للمدوّنين المعرّضين للخطر: إعداد خطّة طوارئ
الأربعاء 28 ديسمبر 2011
في العام 2011، شهدنا قوّة المدوّنين ومستخدمي شبكات الاجتماعيّة المذهلة والتي جذبت اهتمام العالم من خلال أنشطتهم، في ذات الوقت، تبدو الأنظمة القمعيّة مستمرّة في لعبة القط والفأر مع روّاد الإنترنت، من خلال تضييق الخناق على حريّة التعبير باستخدامها آليّات المراقبة والرقابة واضطهاد واعتقال المدوّنين. تقارير عديدة تحدّثت [بالإنجليزيّة] بصورة متسارعة عن طلب محقّقين مختصين تابعين للنظام السوري – على سبيل المثال – بيانات تسجيل الدخول الخاصة بالمعتقلين، فيما يزال التعذيب مستخدماً على نطاق واسع في سجون بعض المناطق.
في كثير من الأحيان يقوم المدونين المدركين للأخطار التي تحدق بسلامتهم بوضع خطّة طوارئ في حال اعتقالهم، منذ عدّة أسابيع اعتقلت المدونة السورية رزان غزّاوي وهي في طريقها لحضور مؤتمر في الأردن (تم الإفراج عنها من مدّة). وفي محاولة متعمّدة لحماية جهات الاتصال خاصتّها، شاركت رزان كلمات مرور حساباتها مع أصدقاء موثوقين موجودين خارج البلاد مع تعليمات لتغييرها في حال حدوث أي عمليّة اعتقال. بهذه الطريقة لن تكون قادرة على إعطاء أيّة بيانات تسجيل دخول لحساباتها لأنها وببساطة لم تعد تعرفها. مدوّنون آخرون أبلغوا أصدقاءهم المقرّبين بخطط الطوارئ المعدّة، على وجه التحديد إذا ما كانوا يرغبون بحملات للإفراج عنهم. مدونون كثر اعتقلوا هذا العام في مصر وسوريا وأماكن أخرى، لديهم اتصالات مع شبكات دوليّة ناشطة لديها الخبرة في إنشاء حملات تضامن عالميّة ويمكنها بسهولة الاتصال بمسؤولين حكوميّين وشركاء ومنظمّات حقوق الإنسان.
تقييم المخاطر الفرديّة ليست عمليّة سهلة أو بسيطة، لذلك يجب على جميع المدوّنين سواء أكانوا متمكّنين أو بدأوا نشاطهم للتو، يجب عليهم وضع خطّة في حال حدث لهم مكروه وتم اعتقالهم. كما ذكر مسبقاً، هناك العديد من المصادر التي يمكن للمدوّنين استخدامها ليبقوا على إطلاع في حال تعرّض أيّ مدوّنين آخرين في بلدانهم لاحتجاز أو مضايقات أو تحقيقات، أو عندما تقوم حكوماتهم بمراقبة الخطوط الهاتفيّة أو النشاط على شبكة الإنترنت، وأيضاً عندما يتم إجبار المعتقلين على إفصاح عن معلومات – ككلمات المرور الخاصّة بحساباتهم – للسلطات.
مع أخذ ذلك في الحسبان، قامت منظمة الحدود الإلكترونية (EFF) وبالتعاون مع دفاع الأصوات العالمية بإعداد مجموع من الأسئلة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، على كل حال هذه القائمة ليست شاملة، وإنّما تتيح للمدوّنين نقطة انطلاق يتمكّنون بواسطتها من إعداد خطّة طوارئ خاصّة بهم.
يجب على جميع المدوّنين:
النظر في إمكانيّة تزويد شخص موثوق مقيم خارج البلاد بالمعلومات التالية:
بيانات تسجيل الدخول الخاصّة بشبكات التواصل الاجتماعيّة والبريد الإلكتروني والمدوّنات وبقيّة الحسابات الأخرى.
معلومات وجهات الاتصال لأفراد العائلة.
معلومات عن أي ظروف أو مشاكل صحيّة.
إجراء عمليّات نسخ احتياطيّة لمدوّناتهم ولبريدهم الإلكتروني والفيسبوك وحساباتهم الأخرى وبشكل منتظم.
النظر في إمكانيّة إنشاء مرآة [بالإنجليزيّة] لمدوّنتك أو موقعك إذا كنت ترغب في التأكّد من أنّها لا تزال موجودة من دون لفت انتباهك لها (قامت دفاع الأصوات العالمية بتوفير الإرشادات الخاصّة بإنشاء مرآة [بالإنجليزيّة] لمدونّة ووردبريس).
تشفير الملفات الحسّاسة والنظر في إمكانيّة إخفائها على محرك أقراص منفصل.
