فلسطين: الاحتفاظ ببعض الإحساس بالإنسانية في غزة
الخميس 2 أكتوبر 2008
مع تدهور الوضع في غزة، لا ينازع الكثيرون المصاعب الهائلة للحياة اليومية فقط، بل أيضاً تغير القيم الذي يشاهدونه حولهم في مجتمع يسود فيه التفكير الإسلامي. يكتب مدون من غزة صرخة يأس مشحونة بالعواطف في التدوينة التالية:
يصف Averting Depression حالته الفكرية:
«النص الأصلي:ندما أحاول أن أعزي نفسي بوجودي في البقعة من الأرض ؛ و عندما أحاول أن أرفض هواجس الرحيل من هذا المكان الذي أنتميت له أربعين عاما بالتمام بحكم الميلاد , و من ثم بحكم االمعاناة و الإنحياز لها , و بحكم الأحلام و السجائر و العرق و الدم ؛ و عندما أتشبث بفكرة : ” تشاؤم العقل و تفاؤل الإرادة ” التي تلازمني منذ عشرين عاما؛ و عندما أختار أن أنحاز لإنسانيتي قبل أي شئ و كل شيء ؛ و عندما أحاول ألا أخوض في وحل غزة و مجاريها , فأن فكرة أن أكون مواطنا عالميا في غزة تداهمني إلى حد الجنون , محاولا التغلب على جنون الواقع الذي ظهرت تجلياته بجنون منقطع النظير عندما إنتصر السيف و البشاعة على كل أمل بالأفضل قبل عام في غزة .»
«النص الأصلي:هل لي أن أكون كوسموبوليتينيا في غزة وسط هذا القحط القاتل و الحصار الظالم و البشاعة التي تأبى أن يكون لها نظيرا. أحاول أن أحافظ على قيم ما و ألا أفعل ما يفعل الرومان عندما أكون في روما , و لكن هل أستطيع و غزة و هوائها المغموس بالماء يحاصرني من كل فج و ميل , و هل لي و قيمها الهلامية تلتف حولي من الأمام و الخلف و من فوق و من تحت .
هل لي ؟؟ ليس أمامي سوى ذلك لأعيش فيها و لها غير راكلاً أحلامي أو قاتلا لها بومضة فكرة جريئة أو بقرار متهور . ليس لي إلا أن أحافظ على إنسانيتي وسط هذا الركام من البشاعة.»
يحلم Averting Depression بكابوس فظيع بعد كتابته لهذه التدوينة يتركه باكياً يذرف الدموع، ويتساءل إن كانت التدوينة سببت هذا:
«النص الأصلي:قد تكون كلمة كوسموبوليتي هي الذنب و هي الجريمة التي ارتكبته قبل الحلم / الكابوس بدقائق أو ساعات . تعرفت على الكلمة أول مرة عندما قرأت المانفيستو قبل أكثر من عشرين عاما , و كانت قرأتي السريعة للأيديولوجيا تسقط على هذه الكلمة بعدا سلبيا على ما أذكر . و أستخدام الكلمة هنا في واقعنا الذي نغوص فيه في الوحل/ المجاري هنا في غزة إلى درجة الغرق قد يوحي بالهروب من الواقع الذي طالما تفاخرت بالتشبث به و الانتماء له.»
«النص الأصلي:هل استطيع هنا في غزة تسمية الاستشهاد بالانتحار؟ هل استطيع هنا أن نسمي البلادة باسمها أم أنها الدفاع عن الحياة في واقع تقطع فيه رؤوس كل من يتنحنح؟ هل نستطيع أن نسقط دراسات الغرب عن مجتمعات محددة و واضحة المعالم على مجتمع هلامي الشكل ؟ هل نستطيع أن نسقط قيم الثقافة الكونية على واقعنا المحلي؟
العقل و الفم مليئان بالأسئلة التي تتكاثر كما تتكاثر الأرانب, و العقل عقيم عندما أحتاج الاجابات .»
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «فلسطين: الاحتفاظ ببعض الإحساس بالإنسانية في غزة». الأصوات العالمية. 2 أكتوبر - تشرين الأول 2008.
شارك الخبر:
|