ندوة تتناول المخطوط العربي في زمن الأوبئة

من ويكي الأخبار

جسور [1]

السبت 10 أبريل 2021


[[ملف:|تصغير|يسار]] أجمع باحثون ومختصون من المؤسسات الثقافية والعلمية في السلطنة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على أهمية رقمنة المخطوط العربي والحاجة إلى المصادر المعرفية الرقمية خاصة في ظل جائحة كوفيد 19. وقال الدكتور محمود بن عبدالله العبري نائب أمينة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم في ندوة علمية افتراضية نظمتها اليوم اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بعنوان “المخطوط في زمن الأوبئة”، وعُقدت بمناسبة يوم المخطوط العربي الذي يصادف الرابع من أبريل من كل عام ” إن الاحتفال بيوم المخطوط العربي في دورته التاسعة يأتي هذا العام والعالم يمر بوباء كوفيد 19″، مشيرًا إلى أن التراث العربي المخطوط يضم رصيدًا هائلاً ومتنوِّعًا من المخطوطات التي تتناول الأوبئة على مرّ العصور تصل إلى 400 مؤلف بحسب معهد المخطوطات العربية، بالإضافة إلى المباحث والفصول الجزئية التي تحدثت عن الأوبئة في مؤلفات كلية تناولت موضوعات شتى. وأشاد في كلمة اللجنة بهذه المناسبة بجهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ودورها الرائد وجهودها الحثيثة في شتى الميادين المرتبطة بمجالات عملها عامة، وعنايتها بالمخطوط العربي خاصة من خلال معهد المخطوطات العربية في القاهرة التابع للمنظمة. ومن جانبه أوضح الدكتور فتحي الجرّاي من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم جهود “الألكسو” في المحافظة على التراث الثقافي خلال جائحة كوفيد 19، وقال “إن المنظمة حاولت أن تتكيّف مع هذه الجائحة من خلال مجموعة من الإجراءات والآليات حتى تواصل تنفيذ برامجها، وتمكنت من تنفيذ العديد من الأنشطة الافتراضية، وأصدرت العديد من اللوائح لمساعدة المؤسسات والفنانين والمثقفين وأصدرت دليل التوقي من هذه الجائحة حتى تواصل أداء رسالتها وتُقام الأنشطة بشكل عام والتواصل مع المثقفين، ونجحت إدارة الثقافة التي تشرف على قطاعي الثقافة والتراث في تنظيم سلسلة من الأنشطة الرقمية وأصدرت بعض المنشورات وغيرها من أجل أن يتواصل هذا الفعل الثقافي، كما نظمت دورات للجان الوطنية على مختلف المنصات الرقمية ودرَّبت المختصين العاملين عليها، ورقمنة العديد من المنشورات والتقارير والمؤلفات ووضعتها على موقع المنظمة لتسهيل الوصول إليها”. وأكد نايف بن سليمان الهنائي مدير عام مؤسسة عبر الخليج لتقنية المعلومات “دور منصة المقصورة في الحفاظ على المخطوط العربي في ظل جائحة كورونا”، وأكد أهمية الحاجة إلى المصادر المعرفية الرقمية وإلى رقمنة المخطوط العربي وإلى توفير المصادر المعرفية وإتاحتها رقميًا، مبيِّنًا أن من بين الأسباب التي تدعو لذلك تسارع العالم قبل جائحة كوفيد 19 إلى التحوُّل الرقمي بحيث تُتاح كل المصادر المعرفية سواء كانت مخطوطًا أو غير مخطوط لتكون رقمية، مؤكدًا أن هذا التحوُّل الرقمي له إيجابيات كثيرة منها سهولة الوصول إلى المصادر المعرفية وخاصة ما يتعلق بالمخطوط الذي توجد صعوبة كبيرة جدًا في الوصول إليه والحفاظ عليه من قبل مقتنيه وقد يحتاج الوصول إليه سفرًا وقطع مسافات طويلة، وتحويل هذا المخطوط إلى مخطوط رقمي وإتاحته بنصّه الكامل أو بالنص