on quite different levels. They are cultural. They constitute a real test for what is often referred to as “European values” in major speeches, be it speeches for peace prices or for similar occasions.»
«ترجمة:“حاليًا، هناك مئات الآلاف من الناس في طريقهم إلى نفس أوروبا. يهربون من الحرب والعنف والإرهاب، أو يهربون من ضائقة اقتصادية نتجت غالبًا عن سلوكنا الاستهلاكي الخاص أو مصالحنا الجيوستراتيجية. لا يُمكن حل التحديات الناجمة عن هذا التدفق من قبل هؤلاء الناس الذين يبحثون عن السلام والسعادة في أوروبا بالموارد المالية فقط. فأوروبا غنية بما فيه الكفاية لاستيعاب هؤلاء الناس. تكمنُ التحديات على مستويات مختلفة تمامًا، إنها اختلافات ثقافية تُشّكلُ اختبارًا حقيقيًا لما يُشار إليه أحيانًا “بالقيم الأوروبية” في معظم الخطابات الرئيسية، أكانت خطابات من أجل السلام أو مناسبات مشابهة.”»
الفنان جيرز هو وراء “ميدان الوعد الأوروبي” في بوخوم، ألمانيا، المقرر افتتاحة في 11 كانون الأول/ديسمبر، 2015. كرّس جيرز العقد الماضي من حياته لإنشاء الميدان الذي سيخلد أسماء 14،726 شخص ممن عاهدوا أوروبا. بقيت العهود سرية، لكن أسماءهم التي حُفرت في الميدان تمثل وعدًا بأوروبا موحدة ومتنوعة.
كانت نقطة البداية للفنان قائمتين موجودتين في كنيسة المسيح بجانب الميدان: تذكر أحدهما 28 “عدوًا لألمانيا” من عام 1931، في حين تذكر الأخرى قتلى الحرب العالمية الأولى. أردا جيرز مقارنة هذه مع “قائمة الأحياء”.
واصل كورتن تشجيعه لمهرجان المدونة بمجموعة من الأسئلة التي قد يفكر فيها العديد من الناس في هذه اللحظة:
«النص الأصلي:These days, we need to find the answers to urgent questions. Our policy needs to, but so does each and everyone of us. What is our freedom worth to us? What is the others’ freedom worth to us? Do we realize and appreciate our good fortune to live in democratic societies? What is our education worth to us? Our culture, our cultures? How we deal with each other, in this Europe? Is there still something like a common idea? An idea of what this Europe could stand for, besides economic prosperity?»
«ترجمة:هذه الأيام، نحتاج لإيجاد أجوبة للأسئلة الملحّة. تحتاج سياستنا لذلك، لكن كذلك كل واحد فينا. ما هي قيمة حريتنا بالنسبة لنا؟ وما هي قيمة حرية الآخرين بالنسبة لنا؟ هل ندرك ونقدر حسن حظنا أننا نعيش في مجتمعات ديمقراطية؟ ما هي قيمة تعليمنا بالنسبة لنا؟ ثقافتنا، والثقافات التي لدينا؟ كيف نتعامل مع بعضنا البعض، في أوروبا هذه؟ هل ما زال هناك شيء اسمه فكرة مشتركة؟ فكرة تستطيع أوروبا أن تتمثلها إلى جانب الازدهار الاقتصادي؟”»
يريد المبادرون لمهرجان المدونة بدء الحوار حول ما هي أوروبا كمفهوم بالنسبة لمواطنيها. لمعرفة المزيد عن كيفية المشاركة اضغط هنا.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «هل يوجد هناك حقًا ما يسمى “القيم الأوروبية”؟». الأصوات العالمية. 26 ديسمبر - كانون الأول 2015.
شارك الخبر:
|