لم تمثل التهديدات حائلًا أمام ثوار مقدونيا دون المضي قدمًا نحو ثورتهم الملونة
الخميس 30 يونيو 2016
صرّح متظاهرو “ الثورة الملونة” في مقدونيا أن إعلان الشرطة توقيع تهم جنائية على أكثر المتظاهرين شجاعةً لن يرهبهم، وأن تظاهرانهم السلمية من أجل محاربة الفساد لا تحمل أي توجهًا سلبيًا، كما تتضمن مسيرات وفعاليات واستخدام أدوات للرسم على كيانات تعد رموزًا لإفلات النظام من المحاسبة وضعف إدارة الحكومة. وتعد هذه التهم غير قانونية من أوجه عدّة طبقًا للخبراء.
تُعد تلك الرسوم بموجب القانون المقدوني جنحة يترتب عليها غرامة مقدارها 50 يورو (58 دولار أمريكي) شرط أن يقوم الشرطي النظامي أو مفتش الصحة العامة بالقبض على مرتكب الفعل أثناء الواقعة نفسها. ولكن قامت الشرطة باستدعاء المشتبه في قيامهم بالرسم لاستجوابهم وذلك بمخالفة القانون. واعتبر المتظاهرون هذا شكلًا من أشكال الترهيب؛ مما أدّى إلى إشعال غضبهم وزيادة أعدادهم.
بالرغم من تواجد تظاهرات “الثورة الملونة” في أكثر من 20 مدينة في مقدونيا، كانت التظاهرات في العاصمة سكوبي ومدينة بيتولا التي تعد ثاني أكبر مدينة هي الأكثر تكرارًا وحشدًا. في يوم الجمعة الموافق 3 يونيو-حزيران صعّدت الشرطة من ضغطها بالإعلان عن نيتها توقيع اتهامات جنائية ضد سبعة متظاهرين في سكوبي و 26 متظاهرًا في بيتولا، مما أدى إلى تفاقم خطورة الوضع. وإذا قبلت النيابة العامة إجراء التحقيقات طبقًا لتلك الاتهامات، فقد يترتّب على ذلك إصدار قرارات بالاحتجاز والحبس مع احتمال توقيع أحكام بالسجن.
والذريعة من تلك الاتهامات هي المشاركة في حشد يقدم على أفعال إجرامية” مثل “إتلاف الكيانات التراثية الثقافية”، والكيانات المعنية هي مبنى وزارة الثقافة و قوس النصر و”إتلاف الملكية” في بيتولا.
«النص الأصلي:Единицата за насилен криминал при СВР Скопје до Основното јавно обвинителство Скопје поднесе кривични пријави против седум лица поради основан сомнеж дека учествувале во толпа што ќе изврши кривично дело. Кривични пријави се поднесени против лицата П.Б., М.З., И.М., С.С.К., А.Г. и Н.П. од Скопје и А.К. од Охрид.»
«ترجمة:رفعت وحدة جرائم العنف التابعة لقطاع الشئون الداخلية بسكوبي التهم الجنائية للنائب العام الرئيسي ضد سبعة أشخاص يشتبه في مشاركتهم في تجمهر كان على وشك ارتكاب جناية، وأوقعت التهم الجنائية على أشخاص تبدأ أسماؤهم بحروف P.B ،M.Z I.M ،S.S.K ،A.G ،N.P بمدينة سبوكي بالإضافة إلى اسم آخر بمدينة أوهريد يبدأ بحرفيّ A.K.»
ردًا على الإعلان واصل المتظاهرون في سبوكي أنشطتهم اليومية بالتجمع الساعة السادسة مساءًا أمام مكتب النائب العام في مسيرات يرسمون فيها و يستخدمون آلات يدوية الصنع للوصول للأهداف البعيدة مثل مقر الحكومة. شعار مسيرة اليوم هو: “ الحزب المذنب يوجّه الاتهامات” إشارةً إلى تحصين بعض حكام مقدونيا المشتبه في تورّطهم بارتكاب جرائم كبرى.