الجزئي لا شك أنه سيسهل من انتشار المخطوط والمعرفة معًا، كما أن تحويل المصادر لأن تكون مصادر رقمية سيعمل على سهولة البحث في نصوصها وتسهل على الباحثين إخراج ما تحتويه هذه المخطوطات من كنوز إلى العالم بأسره، إضافة إلى أنه سيكون مُتاحًا على المنصات وخفض قيمة المصادر المعرفية. وأشار إلى أن منصة المقصورة الرقمية التي بدأ العمل فيها قبل سبع سنوات عبارة عن مكتبة رقمية حديثة بأحدث المواصفات العالمية وهي مهيأة لا تكون مكتبة رقمية للكتب والدوريات والمقالات والأبحاث والرسائل الجامعية وللمخطوط، وتمكن الباحث والمؤسسة الثقافية والعلمية وصاحب الإنتاج الفكري من رقمنة ونشر إسهاماته العلمية والفكرية ضمن واجهة سحابية خاصة به والإسهام في بناء معرفة وطنية وعربية وعالمية ضمن قاعدة بيانات موحدة مهيأة لأرشفة وعرض مختلف تصنيفات المصادر الرقمية. وأضاف أنه “خلال جائحة كوفيد 19 كانت للمقصورة تجربتان في مجال المخطوط هما المكتبة البارونية خارج عمان وذاكرة عمان في السلطنة، حيث عمل الفريق المتخصص على أكثر من 1200 مخطوط تمت رقمنتها وفهرستها وإدخالها في الواجهة السحابية للمكتبة البارونية وتخصيص واجهة سحابية للمكتبة والتجهيز الرقمي والنص التجريبي للمخطوط مع صورة غلاف العنوان وغيرها من الإعدادات، وبلغ عدد المخطوطات التي تم رفعها رقميًا وفهرستها منذ عام 2020 في بداية الجائحة 1293 مخطوطًا، وفيما يتعلق بذاكرة عمان تم توفير نسخة سحابية بواجهة مخصصة لها، وصياغة بطاقة فهرسة تفصيلية للمخطوط”. وأبرز سيف بن مسلم المحروقي المكلف بفهرسة وتوصيف المخطوطات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، دور الهيئة في صون التراث الفكري المخطوط”، وقال “إن الهيئة عملت خلال السنوات الماضية على إحاطة المخطوطات بأكف العناية وعين الرعاية، ولم تدخر جهدًا في سبيل الإبقاء على تراثنا حيًا لكي يعود إليه الباحثون والدارسون وطلبة العلم، ومن أجل ذلك بذلت جهودًا متعددة وحققت إنجازات من بينها تصوير مخطوطات مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي التابعة لديوان البلاط السلطاني وفق أجهزة تصوير عالية الجودة تم العمل عليها في مقر المكتبة بولاية السيب والتي تفوق على (4) آلاف مخطوطة، وإرسال فرق من الموظفين المختصين والمتعاونين مع الهيئة في جمع المخطوطات الرقمية من خارج السلطنة من دول مختلفة (إثيوبيا- البوسنة- الجزائر- السعودية- الهند- الولايات المتحدة- اليمن- أوكرانيا- إيران- باكستان- تركيا- تونس- جزر القمر- تنزانيا- فلسطين- فرنسا- ليبيا- نيوزلندا)، تم خلالها جمع أكثر من 75 ألف عنوان، كما تم تحويل مخطوطات دار المخطوطات التابعة لوزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى أفلام ميكرو فيلم والتي بلغت (5) آلاف مخطوطة”. وأضاف أن “قسم الوثائق الخاصة بالهيئة قام بتصوير (2271) مخطوطة يمتلكها المواطنون في جميع أنحاء السلطنة كانت بطريقتين إما بالوصول لهؤلاء المواطنين في محافظاتهم أو بزيارة المواطنين إلى ديوان عام الهيئة، كما أن الهيئة تقيم حفل تكريم سنويًا لمالكي وحائزي الوثائق الخاصة؛ الغاية منه تكريم وتشجيع المواطنين لتسجيل ما يملكه المجتمع من وثائق ومخطوطات وسجلات قديمة، فيما قام قسم الترميم بترميم 1569 مخطوطة بواقع 143423 (مئة وثلاثة وأربعون ألفًا وأربعمائة