في رسومات ليوناردو غونزاليس الكئيبة، ينبض الحنين وواقع الحياة
الأربعاء 8 مارس 2017
ليوناردو غونزاليس رسّامُ كُتِّبٍ فنزويلي يعيش في برلين. يتميز عمله بالخصوصية فهو يُظهر كيف يُبدو بلده الأم ويُقَيَم من الخارج، ويُقدم في الوقت ذاته رُؤيَته الخاصة للأحداث التي أثرت به هناك في أوروبا، تلك التي أصبحت بلده الآن.
وصف المنتج والكاتب سيزار إلستير عمله على النحو التالي:
«النص الأصلي:(…) a tropical-punk, realistic universe in which carefully written, beautifully drawn-yet-fucked-up characters constantly go through a wide range of gloom emotions.»
«ترجمة:(…) مُعارِض مجازي وعالمٌ واقعي مكتوبٌ بعناية تسكنه شخصيات مشوشة تَعيش، بالرغم من تصميمها البديع، مجموعةً واسعةً من المشاعر السلبية.»
خَلقُ شخصياتٍ مستوحاةٍ من واقعه الخاص أسهل، بالنسبة إليه، من التحدث عن شيءٍ ما بكلماتٍ بسيطة. وكَحالِ كثير من الأشخاص الذين تركوا ديارهم، يعيش غونزاليس حالتين متناقضتين؛ فهو يعيش بحاضرِ مُهاجرٍ وفي ماضٍ تركه خلفه، كالأصدقاء والعائلة والأماكن التي يشتاقها، لكن وما أن يتعلق الأمر بفنزويلا، ينبغي أن يُضاف إلى هذا الحنين قلقٌ مرتبطٌ بالأزمة العميقة التي يواجها البلد حاليًا.
رسومات غونزاليس قويةٌ واستفزازية، تسكنها مخلوقات مقترنة بالحاضر والماضي، تعيش هاجسي الحنين والفرح الهش الذي يستمد صلابته من الورق والحبر اللذان يدعماهُما. وضح غونزاليس هذا الموضوع للأصوات العالمية عبر البريد الإلكتروني:
«النص الأصلي:Ahora estoy creando sobre mi país porque me afecta personalmente y me duele que mi familia y amigos estén mas flacos que antes, literalmente [Dibujar] es lo mínimo que puedo hacer para darles ánimo. Mucha gente ha encontrado su voz en mis imágenes y [eso] me incita a seguir hablando por ellos.»
«ترجمة:أعملُ حاليًا على إنتاج شيء ما عن بلدي فهو أمر يمسني شخصيًا إذ يؤلمني أن أرى عائلتي وأصدقائي أكثرُ ضعفًا من ذي قبل، وأقل ما يمكنني فعله لتشجيعهم هو الرسم. فقد وجد كثيرُ من الناس أنفسهم في رسوماتي وهذا ما دفعني للاستمرار بالتكلم نيابة عنهم.»
إذا ما وجدنا بين رسومات غونزاليس أعمالًا تَعكِسُ ظروفًا معقدةً رواها الفنان بصورة واحدة، فإننا سنجد بالمقابل أعمالًا أخرى تتشارك فيها مجوعة من الصور بسرد قصص أطول؛ كما هو الحال في عمله “ليلة في الخارج” (2015) التي تروي كيف عاش شابان هجمات 13 شباط/ فبراير 2015 في باريس وتبعاتها في برشلونة بإسبانيا.
تُعَبِرُ شخصيات غوازاليس عن نفسها، عندما تتحدث، بخليط من الاسبانية والإنكليزية على حد سواء كما لو أنه ليس ثَمَةَ فرقٌ بالنسبة إليه بين هذه وتلك، كما تتمازج قصصه ورسوماته لفنزويلا أو لأوروبا مبينةً لنا كيف نَرى العالم من خلال نافذةٍ مرسومةٍ وموقعةٍ بِاسمِه.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «في رسومات ليوناردو غونزاليس الكئيبة، ينبض الحنين وواقع الحياة». الأصوات العالمية. 8 مارس - آذار 2017.
شارك الخبر:
|