لقاء المصالح المشينة بين تركيا وأذربيجان
الجمعة 29 يوليو 2016
عندما يتعلق الأمر بالخلاف بين الزعيم التركي رجب طيب أردوغان وحليفه السابق فتح الله كولن “المنافس الأخطر”، فإن قرار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يستند على مقولة: عدو صديقي هو عدوي أيضًا.
عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في الخامس عشر من يوليو/تموز في تركيا، أدعى أردوغان أن كولن واحد ممن خططوا لهذا العمل وعنى بذلك أن مؤسسات كولن الناشطة في أذربيجان قد ولت أيامها بلا رجعة .
بدأت عملية التخلص التدريجي من المؤسسات التي تندرج تحت كنف التربوي والمنظر الإسلامي المثير للجدل كولن في جنوب القوقاز عقب التدهور في علاقة أردوغان وكولن مما يقرب من عامين خلت. يتهم أردوغان كولن المقيم في بنسلافينيا بحشد وتوجيه مواليه في الحكومة ضده وكذلك محاولة قلب نظام الحكم.
بينما كان أردوغان في زيارة لأذربيجان في 2014 للقاء علييف، قامت الحكومة الأذربيجانية بغلق مجموعة من المدارس المرتبطة بحركة كولن التي كانت تعتبر من أفضل المؤسسات التعليمية في البلاد. تم نقل إدارة 11 مدرسة ثانوية و13 مركز إعداد للامتحانات الجامعية وجامعة خاصة لأحد شركات النفط الحكومية الأذربيجانية.
لا يزال ذات النهج مستمرًا حتى 18 يوليو/تموز 2016:
بعدما تردد أخبار عن مشاروات بين أردوغان وعلييف، أعلن الأخير قرار إغلاق جامعة القوقاز التي تعد واحدة من أفضل المؤسسات التعليمية في البلاد والمدعومة من موالي كولن.
«النص الأصلي:Azerbaijan closed Caucasus University with reported links to Gulen movement. The university was one of the best in the country.
— Khadija Ismayilova (@Khadija_Ismayil) July 20, 2016»
«ترجمة:أغلقت أذريبجان جامعة القوقاز نسبة لتقارير تزعم صلتها بجماعة كولن. الجامعة واحدة من أفضل المؤسسات التعليمية في البلاد.»
كنتيجة لذلك، لم يعد لدى أذربيجان، البلد الذي يعاني من تدهور مستوى التعليم والحرية الأكاديمية، أي مؤسسات تعليمية تابعة لكولن.
علق أحد الباحثين الأذربيجانين قائلًا:
«النص الأصلي:Altay Göyüşov: Ərdoğan zəng edir Əliyevə ki, Qafqaz Universitetini bağla
Əliyev qayıdır ki, bəs bu camaat nə deyər, ölkədə universitet adına olan bir-iki müəssisədəndir.
Ərdoğan deyir, mənə dəxli yoxdur.
Əliyev çar-naçar Abel Məhərrəmovu ora rektor təyin edib, Ərdoğana zəng edir ki, universitetin kitabını bağladım:)»
«ترجمة:تحدث أردوغان لعلييف مطالبًا إياه بغلق جامعة القوقاز. رد علييف قائلًا بأن الجامعة واحدة من الجامعات الجيدة القليلة الباقية في البلاد الأمر الذي من شانه إثارة الرأي العام. أنا لا أكترث لذلك، رد أردوغان .»
خدمة أخرى أسداها علييف لأردوغان عندما عندما قطع بث أحد القنوات الإخبارية الأذربيجانية التي أجرت حوارًا مع كولن قرابة شهر.
اقتباس فارغ!
«ترجمة:أغلقت أذربيجان قناة (ASN) عقب إعلانها عن مقابلة مع فتح الله كولن.»
