ما الذي يعنيه اختيار نيروبي لعقد مؤتمر قمة الأصوات العالمية

من ويكي الأخبار

الجمعة 22 يونيو 2012



يجتمع يومي 2 و3 من شهر يولو/ تموز، 2012، أعضاء مجتمع الأصوات العالمية مع شركاءهم من جميع أنحاء العالم، والمهتمين بإعلام المواطن والصحافة الشعبية وحشد من الجمهور في فندق برايد ان في نيروبي، كينيا لحضور مؤتمر قمة الأصوات العالمية الذي يُعقد مرة كل عامين، آخر مرة كانت في سانتياجو في شيلي. وبلا أدنى شك: ينتظر الكثيرون هذا الحدث المثير، الممتع، والمفيد بكثير من الترقب والحماس!

تعد هذه المرة الأولى التي يُعقد فيها المؤتمر في شرق أفريقيا ويرغب الكثيرون منا في المنطقة أن يوجهون خالص الترحيب لزوارنا – كاريبو بالسواحيلي.

يتوجب علي الاعتراف بمدى حماسي، على الرغم من مرور عام واحد علي في فريق الأصوات العالمية، إلا أنه كوني جزء من هذا المجتمع على الإنترنت ككاتب كيني أثبت نفعه بعدة طرق. أنا متشوق لملاقاة الوجوه العديدة للكتاب والمحررين الذين حظيت بفرصة العمل معهم عبر الإنترنت.

وحيث يتوافد الكتاب من مختلف القارات، والثقافات والخلفيات المختلفة، فأنا على يقين من أن كم المعرفة والإفادة الذي يناله المشاركون سيكون عظيم وهائل. أنا أيضاً على يقين من كون المناقشات التي سنجريها، اللحظات التي سنقضيها ونشاركها، أوقات ولحظات ثمينة وغالية سنحكيها ونتذكرها على مدار حياتنا. كوني وسط تلك المجموعة من الموهوبين، الأذكياء، الفنانين الذين تحتضنهم وتشملهم الأصوات العالمية هو قمة السعادة والتميز!

Welcome to Kenya, Discover the Magic of Africa على يوتيوب

لماذا نيروبي؟

لطالما حيرني هذا السؤال وحتى أكون أميناً، لم أكن من لجنة المنظمين، لذلك لا أستطيع أن أخمن أسبابهم ودوافعهم. لكني مع ذلك وفي هذا المقال سأسلط الضوء على الجوانب التي تجعل من نيروبي، كينا اختيار جيد لهذا الحدث.

تشتهر كينيا كبلد لعدة أسباب. فنحن على سبيل المثال نعرف بعدائينا الذين دائما يتفوقون في سباقات المسافات الطويلة في العديد من المسابقات في مختلف أنحاء العالم.

كما تعرف كينيا أيضا بالحياة البرية فيها حيث تعتبر منطقة ماساي مارا ملجأ للسياح جنباً إلى جنب مع مختلف المناطق السياحية الخلابة الشهيرة الأخرى (ولمزيد من المعلومات حول السياحة في كينيا أدعوكم لزيارة موقع كينيا الساحرة الموقع الرسمي للهيئة الكينية للسياحة). كما تتفاخر العاصمة نيروبي لكونها إحدى مدن العالم المتميزة، مع وجود متنزه نيروبي الوطني الذي يبعد تقريباً 15 دقيقة من المركز التجاري للمدينة.

ربما تعد المعلومة الأكثر انتشاراً حول البلد، كون أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية الذي تعود أصوله إلى أفريقيا، الرئيس باراك أوباما، تعود جذوره إلى مكان يعرف باسم كوجيلو، في مقاطعة سيايا غرب كينيا. كما يضيف السكان المحليين لمنطقة لو تريب مصطلح “هل سبق وأخبرتك” في حالة فخر بتلك الحقيقة. وقد اخترت أن أسلط الضوء على تلك المعلومة لغرض معين.