وثلاث وعشرون) صفحة، وفق أعلى المعايير الدولية المتبعة في الترميم وباحترافية عالية، وتم تعقيم ما يزيد عن 2100 مخطوط وكتاب حجري قديم، وتسفير وتجليد أغلفة المخطوطات وبتصاميم الزخرفة العمانية، كما تم اقتناء مخطوطات وكتب حجرية لما لها من قيمة تاريخية (أصول) حيث قامت لجنة مختصة بتقييم وتحديد ثمن الوثائق الخاصة بشراء أكثر من (300) مخطوطة وكتاب حجري، والاقتناء مستمر بشكل دائم، وتقوم الهيئة أيضًا بفهرسة وتوصيف المخطوطات وفق الفهرسة /مارك 21/، مع الاهتمام بالجوانب المادية للمخطوطات من التجليد إلى العلامات المائية، وهي فهرسة متقدمة في مجال الكودو كولوجي”. وقال المحروقي إنه فيما يتعلق بخدمة الباحثين في مجال تحقيق المخطوطات فقد قامت دائرة الاطلاع على الوثائق بتزويد طلبة المراحل الجامعية والدراسات العليا بنسخ رقمية حتى في ظل جائحة كوفيد 19، حيث إن الباحث يجد مجموعة من النسخ للعنوان الواحد ومن مصادر مختلفة مما يسهل عليه عناء البحث ووفرة في الوقت والجهد المبذول، وذلك بالتواصل مع الدائرة عبر البريد الإلكتروني: Library@nraa.gov.om، وعملت الهيئة على مساندة المؤسسات الحكومية بتوصيف المخطوطات (القيمة العلمية والتاريخية) مثل/ المتاحف الوطنية في توصيف المخطوطات والتي قامت باقتناء وعرض مخطوطات خاصة بها مثل المتحف الوطني ومتحف عُمان عبر الزمان، كما قامت بتدشين معرض المخطوطات الافتراضي والذي يضم المخطوطات الأصلية الأقدم والنفيسة في الهيئة والذي جاء تماشيًا مع شعار معهد المخطوطات العربي (التراث في زمن الأوبئة) ليسهل على الباحثين والمهتمين معرفة ما تحتفظ بها الهيئة من تلك المخطوطات النادرة. وتطرّق محمد بن فائل الطارشي من وزارة الثقافة والرياضة والشباب في ورقة علمية قدمها خلال الندوة حول جهود الوزارة في صون التراث الوثائقي والفكري خلال جائحة كورونا – كوفيد 19، وقال “إن خزائن المخطوطات في ربوع السلطنة توجد في كل بقعة منها وتأتي في مقدمة تلك الخزائن دار المخطوطات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب بمسقط، ثم مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي في ولاية السيب، وهاتان أكبر مجموعتين للمخطوطات العمانية داخل عُمان، وهي مفتوحة أمام الباحثين، ثم تليها بعد ذلك مجموعات أصغر منها مثل مكتبة الإمام نور الدين السالمي في بدية ومكتبة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في روي ومكتبة الشيخ سالم بن حمود السيابي في سمائل”، مشيرًا إلى أن “أحد الباحثين المهتمين بالتراث المخطوط وجد أن عدد المخطوطات التي تضمها الخزانات وبين أيدي الناس في السلطنة تبلغ 60000 مخطوط، هذا كله بحساب المكرر، منها المخطوطات غير العمانية والتي تعكس مدى انفتاح العمانيين على ثقافات الآخرين وتقدَّر بـ 6000 مخطوط”. وأوضح أن “من مسؤوليات الوزارة جمع المخطوطات وحفظها وصيانتها وتحقيقها ونشرها” وهذه غير المسؤوليات الأخرى ذات الصلة بالثقافة من إنشاء المراكز الثقافية، وتنظيم المعارض والمهرجانات وغيرها، وتعد دار المخطوطات بالوزارة من أبرز المؤسسات المعنية بجمع المخطوطات العمانية وفهرستها وتصنيفها وتحقيقها وطباعتها ونشرها وهي المسؤولة على الحفاظ على هذا الإرث الثقافي، حيث تحتضن الدار في الوقت الحالي 5460 مخطوطا في مختلف العلوم تم جمعها من