فلسطين: سياسات إصدار جوازات السفر

من ويكي الأخبار

الثلاثاء 24 أغسطس 2010



تأصل العداء بين حكومة حماس في غزة ونظيرتها الفتحاوية في رام الله في العديد من المجالات، من التعليم إلى الكهرباء. والآن هذا يؤثر في قرارات إصدار جوازات السفر، وتضرر مدون في غزة من هذا الموضوع.

منذ إنشاء السلطة الفلسطينية تحت رعاية اتفاقية أوسلو في عام 1993، كانت جوازات السفر الفلسطينية تُصدَر للمقيمين في غزة والضفة الغربية. وحتى عام 2007، كانت تُصدَر كل جوازات السفر من مقر وزارة الداخلية في غزة، ولكن عندما تولت حماس السلطة في غزة، نقلت السلطة الفلسطينية في رام الله السجل المدني إلى سلطتها. بالإضافة إلى ذلك، فقط منعت إرسال جوازات سفر خالية البيانات إلى غزة. كانت الحكومة في غزة تجدد جوازات السفر لبعض الوقت، حتى عام 2009، فقد أصدرت السلطة الفلسطينية جوازات سفر جديدة سوداء (بدل الخضراء القديمة)، متوافقة مع أنظمة المسح الإلكترونية والمواصفات الدولية. وأيضاً مددت فترة الصلاحية من 3 إلى 5 سنوات.

والآن المقيمين في غزة مضطرين إلى طلب إصدار جوازات السفر من رام الله، مستعينين في ذلك بوسطاء يفرضون عليهم رسوماً طائلة. ومن الممكن أحياناً رفض بعض الطلبات، بسبب الانتماء السياسي والاعتبارات الأمنية المنصوص عليها من قبل المخابرات العامة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. رداً على ذلك، منعت حماس بعض أعضاء فتح من مغادرة غزة، و صودرت جوازات سفرهم بواسطة الأمن الداخلي التابع لحماس.

أدى كل ذلك إلى معاناة الغزاويين من التأخير في إصدار جوازات السفر ورفضها وذلك يشمل حالات مرضية تستلزم العلاج الطبي الغير متوافر في مستشفيات غزة الغير مجهزة، وأولئك المسافرين للحج والعمرة، مثل المدون خالد صافي:

«النص الأصلي:فنلندا الدولة الأولى على مستوى العالم التي تكفل للمواطن حق قانوني لاستخدام الانترنت في منزله بسرعة 1 ميجا/ثانية، وفلسطين (الدولة) الأولى على مستوى العالم التي تُسقط حق المواطن في الحصول على جواز السفر الفلسطيني، خصوصاً إن كان من سكان قطاع غزة.

[…]

تقدمت في مايو – مثلي مثل العالم والناس – بطلب تجديد جواز السفر الفلسطيني؛ كيما أبر بوعدي لوالدتي الفاضلة ونعتمر سوياً في شهر رمضان المبارك، واتبعت كافة الإجراءات المطلوبة، دفعت رسوم البريد ومستحقات تجديد جواز السفر، و.. وانتظرت

وإذ بالرد يأتيني عن طريق صاحب المكتب بعد أقل من شهر (مرفوض).»

«النص الأصلي:نعم.. لقد رفضت حكومة رام الله إصدار جواز السفر لي بحجة “السلامة الأمنية“، لأنني أمثل خطراً أمنياً، بسبب انتمائي السياسي، أو عملي، أو لون شعر لحيتي أو لأنني من غزة.

كلمة غزة مفردة في حد ذاتها تهمة لمن ينطق بها، ومن ينتمي إليها خارج عن القانون، ومن يقطن فيها إرهابي حتى وإن لم يكن بلحية، ولابد من فحص كل ما يخرج منها بأجهزة إشعاعية عالية التردد للتأكد من تمام موافقتها للمعايير المنحطة والمقاييس المنحازة لهؤلاء وزمرتهم.

كنت أظن أنني الشقي الوحيد، الذي طالته قبضة (مرفوض) بسطوتها، وانفردت تلوك معاناتي بطغيانها، فانزويت ألملم مأساتي وحدي، أبتهل لربي أن يفرج كربي، وما هي إلا أيام وتناثرت القضايا من حولي واتسعت رقعة المعاناة لتضم شريحة أعظم، فتشمل أطباء ومرضى، أكاديميين وطلاب، معتمرين وحجاج، وجمع غفير من المواطنين، الذين كانوا يعتقدون أن لهم الحق في الحصول على جواز سفر فلسطيني.»

«النص الأصلي:حلول شتى تبرع بها مستشارو القضايا السياسية العالقة في غزة، وهم كثر، فريق منهم أكد أن الخلل يكمن عند مكاتب السفر التي تدبر الأمر بليل، وتحيك المؤامرة مع منتفعين “ليلهطوا” رسوم البريد ومصاريف التجديد، ورشح فريق آخر أسماء مكاتب بعينها للتسجيل عندها لعلاقتها وقربها من أصحاب القرار هناك، في حين ركز ثالث على سلوك الشخص وهيئته، فلضمان الحصول على جواز السفر- من وجهة نظره – لابد أن تلبس “الهبز” وفي يدك “علبة فايسروي” وتزيل لحيتك “بالحلاوة” لو أمكن، وتعطي الانطباع لأصحاب التقارير في منطقتك أن عقدك انفرط وحالك انفلت وبين ليلة وضحاها أصبحت “حبتي” مثلك مثل أي صايع يحترم نفسه، وحمّل الفريق الأخير القضية على شماعة الانقسام وطالب بالإسراع في إزالته والعمل على متطلبات الوحدة، ورأب الصدع وإزالة الخلاف بين الأخوة، لتسير عجلة السلام.. و.. وبقية المصطلحات الأعجمية على قاموسي.»

«النص الأصلي:وفي مبادرة يائسة أصدرت الحكومة في غزة قراراً بتجديد الجوازات لمدة عام لمحاولة التخفيف عن أصحاب الاحتياجات الطارئة للسفر، خصوصاً المعتمرين، بعدها مباشرة جاء قرار رفض “التفييز” للجوازات الخضراء من المملكة السعودية، بحجة أن تجديدها لم يكن من حكومة رام الله حسبما هو متفق عليه.

مطية أولئك الأشقياء في المقاطعة السوداء أن الرفض مرهون بالانتماء السياسي؛ لذا عندما تسمع أحدهم يخاطبك عبر الشاشة يزعم دعمه لأهل غزة وصمودهم، فاجمع في فمك ما قدر الله لك من لعاب، وامزج ذلك بما علق في حلقك من مخاط، وبكل ما أوتيت من قوة أطلق لها العنان بلفظة واحدة:

“اتفوووووووه“»

شكراً ل هشام و أنش قطيش لمساعدتهم في هذه المقالة.

مصادر[عدل]