ما تتعلّمه عن الطبيعة، الهوية الجنسية، وأشياء أخرى بينما تنجز وثائقيًا على ضفاف نهر أوسوماسينتا

من ويكي الأخبار

الثالث 21 يونيو 2016


وصلت صانعة الأفلام الوثائقية لاورا إيرّيرو إلى الريمولينو أثناء تصويرها وثائقيّ حول كفاح ثلاث فتيات من جنوب المكسيك ضد التمييز، ومن هناك تتبّعت قصتيّ كفاح إستر و بيدرو، وهما من أعضاء المجتمع الذي يسكن هذه القرية المكسيكيّة. قصتيّهما هما قصتيّ كفاح مع الطبيعة ومن أجلها، قصتيّ رحلات نحو الداخل ودفاع عن الهويّة الجنسيّة. يسرد الوثائقيّ القصص في مجموعتين: الأولى هي Son duros los días sin nada (الأيام العجاف قاسية) والثانية تحمل اسم المجتمع نفسه: الريمولينو (الدوامة) El Remolino

ظهر Son duros los días sin nada في عام 2012 وهو يتناول التمييز والكفاح الاجتماعي، بينما جاء El Remolino كجزء من برنامج جولة مهرجان “المسافر” Ambulante 2016 للأفلام الوثائقية في المكسيك، وكان ثمرة عامين ونصف من العمل وإحدى عشر زيارة لمجتمع الريمولينو الواقع على ضفاف نهر أوسوماسينتا في ولاية تشيّاباس المكسيكيّة، حيث سكّانه كما تحكي إيرّيرو “محاطين بطبيعة هشّة رغم خصوبتها، يصارعون فيها نهرًا يعرّضهم للفيضان بقدر ما يمدّهم بالحياة.”

بالنسبة لإيرّيرو فقد فاقت تجربة الوثائقيّ استيعابها. الدروس المستفادة من المجتمع والتعامل معه كانت جماعية. تسرد صانعة الأفلام الوثائقية في مقابلة مع موقع Crash أجرتها عام 2012 سياق البدايات التي تُغيّر فيها الرؤى المختلفة للشيء نفسه من طريقة إدراكه ومن معنى التأقلم. هنا حيث يرى الغريب عن هذا المجتمع كارثة طبيعية، يجد ساكنوه في الفيضان وقتًا للتأمّل واستكشاف الذات.

صور من الحياة اليومية: من الشخصيّ إلى العالميّ

يتتبع الوثائقيّ أيضًا قصتيّ بيدرو وإستر، وهما فردان من المجتمع وشخصيتان محوريتان في الوثائقيّ الذين جمعتهما الصلة الأقوى بمخرجة الفيلم. تصف إيرّيرو هذين الشخصين في المقابلة بركيزتيّ ما تعلّمته بالتجربة:

«النص الأصلي:Esther [es] una mujer llena de fortaleza que saca adelante a su familia y nos comparte su mundo a través de una pequeña cámara […] Su hermano Pedro [es] un campesino travesti que defiende su identidad y sus sueños.»

«ترجمة:إستر امرأة مليئة بالقوة تدفع بعائلتها إلى الامام وتشاركنا عالمها من خلال كاميرا صغيرة. […] أخوها بيدرو مزارع ومتحوّل جنسيًا يدافع عن هويّته وأحلامه.»

في مقابلة مع أمبولانتي تحدثت لاورا إيرّيرو كذلك عن تبادل المعرفة الذي رأته في إستر التي اكتشفت بزيارة فريق عمل الفيلم سحر التقاط الصور لسرد حياتها اليومية:

«النص الأصلي:Nos veía a nosotras llegar y grabar con la cámara. Ella hizo una gran reflexión sobre el inmortalizar, el grabar.. Ella consiguió su cámara de video y empezó a grabar. Durante el rodaje, puso una tienda, empezó a estudiar, se compró la cámara… hubo un fortalecimiento muy grande en ella. Empezó a grabar la inundación, a Dana [su hija], a grabar a su papá, las fiestas familiares y poco a poco empezó a hacer imágenes más subjetivas.»

«ترجمة:كانت تراقب وصولنا وتسجيلنا بالكاميرا، جعلها هذا تفكّر بعمق في التخليد والحفظ… حصلت على كاميرا الفيديو الخاصة بها وبدأت بالتسجيل. أسست محلًا وبدأت بالدراسة، ابتاعت الكاميرا.. حظت بدعمٍ كبيرٍ داخلها. بدأت بتصوير الفيضان، ابنتها دانا، ثمّ بتصوير والدها، الاحتفالات العائلية، ثمّ شيئًا فشيئًا بدأت بالتقاط صور أكثر ذاتيّة.»

بيدرو، شقيق إستر، هو مزارع عمره 47 عامًا يخوض عملية تحديد جنسه التي يتعرّف من خلالها إلى نفسه كامرأة. تقبّل بيدرو هويته منذ سن صغيرة، وبالرغم مما اضطر إلى مواجهته من سوء الفهم والتمييز والإقصاء، فهو الآن يحظى بدعم عائلته. وجدت لاورا تبادل المعلومات والنصيحة مع بيدرو ثريًّا فيما يتعلّق بتحوّله.

عندما سأل موقع Crash لاروا حول حالات الفقر وتجاهل المسؤولين والتحيّز الذكوري التي تملأ قرىً مثل الريمولينو، أجابت:

«النص الأصلي:Es alucinante cómo en estos pueblos tan anclados y pobres […] hay gente como Esther y Pedro, que tengan una lucha política y de identidad sexual. Esther es una mujer que trabaja en el campo y que tiene más ingresos que su marido. Por otra parte, Pedro quiere transformarse al otro sexo y sigue intentándolo. Le da igual, porque [con respecto a su identidad sexual] sabe que no puede tapar el sol con un dedo.”»

«ترجمة:من المفاجئ عدد الفقراء والمُعيلين في هذه القرى […] هناك أناس مثل إستر وبيدرو قد يكافحون سياسيًا ويتمسكّون بهويّتهم الجنسية. إستر امرأة تعمل في الحقل ودخلها أكبر من دخل زوجها. من جهة أخرى، يريد بيدرو أن يتحوّل للجنس الآخر ويواصل المحاولة. بالنسبة له الأمر سيان، لأنه (وبالنظر إلى هويته الجنسية) يعلم أنّه لا يستطيع حجب الشمس بإصبعه.»

وأخيرًا أشارت إيرّيرو كذلك إلى أهمية سرد القصص وحفظها صوتًا وصورةً:

«النص الأصلي:Creo que lo primero que hace el cine es embalsamar un momento de la historia, y lo guarda para siempre de una forma. Es importante considerar el cine documental como una manera de mantener esta historia viva y que pueda ser recordada.»

«ترجمة:أعتقد أنّ مهمة السينما الأولى هي تحنيط لحظة من القصة؛ أن تحفظها للأبد بطريقة ما. من المهم اعتبار السينما الوثائقية وسيلة لإبقاء القصة حيّة وحاضرة للتذكّر.»

El remolino⁄The swirl - Director: Laura Herrero Garvín #FICMY2016 على يوتيوب

مصادر[عدل]