هل تقدر الرياضة على تعزيز الاقتصاد في إفريقيا؟
الأثنين 3 يوليو 2017
لوول دينغ هو لاعب كرة سلة محترف، وله من الثراء والشعبية حظًا، وقد لعب ضمن صفوف أشهر فرق الدوري الأمريكي للمحترفين، مثل فرق: شيكاغو بولز، وذا لوس آنجليس ليكرز، وذا كليفلاند كافالييرز، وميامي هييت.
ينتمي دينغ إلى مدينة واو في جنوب السودان: بلد شابها الفقر والمعاناة في أعقاب الحرب الأهلية الأخيرة. ولدينغ جهود بارزة في أجل تقليل الصراعات والدفع بعملية السلام في بلده الأم من خلال المنظمة غير الحكومية “ إيناف بروجكت“. وبالإضافة، قد قدم التسهيلات لبناء 12 ملعب لكرة السلة وغرف التبديل الملحقة بها جنوب السودان. يقول اللاعب:
«النص الأصلي:What I’m most proud of is that my family can look back after my career is over and realize that I was able to make a difference on and off the basketball court. That is something that tells the true story as to who I am as a person, someone who cares about his community and wants to improve the lives of others.»
«ترجمة:إن أكثر ما يشعرني بالفخر هو أنه عندما يلقي أهلى نظرة للوراء، بعد انتهاء مسيرتي، سيدركون أنني قدرت على إجراء تغيرات بداخل ملعب كرة السلة وخارجه. وهذا أمر سيخبر الناس بحقيقة شخصيتي- شخص يهتم لأمر مجتمعه ويريد أن يحسن من حياة الآخرين.»
يرى دينغ أن توسع النطاق الخاص برياضته المفضلة قد يكون المفتاح الذي سيفتح أبواب الازدهار الاقتصادي لأبناء بلده. ولكن، إذا كانت الأمثلة على الرياضيين الناجحين المحترفين رفيعي المستوى لا تزال أمر نادر الحدوث في أفريقيا، فكم يمكن للرياضة الاحترافية أن تؤثر على تنمية إفريقيا؟
لا يمكن إنكار التأثير الإعلامي على البلدان الإفريقية، على الأقل في نطاق الرياضة الرفيعة المستوى. فالأحداث الكبرى مثل كأس العالم ومهرجان الألعاب الأولمبية يشاهدها معظم السكان، وبالمثل، فكل فوز يحققه بلد أفريقي أو رياضي أفريقي يُحتفل به على أنه نصرًا للقارة بأكملها. على سبيل المثال، كان أداء روجيه ميلا مع الأسود الكاميرونية في كأس العالم 1990 أمرًا مميزًا لجميع الأفارقة.
Roger Milla - World Cup 1990 على يوتيوب
إلا أن الرياضة الرفيعة المستوى في أفريقيا لم تتمكن من تحقيق الاستقرار قط، حيث أن المنافسات الوطنية لا تجذب الكثير من الانتباه ويميل أمهر اللاعبين إلى الاحتراف بالخارج، وينطبق ذلك بالأخص على الرياضات الفردية مثل رياضة التنس. فحتى يومنا هذا، لم يفز أي لاعب من غرب أفريقيا ببطولة اتحاد لاعبي التنس (ATP) سوى اللاعب يحيى دومبيا من السنغال، والذي حقق النصر في مسابقتي ليون المفتوحة لعام 1988 وبوردو المفتوحة لعالم 1995.
وعلى هذا نجد أن الرياضيين الأفارقة من الشباب، والذين هم على مشارف الطريق نحو الرياضة الرفيعة المستوى، أمام رهان محفوف بالمخاطر. إذًا، ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة لتحقيق التنمية بأفريقا؟
وفقًا إلى إنستيتوت أماديوس، وهو مركز أبحاث بالمغرب، فإن هذا الدور لم يُحدد بعد:
«النص الأصلي:Dans nos états, la dimension éducative du sport n’est pas suffisamment exploitée. Le mouvement sportif international a exploité la dimension monétaire du sport. C’est aux gouvernements d’intervenir pour remplir cette lacune. Par exemple, l’engouement autour de l’organisation de ‘méga’-évènements sportifs a attiré beaucoup d’attention autour de l’idée selon laquelle le sport constituerait un véritable vecteur de développement. Pourtant, selon le bureau de l’UNESCO pour la Jeunesse, le Sport et l’Education Physique, l’impact développemental de ce genre de manifestations reste à démontrer.
