منزل يخفق له القلب: أهلًا بك في إندونيسيا!

من ويكي الأخبار

الأربعاء 31 أغسطس 2016


لطالما سألت نفسي ” لماذا أسافر؟ “. اليوم يبدو الجواب بالنسبة لي واضحًا وضوح الشمس: السفر رؤية وفهم كيف يعيش البشر حول العالم، السفر بحث عن العلاقات وكي ندرك أننا جميعًا واحد. عند مغادرتي لكوس وعائلته وأصدقائه صباح اليوم في سيانجور (جاوة الغربية، إندونيسيا)، كان قلبي في صراع بين الفرح لمجيئي كل تلك المسافة والحزن لمغادرتي دون معرفة هل سأراهم مجددًا أم لا، لقد أمضيت أقل من 48 ساعة معهم وشعرت أننا أسرة واحدة.

منزل “البوليز”

سيانجور، مدينة كبيرة (تبعد ساعتين بالسيارة عن جاكرتا) محاطة بالجبال وحقول الأرز الخلابة، هناك يقع منزل عائلة كوس أو كما يطلق عليه “بولي للإقامة” وهو يرحب بالزائرين ويوفر لهم أجواء الحياة السوندية المحلية خلال فترة إقامتهم.

عند رؤيتك سيهتف الأطفال بكلمة “بولي، بولي”! وهي كلمة شائعة في جميع أنحاء إندونيسيا للإشارة إلى الغربيين وتعني حرفياً “الأمهق”. ليس الأطفال هم وحدهم الحريصون على التقاط الصور والدردشة حيث الابتسامة هي اللغة المشتركة بيننا. منزل “بولي للإقامة” مفتوح طوال اليوم كجزء من تبادل العلاقات ويأتي الجيران من جميع الأعمار أو يبقوا للدردشة وشرب الشاي والأكل. لاعجب أن كلمة “sunda” التي يعتقد أنها من اللغة السنسكريتية البدائية وتعني “الخير” أو “الضوء” أو “النقاء”.

لن أستنفذ السطور في كتابة البرامج المتنوعة التي يقدمها “كوس” فيمكن بسهولة زيارة موقعه الإلكتروني أو فيسبوك أو إنستغرام، فهناك الكثير للقيام به من التنزة والمبيت ليلًا في القرى النائية وزيارة الشواطئ. أما الشيء الحقيقي هو ما حدث وسط ذلك: تعلم السوندية اللغة المحلية والرسمية في باهسا- إندونيسيا، لعب الورق لساعات، الغناء على الغيتار مع كوس وتناول الأطباق المحلية اللذيذة، كم كنت أتمنى البقاء لمدة أطول! .

بناء حاجز مع الآخرين

لقد بنينا حواجز من الخوف وعدم الثقة في الآخريين، ولكن بعض الأحيان يوجد من هم قادرين على كسر تلك الحواجز والتواصل بشكل طبيعي مع الآخرين بغض النظر عن عرقهم. فطبيعة الشعب الإندونيسي الودودة مثال عظيم على كيفية بناء جسورالعلاقات والتواصل مع الآخرين. نحن بحاجة إلى ذلك في هذا العالم المليء بالكثير من العنف تجاه الآخر.

أشعر دائمًا برهبة عند مقابلة من لديهم الشغف لمعرفة هذا العالم، هذا بالنسبة لهم يعني تعلم اللغة الإنجليزية أيضًا، أستطيع الآن التعرف عليهم من خلال حماسهم لإجراء محادثات مع الأجانب وأحلامهم في استكشاف العالم، والتي في كثير من الأحيان ليس من السهل تحقيقها.

معلم ذو رؤية

ولد “كوس” و ترعرع في إندونيسيا، وهو يعمل معلمًا للغة الإنجليزية في مدرسة محلية. قبل عام قرر إنشاء “منزل إقامة” في بيت عائلته وساعده على ذلك خبرته في مجال السياحة حيث قال: “أحب المشاركة وأفعل ذلك من أجل عائلتي وأصدقائي ولأي شخص يرغب في العمل معي”. بمساعدة أسرته وأصدقائه وجيرانه يبذل “كوس” قصارى جهده لتوفير جميع المهارات والموارد المحلية التي تضمن تلك التجربة الواقعية وسيتم الاهتمام بك على طريقتهم. كان سحر الفريق لا يقاوم: يمكن معرفة ذلك من خلال تبادل النكات والاهتمام المتبادل كونهم عائلة واحدة، عندما كنت مع أقاربي وأصدقائي أيضًا كان التفاهم عميق بيننا.

شعرت بامتنان لكل من “العم تشيفي”، ذو الروح المرحة الذي لم يتوقف عن مفاجأتنا بحيله الذكية ومهاراته الفنية، وريمون الأخ الأكبرلكوس، اليقظ للتفاصيل، وأخواته عرفان، روبي وكيبوي، وأيضًا والد ووالدة “كوس”، لقد أحسنوا استقبالنا، وكان الجميع حريصون على أن نستمتع بوقتنا. لدى كوس رؤية والكثير من الأفكار ليشارك بها، أستطيع قول ذلك من البريق الذي أراه في عينيه ومهما بلغت الصعاب والتحديات فهو قادر على تجاوزها و تحقيق أهدافه.

الشيء الحقيقي

للأسف تم إساءة فهم كلمة “منزل للإقامة” بطريقة سيئة حتى إنحدر المعنى إلى “منزل ضيافة”، إذا كنت مثلي تبحث في السفر عن الأصالة والتفاعل العميق مع السكان المحليين، لديك فرصة نادرة للمساهمة في تلك المهمة النبيلة وبذل كل طاقتك لاستخدام اللغة الإنسانية العالمية من الابتسامات والنكات والاعتراف المتبادل هنا.

جهود “كوس” لتنمية مشروعه متجذرة في القيم القوية، بدءًا من تقليل الأثر البيئي إلى تعزيز التبادل الثقافي وإنشاء فريق عمل يقوم على أساس المساواة مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تأثير قوي في المجتمع وإلهام كثير من الناس حوله. يقول “كلنا نتشارك في الأرباح و إذا لزم الأمر يتم إعطاء مساعدات مادية سخية للمساعدة ودعم أي مشكلة من مرض أو إذا اضطررنا لترك العمل ومساعدة عائلتنا“.

إذا شعرت عند إنتهاء إقامتك بما شعرت به، من إصرارهؤلاء الشباب على اتباع نهج بديل للسياحة، ستجد نفسك تفكر في كل السبل التي يمكن أن تزيد من هذه المساهمة، وكوس على استعداد لتقبل الرأي الآخر.

اسمحوا لي أن أختم كلماتي مذكرة نفسي: هناك دائمًا الكثير مما يمكن أن نعطيه، بدءًا من الفكرة في فعل ذلك إلى أخذ تلك الخطوة الصغيرة التي تغير كل شيء، يحدوني الأمل أن يستطيع كوس في يوم من الأيام من تحقيق حلمه في اكتشاف العالم، مثل ما فعلت أنا وأنت. على حد تعبيره، إن شاء الله، يومًا ما سأفعل ذلك.

مصادر[عدل]