على مدى حملته الرئاسية وفي كتابه، أحلام من أبي، ذكر أوباما أنه أُلهم بالحياة البسيطة لشعب كينيا. صوته كان مدوي، وملهم، حتى تأثر الكثيرون وصاحوا من أجل “تغيير نستطيع أن نؤمن به”. ظاهرياً، أوصلته حملته التي استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي إلى البيت الأبيض. صوته، حكايته، كل ذلك يوضح أنه أحياناً قد تتطلب القضايا المعقدة حلول بسيطة.

وفي توفير الحلول البسيطة لقضايا معقدة، تتولى كينيا الريادة ونفخر أنه في مجال الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات لدينا العديد من الإنجازات :

تعتبر كينيا موطن الخدمة الأشهر لتحويل الأموال عبر الهواتف المحمولة والتي تعرف ب إم بيسا (بيسا تعني نقود بالسواحلي). وتقدم منصة إم بيسا لتحويل الأموال طرق جديدة للتعاملات التجارية عبر الإنترنت أو بعيدا عن الإنترنت وقد أثبتت الخدمة تفوقاً في السوق العالمي كحلول للمعاملات النقدية وطرق الدفع.

كما تعد كينيا أيضاً موطن منصة اوشاهيدي، موقع يقدم حلول تكنولوجيا الخرائط من خلال التعهيد الجماعي مفتوح المصدر وقد انتشر عبر العالم وفي كثير من الأزمات مثل زلزال هايتي والتسونامي الذي حدث في اليابان مؤخراً.

بالإضافة إلى كون كينيا أيضا موطن أي هاب والمؤسسة الشقيقة إم لابس، مؤسسات مفتوحة تعمل على احتضان المبادرات والحلول التقنية.

ماذا يمكن للمشاركين في القمة أن يأملوا اكتسابه من المؤتمر؟

البيئة الكينية مثالية، بعيداً عن جاذبية وادي ريفت بطبيعته ومرتفعاته الخلابة، المدن الساحلية، منطقة بحيرة فيكتوريا، غابات ومنحدرات ماو.

الكينيون كشعب ودودين بطبعهم بشكل عام. أيضا شعب مضياف. وهنا يجدر بنا الإشارة إلى حقيقة كون أغلب الكينيين يتحدثون الإنجليزية بطلاقة بعيدا عن السواحيلي. وفي المناطق السياحية وأثناء التجوال لا تتعجب في حال مصادفتك لسائق تاكسي أو مرشد سياحي يتحدث اليابانية، الصينية، الألمانية، أو حتى الفرنسية بطلاقة…هذا هو التنوع وربما الدليل القوي على الود وحسن الضيافة التي يُظهرها الشعب الكيني.

يعد الأمر الأكثر أهمية كما تم توضيحه من قبل في فقرات سابقة هو توفير كينيا لخلفية مختلفة، فريدة وشيقة وبيئة خصبة للإبداع والإلهام.

كما تحدد الحكومة الكينية نسبة التقدم وسرعتها في المنطقة من خلال إتاحة البيئة الخصبة، والبنية التحتية المناسبة والعمل على تطوير ثقافة الإبداع والابتكار. كما يتمتع المواطنين أيضا بدرجة مناسبة من حرية الإبداع على أرض الواقع وعلى الإنترنت.

سيساهم جمال البلد وبيئتها بالإضافة إلى شعبها في هذه القمة بحلول واسعة وشمولية والتوصل إلى قرارات تساعدعلى استمرار تحقيق مجتمع الأصوات العالمية لهدفة في تسليط الضوء على الأصوات الرائعة غير المسموعة وغير الممثلة في هذا العالم الحديث، الذي يتفاعل اليوم بشكل أكثر تواصلا واجتماعية وأكثر حرفية عن زي قبل.

مصادر[عدل]