La plupart des bénéfices ne perdurent pas dans la durée. L’effet sur l’emploi, qui revient souvent dans les argumentaires des responsables politiques locaux, n’est que de courte durée, et ne porte que sur des emplois faiblement qualifiés. Accueillir ce genre d’évènements mène à une hausse généralisée des prix, qui affecte en premier lieu les populations les plus défavorisées. De plus, il reste à montrer que les investissements réalisés ne créent pas d’effet d’éviction, en siphonnant des fonds destinés à d’autres secteurs.»
«ترجمة:لم تستكشف الدول الأعضاء التابعة لنا البعد التعليمي للرياضة بما يكفي. كما أن حركة الرياضة الدولية قد استغلت البعد النقدي للرياضة، وأصبح الأمر متروكًا للحكومات للتدخل من أجل القضاء على هذه الفجوة. على سبيل المثال: يقوم الحماس الذي تولده الأحداث الرياضية الكبرى بجذب الانتباه نحو فكرة ترنو إلى أن الرياضة يمكنها أن تكون دافعًا حقيقيًا للتطور. وعلى الرغم من ذلك، يقول مكتب اليونسكو للشباب والرياضة والتربية البدنية، بأن الأثر الإنمائي لمثل هذه الأحداث لم يظهر بعد.
معظم الفوائد لا تدوم. فمثلًا، إن الآثار التي تعود على العمالة، وهذه قضية كثيرًا ما يذكرها السياسيون المحليون، قصيرة الأجل ولا تخلق سوى وظائف منخفضة المهارات. واستضافة هذه الأنواع من الأحداث يؤدي إلى ارتفاع الأسعار مما يؤثر في المقام الأول على السكان الأكثر فقرًا. وعلاوة على ذلك، قد تخلق مثل هذه الاستثمارات تأثير المزاحمة – الأمر الذي ينتج عنه شفط الأموال الموجهة للقطاعات الأخرى.»
في بوركينا فاسو، نجد المدون بوكاري أويدراوغو، المقيم في العاصمة واغادوغو، مقتنعًا بأن القيمة المضافة للرياضة مفيدة لاقتصاد بلده:
«النص الأصلي:Le développement du sport au Burkina Faso contribuerait à la création des vastes marchés pour les équipements sportifs (maillots, T-shirts, chaussures, gadgets), la vente des billets, de restauration, de droits télés avec la retransmission des matchs, le sponsoring… Le marché de l’emploi serait plus ouvert, de façon directe et indirecte. Les stades auraient par exemple besoin de personnel pour entretenir et veiller sur eux. Le développement du sport au Burkina Faso pourrait permettre aussi l’essor de la petite unité de construction de ballons de football (et bien d’autres disciplines aussi) situés dans le village de Bourzanga dans la province du Bam.»
«ترجمة:إن ما سينتج عن تطويرالرياضة في بوركينا فاسو هو اختلاق أسواق كبيرة خاصة بمعدات الرياضة (مثل البلوزات الرياضية والقمصان والأحذية والأدوات)، ومبيعات التذاكر، والمطاعم، وحقوق البث، والرعاة، وما إلى ذلك… وستفتح سوق العمل بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وذلك سيحدث مثلًا، في الملاعب التي ستحتاج إلى صيانة وموظفي الأمن. وزيادة عن ذلك، قد يشجع تطوير الرياضة في بوركينا فاسو على نمو مجالات صناعة كرة القدم (والمجالات الآخرى) الموجودة في قرية بورزانغا في مقاطعة بام.»
وبالمثل، يرى رجل الأعمال المغربي والرئيس السابق لوكالة ببليكس إيفينتس وورلدوايد، ريتشارد أتياس، أن الرياضة رفيعة المستوى من شأنها أن تساعد على التطوير، ولكن ضمن ظروف معينة حصرًا:
«النص الأصلي:La pratique du sport a cette particularité qu'elle surpasse les limites des frontières géographiques et les classes sociales. Le sport est déjà un secteur économique à part entière représentant environ 2% du PIB dans de nombreux pays développés. Néanmoins, le défi est aujourd'hui de faire du sport un facteur du développement économique des pays moins développés afin qu'il profite à tous les citoyens de ces Etats sur le long terme.
