في عودة للتقاليد القديمة، نساء أميركا اللاتينية يخترن طب النساء والتوليد الطبيعي

من ويكي الأخبار

الجمعة 13 مايو 2016


نواجه في مجتمعات اليوم ميلًا متناميًا اجتماعيًا وثقافيًا للنساء اللواتي تعملن على إهمال الاهتمام بصحتهن. فبدلًا من التعلم لفهم ما يجري لهن في “المنطقة السفلى” من أجسادهن، تفضل النساء الاستماع للأطباء والصيادلة، غير مدركات أن العلاجات التي يبحثن عنها قد تكون في النباتات والأرض من حولهن.

بدأت في أمريكا اللاتينية نهضة في شكل “طب النساء والتوليد الطبيعي”. بحيث يدمجنَ الأساليب القديمة للعناية بأنفسهن مع حياتهن في العصر الحديث. هؤلاء النسوة لا يستعدن أجسادهن فقط، ولكن أيضًا التقاليد الموروثة عن أسلافهن حيث تنتقل من جيل إلى جيل.

باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنبر لنشر الكلمة، مفهوم طب النساء والتوليد الطبيعي هو محط اهتمام الجميع في كل أنحاء العالم. انتقلت الإثارة والحماس إلى فيسبوك وإنستغرام وتويتر كصفحات مثل نساء الأرض و طب النساء الطبيعي و الولادة بسرور، كل ذلك لبناء مجتمعات عبر الإنترنت لتشجيع النساء لتبني التقاليد والأساليب القديمة ومشاركة تجاربهن مع الآخرين ومناقشة علم التشريح الخاص بالنساء في مسعى لحل مشكلة الحديث عن المحرمات المحيطة بالمهبل.

تُقدم هذه الحركة بديلًا طبيًا للحالات الإنسانية وتشجع النساء بدلًا من ذلك لاستكشاف العلاقة بين العقل والجسم والأرض. فمن استخدام النباتات وجذورها لعلاج العدوى والالتهابات، إلى التعرف على العلاقة بين دورات القمر والحيض (الدورات الشهرية). توحي هذه الصفحات للنساء لإعادة أجسادنا لنا مرة أخرى.

بابلا بيريز سان مارتن، امرأة من تشيلي ولها جذور في إحدى هذه المجتمعات عبر الإنترنت يدعى مشروع “الولادة الطبيعية”. أصدرت مؤخرًا كتابًا بعنوان “مقدمة تمهيدية لطب النساء والتوليد الطبيعي”. ترعرعت بابلا في ريف فالبارايسو/تشيلي. وتعلمت في سن مبكرة على يد جدتها عن الأرض وعلاجاتها الطبيعية. وعندما كبرت في السن، بدأت عملية استكشاف حول أمريكا اللاتينية حيث التقت العديد من المجموعات النسائية من السكان الأصليين اللاتي شاركنها معرفتهن وتجاربهن من خلال كلماتهن.

تتميز مدونة بابلا بمقالات مثل “تزيد الدورة الشهرية (الحيض) من رغبتي الجنسية” و “من الجسد إلى الجذور” و “السوائل المهبلية: واقٍ صامت”. وضحت بابلا بأن هدف هذا المشروع ليس تشجيع الناس عن التخلي عن مهني الطب، وإنما ليكونوا على معرفة بكل الإحتمالات المتاحة، وأن يكون لديهم نوع من التوعية الأساسية لهذا الموضوع.

«النص الأصلي:El poder del autoconocimiento es fortísimo; nos entrega herramientas y saberes que antes permanecían ocultos o más bien olvidados. Vernos, sentirnos y comprendernos a nosotras mismas desde una óptica propia, fuera de la estandarización social, nos ayudará en la conexión, valoración y disfrute de nuestra sexualidad.»

«ترجمة:“التوعية الذاتية مهمة جدًا، حيث توفر لنا الأدوات والمعرفة التي كانت في الماضي مخفية أو حتى منسية. رؤية أنفسنا، ولمس وفهم أنفسنا من خلال أعيننا خارج العادات والأعراف الاجتماعية تساعدنا في الاتصال والانتباه والاستمتاع بحياتنا الجنسية.”»

بينما تسارع العديد من النساء للذهاب إلى الصيدلي عند أول إشارة لعدوى خمائر المبيضات، تنصح بابلا باستعمال الثوم أو اللبن الطبيعي لعلاج العدوى وجذور نبات خاتم الذهب للحكة. فبدلاً من الاغتسال باستعمال أنواع الصوابين الخشنة القاسية، فماذا عن استخدام المنقوع المتكون من أوراق التوت والجذور الطازجة من الزنجبيل وأزهار نبات القيصوم الألفي الأوراق؟ تحدثت عن أحد الابتكارات الذي أصبح مألوفاً على مستوى العالم وهو كأس الطمث/الدورة الشهرية، ووصفته ‘بصحي ونظيف ومريح وكبديل بيئي للفوط الصحية القطنية‘. حتى أنها قدمت توجيهات عن كيفية صنع فوط صحية نظيفة صديقة للبيئة.

لعودة الحياة الجنسية الصحية إلى أصولها، قدمت المجتمعات أكثر بكثير من مجرد الدروس عن مزايا طب النساء والتوليد الطبيعي — هناك أيضًا حس أنثوي في تمرير الحكمة من جيل إلى جيل لتوعية النساء.

شرح مقال في مدونة طب النساء والتوليد الطبيعي:

«النص الأصلي:Nunca jamás la mujer necesito un/a médico para desarrollarse sexualmente, procrear, vivir libre, y sanamente … Es la realidad que se vivió y se continúa viviendo en muchas partes del mundo …[tal como en las] comunidades Quichua y Shuar de la selva del Amazonas en Ecuador, en donde las mujeres suelen parir solas, en la mayoría de los casos sin parteras, sin dolor, sin miedo, sin cesáreas, sin muertes»

«ترجمة:“لا تحتاج النساء إلى مساعدة طبية لصحتهن الجنسية ومن أجل الإنجاب وعيش حياة مستقلة وصحية. لقد كان ذلك، وما يزال مستمراً الآن واقع النساء في أجزاء مختلفة من العالم كما هو الحال في مجتمعات كيتشوا وتشوار في أدغال الأمازون حيث تلدُ النساء في معظم الأحيان وحدها، وفي معظم الحالات بدون تدخل طبي من قبل القابلات، ودون ألم وخوف وعمليات قيصرية، ودون موت.”»

مصادر[عدل]