في ذكرى أحد رواد الحقوق المدنية للأمريكيين الأصليين، ليهمان برايتم
الثالث 1 أغسطس 2017
توفى رائد من رواد الحقوق المدنية للشعوب الأمريكية الأصلية يوم الأحد في 18 يونيو/حزيران من عام 2017 في والنوت كريك في كاليفورنيا، ناهيًا بذلك حياة من النضال والثورة لاستعادة تاريخًا مفقودًا.
وُلد ليهمان، مواطنًا من الأمريكيين الأصليين من قبيلتا السيوكس والكريت، في أرض نهر شايان لقبائل السوكسعام 1930. كان برايتمان قائدًا عسكريًا ومُنظم لحقوق الأمريكيين الأصليين خلال فترة الستينيات والسبعينيات، وعمل بعد ذلك معلمًا في علم الاجتماع والتاريخ في منطقة باي بسان فرانسيسكو.
حظت وفاته وحياته وتراثه بتغطية قليلة من قِبل وسائل الإعلام الرئيسية مما يدل على واقع كفاح الأميركيون الأصليون من أجل الحصول على الاعتراف والعدل في الولايات المُتحدة. وعلى الرغم من أن كثيرًا ما يُكتب عن الأمريكيين الأصليين في ملاحظات أسفل الصُحف أو في الصفحة الخلفية من الجرائد فحسب إلا أن حياة برايتمان وتاريخ حركة الحقوق المدنية للأمريكيين الأصليين تُعد بمثابة شاهدٍ على حيوية وقوة ذلك السعي الدؤوب لتحقيق العدالة.
وكثيرًا ما استخدم برايتمان عبارة “القوة الهندية” وآمن بأنه من المُبرر استخدام القوة العسكرية آخذًا في الاعتبار التاريخ الطويل للولايات المُتحدة الحافل بتعرض الأميركيين الأصليين للإبادة وسوء المعاملة على يد حكومة الولايات المتحدة. استخدم برايتمان لغة حازمة وفضَّل عدم أخذ أسرى، وقد تجلى ذلك في كلامه وأفعاله مما أعطى حسًا بالقيادة الحازمة والكرامة للأميركيين الأصليين مما كان مشابهًا لما فعله مالكولم إكس. لم يكترث برايتمان “بالصواب السياسي” على الإطلاق بل بالأفعال، فلقد أعلن في حديثٍ له أمام حشد في عام 196: “نحن ندعو أنفُسنا بالأميركيين الأصليين لأن شخصًا معتوهًا ظن أنه وصل إلى الهند فسمانا “هنودًا”.
في صيف عام 1968، أسس برايتمان حركة الأمريكيين الأصليين المُتحدين (UNA) في منطقة باي في سان فرانسيسكو، وقال برايتمان أنه أسس تلك الحركة “لرفع مستوى الوعي بحق الجحيم وبالفعل قُمت بذلك”.
في 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1969، شارك برايتمان في استعادة جزيرة الكاتراز فبدأ احتلالً رمزيًا للجزيرة استغرق تسعة عشر شهرًا لاستعادة حقوق الأمريكيين الأصليين واستعادة أراضيهم، وحتى ينظم جبهة موحدة من أجل بدء حركة جديدة. كان سبب ذلك الاحتلال هو إحساس الأمريكيين الأصليين الآخذ في التزايد بأن القيام بعمل مُتشدد هو الحل الوحيد لسنوات من الإهمال والقمع من قِبل الحكومة الفدرالية. في وقت سابق في أغسطس/آب عام 1970، قاد برايتمان مجموعة من النشطاء لاحتلال جبل راشمور.
يُظهر هذا الفيديو من عام 1970 الموقف الحازم لبرايتمان وللجماعات التي انضمت له. تُصور اللقطات حيوية وأمل العصر، وتتناقض بشدة مع المعلومات السخيفة التي تنشرها وسائل الإعلام.
في عام 1976، اقتحم مكتب التحقيقات الفدرالية (FBI) منزل برايتمان بعدما قام بإيواء الناشط من حركة الهنود الأمريكيين، دينيس بانكس، الذي كان هاربًا من العدالة في ذلك الوقت. حظت القضية باهتمامًا قوميًا، ولم يعبر برايتمان عن إحساسه بالندم عما فعله بل إنه كثيرًا ما كان يُخبر طلابه عن تلك القصة عندما أصبح أُستاذًا جامعيًا.
لقد كنت واحدًا من هؤلاء المحظوظين بما فيه الكفاية الذين حضروا محاضرات لبرايتمان، الذي كثيرًا ما كان يُزيد من روعة نقاشاته عن تاريخ الولايات المتحدة بحديثه عن تجاربه الشخصية أثناء خدمته في حرب كوريا، ولقد حدث ذلك خلال فترة الستينيات وحين إذٍ تحدث بصراحة عن سلوك السلطات الفدرالية.
وتُذكرنا الأحداث التي وقعت مؤخرًا في ستاندينج روك بأنه مازالت الشعوب الأصلية الأمريكية تواجه الظُلم حتى يومنا هذا في الولايات المتحدة. إن رفض برايتمان للتواكل بالإضافة إلى سعيه الدؤوب من أجل الكرامة عبر القيام بأفعال مباشرة ومن أجل التغيير عبر المواجهة يعد بمثابة درسًا مًستفادًا للحاضر والمستقبل، ولاسيما للمجتمعات ذات التنوع العرقي وشعوب العالم الثالث.
لا يُمكن لتلك النبذة المختصرة عن حياة برايتمان أن تُحقق العدالة له أو لتراثه الهائل بما فيه الكفاية، لكن أنا آمل بأن تلك النبذة ستشجع هؤلاء الذين لم يعرفونه للاستلهام من أعماله ومن التاريخ الاستثنائي للنشاط والمقاومة من قِبل الشعوب الأصلية الأمريكية في الولايات المتحدة.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «في ذكرى أحد رواد الحقوق المدنية للأمريكيين الأصليين، ليهمان برايتم». الأصوات العالمية. 1 أغسطس - آب 2017.
شارك الخبر:
|