مشاركة فتيات في برمجة تطبيق لمحاربة التحرش في كوسوفو

من ويكي الأخبار

الخميس 31 مارس 2016


نُشرت هذه المقالة من نايت تاباك لصفحة العالم على موقع PRI.org في 24 فبراير /شباط 2016، ونعيد نشرها بموجب اتفاق لمشاركة المحتوى.

ريتا باراشومتى طالبة في كلية الطب، ولديها العديد من القصص المرعبة حول سيرها كامرأة في شوارع كوسوفو، أبرزها تلك التي حدثت أثناء سيرها مع والدتها في عاصمة كوسوفو، بريشتينا.

تتذكر باراشومتى ” قال رجل أكبر سناً شيئاً وقح جداً مثل “أتمنى أن أكل شيئاُ ما …..”، فشعرتُ بالإحراج الشديد أمام والدتي”.

Listen to this story on PRI.org »

السيدات والفتيات في كوسوفو لا يبلغوا السُلطات أبداً عن تلك الأحداث الشائعة للغاية، لكن بوجود تطبيق جديد للهاتف الذي يدعى إيسى شلاير (امش بحرية في ألبانيا) هناك أمل أن يتغير الوضع.

تطبيق إيسى شلاير، الذي تم إطلاقه مؤخرًا، مستوحى من حركة أمريكية تسمى هولاباك للإبلاغ عن التحرش في الشوارع. يعطي تطبيق كوسوفو القدرة للمستخدمين على الإبلاغ بطريقة سرية عن التحرش الجنسي بكل أنواعه في الحال، من خلال عرض البلاغات على خريطة تفاعلية، وإرسالها إلى السُلطات. وبينما لن يتم التعرف على الجناة، ستسمح البيانات التي يجمعها التطبيق للشعب الكوسوفي برؤية البعد الكامل للتحرش الجنسي، كما ستضغط على السُلطات للاستجابة.

تقول المبرمجة ألبانا دولاج ” العديد من النساء اللواتي يتعرضن للتحرش في كوسوفو، لا يذهبن لإبلاغ الشرطة مباشرة، حيث لا تتعامل الشرطة بجدية مع حادثة تحرش واحدة، فإذا كان لدينا الكثير من البلاغات، أعتقد أنهم سوف يتعاملون من الأمر بجدية أكثر”.

دولاج هي واحدة من 30 امرأة أنشأن التطبيق كجزء من مجموعة تدعى فتيات كوسوفو المبرمجات.

يساعد تطبيق إيسى شلاير في الإشارة إلى مشكلة أخرى في كوسوفو: وهي غياب المرأة عن مجال صناعة التكنولوجيا، والتي تعتبر مشكلة عالمية، لكن في كوسوفو، يُضاف هذا الأمر لغياب المرأة عن سوق العمل ككل. تبعًا لدراسة الديمقراطية من أجل التطور، فقط امرأة واحدة من بين 10 نساء لديها عمل، وواحدة أخرى بين 10 نساء تحاول البحث عن عمل.

تحاول بليرتا ساتشي، المبرمجة التي ترأس فتيات كوسوفو المبرمجات، تغيير الوضع من خلال إعطاء الفتيات المزيد من الخبرة في البرمجة. تقول ساتشي “تعتقد الفتيات بأنه لا يمكنهن القيام بهذا العمل لأنه خاص فقط بالرجال أو شيء من هذا القبيل، لكنه على النقيض من ذلك”، بالنسبة للفتيات اللواتي يعملن على إيسى شلاير، كان المشروع شخصي للغاية.

وتشير كالترينا المبرمجة البالغة 23 عامًا أن “التحرش يحدث، ويحدث كل يوم، فتتعرض له شقيقتك، ووالدتك، وابنتك، كما يتعرض له الجميع”.

نسبة لتقرير جديد تم نشره في شبكة نساء كوسوفو، فقط 4.1% من شعب كوسوفو قام بالإبلاغ عن تحرش جنسي أو سمعوا عن آخرين يفعلون ذلك. كما يواجه الذين يقومون بالإبلاغ قوانين مبهمة وتطبيقات متفاوتة من قبل الشرطة والنيابة.

وبينما يحتوي التطبيق على زر طوارئ للاتصال بالشرطة، لا يعتبر صنّاع التطبيق ذلك وظيفته الأساسية، فيرون أن التأثير الأكبر يأتي من تغيير سلوكيات المجتمع.

أخيرًا، قالت المبرمجة فاجوسا بيرانيكي أن التطبيق سيجعل الرجال يفكرون مرتين قبل التحرش بأحدهن ” كما ستتعلم النساء من ذلك، فلا يجب عليهم دعم الرجال وقول: التحرش! إنه ليس بالأمر الهام، إنه شيء عادي”.

رحبت باراشومتى، الطالبة بكلية الطب، بوصول تطبيق إيسى شلاير. فهو استمرار للمناقشة التي بدأتها حول التحرش في كوسوفو.فقامت بعمل فيديو أثناء حملة كوسوفو لاستعادة الليل في 2014، وقضت باراشومتى ثماني ساعات تسير في بريشتينا أثناء تصويرها سراً. استوحت هذا الفيديو من الفيديو المشهور “ 10 ساعات من التجول في نيويورك كامرأة”.

[https://www.youtube.com/watch?v=I4VWREjwXyk

  1. TakeBackTheNight] على يوتيوب

وتقول باراشومتى “كانت تلك أول مرة أشعر فيها بالسعادة عندما يقول أحدهم شيئاً لي، فقلت في نفسي، أخيرا قمنا بتصوير ذلك”.

في الفيديو الخاص بكوسوفو، يأخذ الرجال في الصفير والصراخ بتعليقات إباحية، وقالت أن اسوأ ما حدث كان عندما تبعها شابان لمدة 8 دقائق كاملة. وقد تعرضت باراشومتى إلى أكثر من 50 حالة تحرش خلال الساعات الثماني تلك. [1]

لاقى التطبيق اهتمامًا كبيرًا كما سلط الضوء على مشكلة التحرش بطريقة لم تعتدها كوسوفو من قبل. تقول باراشومتى مازال أمام كوسوفو طريق طويل لكنها تتحرك في الاتجاه الصحيح فيما يخص التحرش في الشارع.

كما تؤكد باراشومتى “لقد ظننت أن الأمر سيتطلب أعوامًا للتغيير، لكني أعتقد الآن أنه يمكن أن يصبح أفضل في وقت أقل، لمعرفتي أن العديد من الناس يرغبون في تغيير هذا الأمر”.

مصادر[عدل]