استخدام بعض الأدوات المخصصة على سبيل المثال: الأداة “ Identity Sweeper” للهواتف المحمولة التي تعمل على نظام أندرويد لتأمين/محو بيانات الهاتف المحمول.
النظر في إمكانيّة إعداد بيان لإطلاق سراحك في حال اعتقالك، هذه الخطوة قد تكون مهمّة لوسائل الإعلام الدوليّة ومنظمات حقوق الإنسان.
تسجيل شريط مصوّر قصير تعرّف فيه عن نفسك (سيرة ذاتيّة ومجال العمل) وعن المخاطر التي تواجهها، ثم تشارك هذا الشريط مع أشخاص موثوقين.
إجراء اتّصالات مع المنظمّات التي تعنى بحقوق الإنسان وحريّة التعبير.*
التفكير في وضع خطة طوارئ أو استراتيجيّة لما يجب فعله في حال تم اعتقالك (انظر أدناه).
في حال اعتقالك أو احتجازك:
هل هناك شخص (أو أشخاص) موثوق ترغب بتفويضه لاتّخاذ قرارات رئيسيّة بالنيابة عنك؟ على سبيل المثال إجراء حملة عامّة لإطلاق سراحك؟ إذا كانت الإجابة نعم، رجاءً تأكّد من إمكانيّة مناقشة خيارتك مع هذا الشخص. فيما يلي بعض من المواضيع التي يمكنك التّحدث بها:
ما هي خياراتك للحملات العامّة؟ هل هنالك رسالة محدّدة تشعر بأنّها تمثّل وبقوّة وجهات نظرك؟
ما هي المنظمّات التي تشعر بأنّها الأقدر لقيام بالحملات التي تؤدي بالنهاية لإطلاق سراحك و/أو تحسين ظروف معاملتك واعتقالك؟
هل يوجد أيّ محام (أو محامون) معيّن تعرفه وترغب في أن يلتمس قضيّتك؟
هل لديك أفضلية حول ما يجب فعله تجاه حساباتك؟ (على سبيل المثال: تغيير كلمات السر أو تحويلها لحسابات الحملة أو حتّى إغلاقها) هل تثق بشخص آخر لاتخاذ قرارات حاسمة حول حساباتك إذا تغيّر الوضع؟
هل توجد أيّ معلومات محدّدة عنك أو ذات صلة بقضيّتك وتفضّل أن لا يتم نشرها للعلن؟
هل أنت مصاب بأمراض حادّة أو مزمنة تتطلّب أدوية وعلاج؟ إذا كانت الإجابة نعم، ماهي؟ (الربو أم السكّري أم أمراض القلب … الخ.)
هل يوجد شخص من أفراد عائلتك يمكن مراجعته لتوقيع على القرارات الهامّة أو يستطيع التحدّث لوسائل الإعلام؟ إذا كانت الإجابة نعم، من؟ هل يوجد شخص من أفراد عائلتك لا ترغب مطلقاً بتفويضه بالتحدث باسمك؟
عند إجراء هذه المحادثات، خذ بعين الاعتبار أنّه من الصعب عليك التنبؤ بكل مستجد يطرأ في المستقبل، ربما يكون السبيل الأفضل هو إجراء نقاشات معمّقة مع أصدقاءك الموثوقين وأفراد عائلتك بحيث يفهمون خياراتك بوضوح، ثم تأذن لهم باتخاذ القرارات التي يرونها مناسبة على ضوء الظروف المستجدّة. بعبارة أخرى، “تفويض مع إرشاد” بحيث يستطيع معارفك الموثقون العمل على تحقيق مصالحك ورغابتك بأفضل شكل ممكن في ظل ظروف تتغير باستمرار.
- هناك العديد من المنظمات ونحن لا نستطيع ذكرها كلها، منظمة الحدود الإلكترونية ودفاع الأصوات العالمية بداية جيّدة، لكننا أيضاً نوصي بمنظّمات دوليّة أخرى: كهيومن رايتس ووتش ومنظمّة العفو الدولية ومنظمّة الخط الأمامي ومراسلون بلا حدود ولجنة حماية الصحفيين ومنظمّة الوصول الآن، إذا كنت بحاجة للمساعدة في إيجاد منظمّة محليّة في بلدك، رجاءً راسلنا وسنحاول المساعدة قدر المستطاع.
تمت كتابة هذا المقال بواسطة منظمة الحدود الإلكترونية ودفاع الأصوات العالمية وبشكل مشترك، مع شكر خاص لزينب توفيقي.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «للمدوّنين المعرّضين للخطر: إعداد خطّة طوارئ». الأصوات العالمية. 28 ديسمبر - كانون الأول 2011.
شارك الخبر:
|