كما اخترع المتظاهرون وجهًا مجوفًا ‘باستخدام ورق مقوى بحيث يمكن لأي مؤيد للتظاهرات الحصول على صورة له في دور”مطلق المدفعية”.
وفي الوقت الذي قامت فيه الشرطة بإدراج السبعة ” المختارين” بالحروف الأولى من أسمائهم، رسم المتظاهرون أحرف أسمائهم الأولى على قمصانهم قبل البدء بالمسيرة كنوعٍ من التحدي.
بعد ذلك استكمل المتظاهرون مسيرتهم المعتادة متجهين إلى مقر الحكومة لإلقاء الألوان باستخدام أدواتهم على واجهة البناية المطلية حديثًا.
اقتباس فارغ!
«ترجمة:هذا المساء أيضًا يلقي المتظاهرون بالألوان على مقر الحكومة.»
وبعد توجه المظاهرة إلى الميدان الرئيسي بسكوبي، شرع المتظاهرون في الرسم على إحدى أكبر رموز نظام حكم نيكولا جروفسكي تمثال الإسكندر الأكبر أو “المحارب الفارس”، ونظرًا لتكلفته الضحمة التي تبلغ 8.2 مليون يورو ( ما يقرب من 9.3 دولار أمريكي)، يعدّ التمثال رمزًا للفساد وإسراف الحكومة. ولأول مرة دخل المتظاهرون فعليًا إلى النافورة لتكثيف الألوان عن قرب باستخدام مسدسات ألعاب مائية.
اقتباس فارغ!
«ترجمة:المتظاهرون يدخلون إلى نافورة النصب التذكاري للفارس المحارب.»
انتهت التظاهرة في جو من النشوة بقيام المتظاهرين الأكثر نشاطًا في الرسم بإضاءة المشاعل ، وكانت المحطة الأخيرة هي مبنى البرلمان الذي نال أيضًا نصيبه من الألوان.
شكك الخبراء من القانونيين وغيرهم في صحة الإجراء الذي اتخذته الشرطة على أساسين. فطبقًا لنص المادة 97 من الدستور المقدوني” يترأس هيئات إدارة الدولة في مجالات الدفاع والشرطة أشخاص مدنيون على أن يكونوا قد حظوا بصفتهم المدنية لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات قبل انتخابهم لتلك الوظائف.”، بينما يشغل وزير الداخلية الحالي ميتكو كافكوك حتى الآن منصبًا رفيعًا في هيئة الشرطة، بما يجعل توّليه للمنصب- وأي من قاداته- مخالفًا للدستور والقانون طبقًا للبروفيسور المتخصص في حقوق الإنسان ميريانا نايجسكا.
هذا بالإضافة إلى ما استند إليه البروفيسور دونكا برادزيفيا الحاصل على الدكتوراه والخبير في السياسات الثقافية، بأنه لا يمكن للمواطنين معرفة أن الآثار التي تمّ تلوينها تقع ضمن إطار التراث الثقافي لأنه لم تتم الإشارة إليها بشكل واضح، و طبقا للمادة 45 من قانون حماية التراث الثقافي، فإن وزارة الثقافة ملزمة بتحديد هذه الآثار بصورة واضحة خلال 60 يومًا من تسلمها. كما أنه وطبقًا للمادة 174من ذلك القانون يُلزَم الوزير وتابعيه بدفع غرامة من 810 إلى 240 يورو ( 920 إلى 2761 دولار أمريكي) في حالة مخالفة القانون.
وفي غضون ذلك تستمر التظاهرات عبر مقدونيا سواء من خلال الشبكات الاجتماعية أو المشاركة الفعلية فيتم تشارك المعلومات عبر هاشتاج باللغة الإنجليزية #ColorfulRevolution #Macedonia وباللغة المقدونية عبر #ШаренаРеволуција #протестирам و باللغة الألبانية عبر #RevolucioniLaraman #protestoj
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «لم تمثل التهديدات حائلًا أمام ثوار مقدونيا دون المضي قدمًا نحو ثورتهم الملونة». الأصوات العالمية. 30 يونيو - حزيران 2016.
شارك الخبر:
|