مختلف مناطق السلطنة”. وأشار إلى أنه “وفي ظل الوضع الاستثنائي جائحة كورنا “كوفيد 19″ بادرت الوزارة بتدشين بوابة إلكترونية للمخطوطات بتعاون واستثمار مع الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل)، والذي يعد إحدى المبادرات البارزة في صناعة الثقافة إلى جانب المردود المعرفي، حيث إن المنصة الإلكترونية الخاصة بالمخطوطات العمانية تتيح للباحثين والمختصين والمهتمين من مختلف دول العالم الاطلاع على أول 10 صفحات من كل مخطوطة؛ وذلك لتشويق المستفيد وإعطاء نبذة عن المخطوطة التي يرغب في الاطلاع عليها، وفي حال رغبة المستفيد من اقتناء المخطوطة يتطلب منه الاشتراك في المنصة باسم مستخدم وكلمة مرور وبعض البيانات المهمة لتسجيل الدخول على المنصة”. وتحدث الدكتور حازم علي من كلية الشرق الأوسط في ورقته حول ” الإجراءات الاحترازية زمن الوباء في عهد السلطان فيصل بن تركي”، وركز خلالها على ما حفظه لنا التراث الوثائقي المكتوب من أخبار عن وبائي الهيضة /الكوليرا/ والطاعون في ذلك العهد، مشيرًا إلى أنه في عام 1896 استُخدمت منطقة حرامل بمسقط للحجر الصحي بحكم وقوعها على الساحل، وأشار إلى عدد من الرسائل المتبادلة بين السلطان فيصل بن تركي والقناصل البريطانيين تشير إحداها إلى تعرّض البلاد إلى نوعين من الوباء وهما الهيضة والبليك /الطاعون/، واستعرض وثائق من تلك الرسائل وما ورد فيها من معلومات وأحداث وإجراءات اتُّخذت لمواجهة تلك الأوبئة. وقدمت زهراء بنت حسن اللواتية مديرة دائرة التربية المتحفية والتواصل المجتمعي بالمتحف الوطني، ورقة في ختام الندوة عن “دور المتحف الوطني في صون التراث الثقافي خلال جائحة كورونا – كوفيد 19” أشارت خلالها إلى جهود مركز التعلم في مجال التحوُّل الرقمي في تنفيذ الفعاليات المقدمة لمختلف فئات الزوار عبر المنصات الإلكترونية، وقالت إن المركز نظم سلسلة من الفعاليات والأنشطة الإلكترونية التي تختص ببرنامج إعارة اللقى وتم نشرها في مختلف منصات التواصل الاجتماعي التابعة للوفر، وبلغ العدد الكلي للمستفيدين من الأنشطة التعليمية وبرنامج التعاون بمختلف منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بمتحف اللوفر أبوظبي 17 ألفا و942 مستفيدا. وتطرقت إلى عدد المقتنيات التي تم حفظها وصونها خلال عام 2020 وقالت إن عددها بلغ 1578 مقتنى، كما بلغ عدد القطع التي خضعت للجرد والتوثيق الإلكتروني 10 آلاف و102 مقتنى في برنامج ادلب لتوثيق المقتنيات، مشيرة إلى أن المتحف قام في إطار المعارض المؤقتة بافتتاح معرض الأنماط والرموز لتراث الزخرفة البيلاروسية في مارس من عام 2020 وأغلق بسبب جائحة كورونا ولذلك مدّد إلى أبريل 2021، وتم تحويله أيضا إلى معرض افتراضي، كما يتم حاليا إعداد ركن خاص تخليدًا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيَّب الله ثراه – وذلك بقاعة عصر النهضة، ودشن المتحف مؤخرا الأصل من مخطوط “كتاب الفوائد في معرفة علم البحر والقواعد” للملاح والربان العُماني الشهير شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي بخط يده والمعار من مكتبة الأسد الوطنية بالجمهورية العربية السورية، وأشارت إلى العديد من الإجراءات الاحترازية لإعادة افتتاح المتحف لعموم الزوار أثناء فترة جائحة كوفيد 19 وجهود التعقيم المستمر.

مصادر[عدل]