مخيم اليرموك في سوريا بين مطرقة الجوع وسندان التطرف
الخميس 9 أبريل 2015
يعيش أكثر من 18 ألف لاجئ فلسطيني في “ظروف غير إنسانية” في مخيم اليرموك في دمشق، سوريا، محاصرون بين مطرقة الجوع وسندان التطرف.
تعرض مخيم اللاجئين الفلسطينيين لقصف من النظام السوري، والآن لهجوم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف منذ 1 نيسان / أبريل، الذي يعاني عامين من الحصار بدون ماء وطعام شحيح. على الرغم من وقوع المخيم على بعد 16 كيلومتر من القصر الرئاسي ، هذا لم يوقف نظام الرئيس السوري بشار الأسد من إسقاط البراميل المتفجرة على رؤوس الناس، الذين يختبئون في مساكنهم الفارغة من الطعام ويخشون الخروج للشوارع المليئة بالمتطرفين المسلحين. وفقًا للأخبار المتداولة على وسائل الاعلام الاجتماعية، يعمل تنظيم الدولة الإسلامية على اعتقال وتنفيذ الإعدامات وقطع رؤوس لعناصر المخيم في حين يشتبك عناصره مع الجماعات المسلحة المعارضة الأخرى.
يلقي العديد من النشطاء باللوم على دخول مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية على جيش نظام الأسد الذي منحهم الفرصة للقيام بذلك. وأشاروا إلى أنه في وقت استحالة دخول المواد الغذائية والمساعدات الطبية إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين، يظهر متطرفو التنظيم فجأة داخل المخيم.
المطرقة، الجوع حتى الموت
«النص الأصلي:“To know what it is like in Yarmouk, turn off your electricity, water, heating, eat once a day, live in the dark, live by burning wood.” – Anas, Yarmouk resident.»
«ترجمة:“لمعرفة ما هو عليه الحال في اليرموك، اقطع الكهرباء والماء والتدفئة، وتناول الطعام مرة واحدة في اليوم، وعش في الظلام، على حرق الخشب.” – أنس، مقيم في مخيم اليرموك.»
وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا)، هذا هو وضع 18 ألف لاجئ فلسطيني من أصل 160 كانوا يعيشون في المخيم. هؤلاء ما زالوا عالقين في مخيم اليرموك مع عدم نجاح في توزيع للمواد الغذائية ومواد الإغاثة الأخرى منذ 6 ديسمبر / كانون الأول 2014. على الرغم من أن الناس خرجت احتجاجًا في الشوارع في 18 يناير / كانون الثاني 2015 على الحصار المفروض من قبل نظام الأسد منذ يوليو 2013، حصدت الأزمة لا يقل عن 200 قتيلًا من الموت جوعًا. بعد عام من نشر شريط فيديو يظهر اليأس أثناء توزيع المواد الغذائية في مخيم اليرموك، خرج وثائقي آخر بعنوان “ الحصار” من قلب المخيم في 3 أبريل / نيسان وهو فيلم قصير يسجل الحياة اليومية في أربعة مقاطع تعكس معاناة الناس من نقص الغذاء والخدمات.
Siege/ حصار على يوتيوب
في 6 فبراير / شباط 2015، تم نشر فيديو آخر من قبل سامي السلوادي يظهر أحد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين يلقي اللوم على حكومته لترك المخيم يعاني الجوع حتى الموت دون اتخاذ إجراءات ضد نظام الأسد. ثم تنتقل اللقطات إلى شاحنة مليئة بالخبز الذي يجري توزيعه على الناس عن طريق رمي المخصصات في الهواء ليتلقاها أحد المحظوظين. يلوم الرجل محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، قائلًا:
«النص الأصلي:All this is hunger, Abbas. You are in Ramalla, and you don't know what your Palestinian people are suffering here. Thousands of people are in hunger here. Where are you from this? Shame on you.»
«ترجمة:كل هذا الجوع يا عباس. أنت في رام الله ولا تعرف ما الذي يعانيه الشعب الفلسطيني هنا. الآلاف من الناس يعانون الجوع هنا. أين أنت من هذا؟»
السندان، التطرف حتى الموت
أكدت تقارير على وسائل الإعلام الاجتماعية في 1 أبريل / نيسان أن قوات تنظيم الدولة الإسلامية دخلت المخيم المحاصر وتسيطر الآن على معظم أحيائه. تابع مستخدمو الإنترنت عن كثب سيل أخبار هذا التطور السريع. وأفاد مستخدمو تويتر أن دخول المسلحين المخيم جاء بعد تسهيل جبهة النصرة، إحدى فصائل تنظيم القاعدة في بلاد الشام، وصولهم من الحجر الأسود، البلدة المجاورة.
اقتباس فارغ!
«ترجمة:سوريا: تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على معظم أحياء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق. تأكيد من منظمة التحرير الفلسطينية»
اقتباس فارغ!
«ترجمة:بعد سنة على ترك الآلاف يعانون الجوع في مخيم اليرموك، يدخل تنظيم الدولة للمخيم.»
يشرح توم فين ولينا السافين الظهور المفاجئ لتنظيم الدولة وكيفية وصولهم المخيم من بلدة مجاورة:
اقتباس فارغ!
«ترجمة:سألنا أحد الصحفيين المتواجدين في مخيم اليرموك: كيف استطاع تنظيم الدولة الوصول إلى دمشق؟»
في حين شارك طلال صورة من داخل المخيم:
اقتباس فارغ!
«ترجمة:صورة من صديق من مخيم اليرموك لمسلحي أكناف بين المقدس، الذين يحاربون تقدم تنظيم الدولة طوال النهار»
وشارك رامي خريطة للأحزاب التي تسيطر على المخيم مع 16 ألف من متابعيه على تويتر، تبين المنطقة المجزأة بين تنظيم الدولة، الجماعات الفلسطينية المسلحة، الجيش السوري الحر، جيش الأسد و جبهة النصرة.
اقتباس فارغ!
«ترجمة:خريطة الوضع العسكري لمخيم اليرموك جنوب دمشق.»
لم ينتظر النشطاء لفترة طويلة قبل أن ينشروا أخبار القتل المروعة على يد التنظيم المتطرف، كما يؤكد حساب “الرقة تذبح بصمت” ذو 21 ألف متابع على تويتر:
اقتباس فارغ!
«ترجمة:تنظيم الدولة يقطع رؤوس العديد من الشباب في مخيم اليرموك، لم ينشر النشطاء الصور لهولها»
إقرأ أيضًا بالإنجليزية: وصول معاناة مخيم اليرموك لوضع كارثي
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «مخيم اليرموك في سوريا بين مطرقة الجوع وسندان التطرف». الأصوات العالمية. 9 أبريل - نيسان 2015.
شارك الخبر:
|