في العشرين من يوليو/تموز الماضي، أعلنت الصحيفة الإلكترونية زمان أذربيجان المرتبطة بحركة كولن عن قرارها بالإغلاق، تعتبر تركيا تلك الصحيفة أحد أبرز الصحف المحرضة ضد النظام. وفقًا لبيان الصحيفة، حلت الجريدة نفسها على خلفية التطورات الأخيرة في المنطقة والتأثير المحتمل لذلك على الصداقة بين أذربيجان وتركيا.
أثار موضوع حل الصحيفة التي عملت لسنوات طويلة بشكل تطوعي دهشة الكثيرين، علق البعض بالتالي:
«النص الأصلي:Azerbaijan bows to Turkey's pressure, asks Gulen-linked 24 years old newspaper to shut down. Paper is closed today.
— Mahir Zeynalov (@MahirZeynalov) July 20, 2016»
«ترجمة:أذربيجان تنصاع لضغوط تركيا وتقوم بحل الصحيفة المرتبطة بكولن مع 24 عامًا في الصحافة. اليوم أغلقت الصحيفة.»
«النص الأصلي:Azerbaijan closes its largest private university Kavkaz University for links to Gulen. Another Erdogan request fulfilled by @azpresident.
— Serge (@Zinvor) July 20, 2016»
«ترجمة:أذربيجان تغلق أكبر جامعاتها الخاصة، جامعة القوفاز، لارتباطها بحركة كولن. طلب آخر من أردوغان ينفذه الرئيس الأذربيجاني.»
أصبحت وسائل الإعلام المحلية والساحة التعليمية أضعف من أي وقت مضى بسبب تداعيات محاولة الانقلاب التي أنكر اتباع كولن بشكل واضح ضلوعهم فيه، فهل تفعل أذربيجان شيء ما في المقابل؟ وحدها الأيام قد تجيب عن السؤال.
على صعيد آخر، يواجه اتباع كولن أوقات صعبة في أذربيجان لكن لا يمكن مقارنته مما قد يحدث في تركيا لمن يشتبه في انتماءه لجماعة كولن.
في خلال أسبوع واحد من محاولة الانقلاب الفاشلة جرى ما يلي:
اقتباس فارغ!
«ترجمة:احتجاز وإقالة 59644 شخص على الأقل من وظائفهم أو جردوا من رخصهم المهنية لحد الآن.»
اقتباس فارغ!
«ترجمة:الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بعد انقلاب تركيا: 30 حاكم ولاية، 50 رئيس بلدية، 2700 قاضي، 8000 ضابط شرطة،100 ضابط جيش واعتقال 2800 جندي.»
اقتباس فارغ!
«ترجمة:مجال فاشل آخر، انتقام من انقلاب تركيا لم يسبق له مثيل. حتى الصحفيين لم يسلموا من ذلك.»
مطاردة كولن
تواجه مدارس كولن الذي قدم نفسه من خلال أعماله الفلسفية ونشاط حركته “حزمت” باعتباره جسراً بين الإسلام والعلمانية، التي يتجاوز عددها 1000 مدرسة حول العالم وتقوم بتدريس مناهج علمانية ويقع العديد منها في الولايات المتحدة الأمريكية أضرارًا كبيرة كأثر جانبي لخلافه مع أردوغان منذ عام 2013.
قبيل نشوب الخلاف بينهما، بتفاصيل في مدونة المونيتور بقلم مصطفى أكيول، لم تكن تجري الأمور على هذا النحو حيث عمل كولن وحكومة العدالة والتمية سويًا من أجل إصلاح تركيا بالطريقة التي يرون، ولكن عندما تطلب تركيا من الولايات المتحدة تسليم كولن كي تتم محاكمته بجنحة “جرائم” خطيرة، فإن ذلك يعني أن هذه الأيام قد ولت ومن المتوقع أن تواجه عدة دول ضغوطًا دبلوماسية من أنقرة لإغلاق المؤسسات التي تدين بالولاء لأفكار كولن، إلا أنه من المرجح أن قليلاً منهم سيرضخ بسرعة ومثابرة كما فعلت أذربيجان.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «لقاء المصالح المشينة بين تركيا وأذربيجان». الأصوات العالمية. 29 يوليو - تموز 2016.
شارك الخبر:
|