Tout le monde est d'accord pour dire que le sport contribue au développement économique en créant des emplois et en dynamisant l'activité commerciale. Cependant, depuis quelques années, on remarque que les effets bénéfiques pour l'économie sont surtout réels sur le court terme. L'organisation d'événements sportifs n'a des effets bénéfiques sur le développement des Etats qui s'il encourage la pratique sportive des citoyens locaux et si ceux-ci peuvent ensuite utiliser les installations construites pour l'événement. Bien sûr, le sport en lui-même ne peut pas sortir un pays de la pauvreté. Par contre, il peut y aider en suscitant un changement social. Le sport n'est pas qu'une industrie, pas qu'une économie. Il doit devenir un formidable vecteur de développement pour tous les Etats du monde.»
«ترجمة:يتجاوز مجال الرياضة، على وجه الخصوص، الحدود الجغرافية والطبقات الاجتماعية. كما أنه أحد القطاعات الاقتصادية المنفصلة بالفعل ويمثل حوالي 2% من إجمالي الناتج القومي بالعديد من البلدان المتقدمة. إلا أن التحدي الراهن يكمن في تحويل هذا المجال إلى أحد العوامل المساعدة على التطور الاقتصادي في البلدان الأقل نموًا لكي يستفيد جميع المواطنين على المدى الطويل .
من المتفق عليه أن الرياضة تساعد على تحقيق التطور الاقتصادي من خلال الوظائف التي تخلقها والنشاطات التجارية التي تُنشطها، ولكن على مدار السنوات القليلة الماضية، لاحظنا أن تلك الفوائد الاقتصادية قصيرة الأجل. قد تصبح استضافة الأحداث الرياضية شيئًا مفيدًا إذا شجعت المواطنين المحليين على ممارسة الرياضة وأتاحت لهم الدخول إلى المنشآت المبنية لهذه الأحداث. بالطبع لا تقدر الرياضة وحدها على انتشال البلد من الفقر، ولكن يمكنها أن تبعث على تحقيق تغيير اجتماعي؛ فهي، على أي حال، مجرد مجال آخر أو اقتصاد آخر كغيره. يجب للرياضة أن تصبح عاملًا يدفع نحو التطوير حول العالم.»
وفقًا لفرانسوا ألا يوا، الرئيس السابق لبرنامج التربية البدنية والرياضية لدى المؤتمر العالمي لوزراء الشباب والرياضة من المتحدثين باللغة الفرنسية (CONFEJES )، فإن التوفيق بين الرياضة والتطوير قد يكمن في الحل العملي، ألا وهو، عن طريق اعتماد نهج تصاعدي.
«النص الأصلي:Si nous voulons sérieusement faire du sport une partie intégrante du développement social, cela doit démarrer à la base, dans les quartiers. Parmi ses succès, la fréquentation des établissements par 25% de femmes, qui pratiquent le sport de manière quotidienne pour la première fois de leur vie. Avoir un impact sur le quotidien des gens est probablement la manière la plus immédiate, opérationnelle et utile de faire du sport un véritable vecteur de développement social.»
«ترجمة:إذا كنا نريد حقًا أن نجعل الرياضة جزءًا لا يتجزأ من التطور الاجتماعي لا بد لنا من البدء عند القاع، على مستوى الأحياء. فقد نجحت المغرب في تحقيق نسبة مشاركة بلغت 25% من بين النساء اللواتي يمارسن الرياضة يوميًا للمرة الأولى في حياتهن. لذلك فإن التأثير على حياة الأفراد اليومية هو، على الأرجح، أسرع السبل وأفيدها وأكثرها قابلية للتنفيذ حتى تكون الرياضة هي العامل الذي يدفع إلى تحقيق التطور الاجتماعي.»
وهنا قد نتوصل إلى أن رؤية لوول دينغ التي تهدف إلى بناء ملاعب لكرة السلة والاستثمار على الصعيد المحلي هي رؤية فاعلة تصبو إلى تحقيق التطوير من خلال الرياضة.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «هل تقدر الرياضة على تعزيز الاقتصاد في إفريقيا؟». الأصوات العالمية. 3 يوليو - تموز 2017.
شارك الخبر:
|