انتقل إلى المحتوى

كيف تضلل برامج الحكومة المصرية لمراقبة الإنترنت

من ويكي الأخبار

الأثنين 2 يونيو 2014


نشرت هذه المقالة لأول مرة على على مدونة طارق عمرو – كلمتين.

سمعنا عن مناقصة وزارة داخلية الحكومة المصرية لشراء برامج وتطبيقات بهدف مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات وقياس الرأي العام. في الواقع، بغض النظر عن تلك المناقصة، فالتكنولوجيا أحرزت تقدمًا كبيرًا في تحليل النصوص المكتوبة، وبرامج الترجمة ومحركات البحث خير دليل على ذلك. ومن ثم فتكنولوجيا المراقبة وتحليل المحتوي الموجود على الإنترنت أصبحت متاحة للجميع، سواء الأجهزة الأمنية أو الشركات الخاصة العاملة في مجالات التسويق والصحافة وغيرها.

لكن لازالت هناك مَواطِن يتفوق فيها العقل البشري على التكنولوجيا، ومن ثم فدعوني أعدد هنا بعض الوسائل البسيطة التي يمكن لمستخدمي الإنترنت إتباعها لجعل مهمة برامج المراقبة أصعب.

كبشر، يمكننا إدراك عبارات السخرية وفهمها أفضل من التكنولوجيا المتاحة حاليًا، فعبارة مثل “هذا الهاتف المحمول عظيم جدًا، فبطاريته لا تستمر أكثر من خمس دقائق”، سيدرك أي قارئ لها أنها عبارة ساخرة وكلمة عظيم تعني العكس تمامًا.

استخدام المجازات والاستعارات والتشبيهات وغيرها يزيد من صعوبة المهمة الموكلة لبرامج المراقبة، فعبارة الهاشتاج (الوسم) قد يستخدمها شخص ككناية عن أحد بعينه، ولا يفهمها سوى شخص يفهم جيدًا السياق الموجودة فيه.

كتابة العربية بحروف إنجليزية، أو ما يعرف باسم الفرانكواراب، من الأمور التي يصعب على الحاسب فهمها. في الواقع، التكنولوجيا قادرة على فهم الفرانكواراب، والدليل وجود برامج مثل مرن و يملي، لكن رغم ذلك، فدقة هذا التكنولوجيا ليست ممتازة، وتتراجع مع وجود اللهجات المختلفة والأخطاء الإملائية والاختصارات.

تعمد الأخطاء الإملائية من وسائل تضليل برامج المراقبة وتحليل النصوص، فهو يجعل مهمتها أصعب، ولكنها غير مستحيلة. تشبيك الكلمات في بعضها البعض أيضًا يصعب مهمة تلك البرامج.

تقسيم رسالتك على عدة تغريدات، حيث أنه لا يمكن لأي أحد فهم إحداهما دون الأخرى.

استخدام الصور والفيديوهات، فتحليل الصور واستخراج النصوص منها بالتأكيد أصعب من تحليل ما يكتب في التغريدات وتحديثات فيسبوك. بعبارة أخرى، الحاسوب يلزمه مجهود أكبر لفهم إحدى نكات إيجيبت ساركازم سوسايتي في مقابل عبارات مكتوبة على فيسبوك.

أي وسائل مبتكرة أخرى تراعي قدرات البشر في مقابل الآلة، على سبيل المثال، “اقرأ الجملة التالية من الشمال لليمين: مكيف ظط”.

التنويع والمزج بين تلك الألاعيب المختلفة، ويمكن القراءة أكثر عن أفكار مثل الارتباك والتعميم وكيف يتم مزاوجتها لبناء أنظمة تشفير أكثر قوة وتعقيدًا. أو مطالعة الوسائل المستخدمة لتعمية أنظمة كشف التسلل على الإنترنت، فقد إستوحيت فكرة تقسيم الرسائل إلى عدة تغريدات من فكرة تجزئة حزم الإنترنت لتعمية أنظمة كشف التسلل.

في النهاية، التكنولوجيا تتطور وبمقدورها مجاراة تلك الألاعيب، لكن عليك أن تعرف أن أي محاولة للتغلب على تلك المعضلات من جانب التكنولوجيا يقابلها تكلفة أعلى، ودقة وسرعة أقل، وسقف أدنى في عدد الرسائل التي يمكن مراقبتها وتحليلها، فكما أن سور الحديقة لا يمنع أحد من تسلقة إن أراد ذلك، إلا أنه يجعل مهمته أصعب ويحد من عدد المتسللين ونسبة نجاحهم في الدخول.

مصادر

[عدل]