انتقل إلى المحتوى

شركات التكنولوجيا في الصين على استعداد للتفوق في الذكاء الاصطناعي، ما المقابل؟

من ويكي الأخبار

الأثنين 11 سبتمبر 2017


أدركت شركات التكنولوجيا في الصين مكانتها المتقدمة بما يخص مجال تطوير الذكاء الاصطناعي، متلّقين الدعم الكامل من قِبل الحكومة الصينية للاستمرار بتفوقها اعتبارًا من هذا الصيف.

وعلى إثر هذا الدعم قام مجلس الدولة الصيني في نهاية شهر يوليو/تموز بوضع خطة توضح دور الدولة في تشجيع تطوير الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030 عن طريق تأسيس مكتب أبحاث خاص داخل وزارة العلوم والتكنولوجيا.

وأدت الخطة الشاملة التي وضعتها الحكومة الصينية والتي أطلقت عليها اسم ” مشروع الذكاء الاصطناعي 2.0″ إلى استثمار ملايين الدولارات في مجال الأبحاث، وإنشاء المشاريع الجديدة، ومشاريع متقدمة خاصة بالجيش، تهدف إلى وضع الصين في الصدارة بما يخص مستقبل تطوير الذكاء الاصطناعي.

لكن مثل هذا التطور السريع لابد أن يعود بآثار عكسية على حد تعبير تغريدة نشرها مستخدم حساب bluebird0605@ على موقع تويتر:

«النص الأصلي:和很多从美国归来的人工智能从业者聊,都会涉及到一个命题:在他们看来国内对于新技术的包容度更大,比如人脸识别的广泛应用,在国内做起来就比较容易。但这个命题的另一面则是:难道不是因为国人对于自身权利的漠视,才「成就」了你们这样的成功么?

— 未完成 (@bluebird0605) August 16, 2017»

«النص الأصلي:قمت بإجراء حوارات مع خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي قادمين من الولايات المتحدة، وقد أشاروا إلى أن الصين تتخذ موقفاً أكثر انفتاحًا تجاه التكنولوجيا الحديثة، على سبيل المثال فإن تفعيل تكنولوجيا “التعرف على الوجه” ميسّر في الصين أكثر منه في أي مكان آخر في العالم. ومن جهة أخرى ألمحوا إلى أن نجاح الصين في هذا المجال إنما يعود لقلّة تركيزهم على حقوق الفرد.»

في السنوات الأخيرة انضمت الصين إلى الولايات المتحدة بمجال تفعيل وإجراء الأبحاث فيما يخص الذكاء الاصطناعي، وهو ما تم إثباته في المؤتمر السنوي لجمعية النهوض بالذكاء الاصطناعي المنعقد عام 2017 والذي عرض قائمة طويلة لشركات ومطورين صينيين هذا العام بعد هيمنة سابقة من قِبل الولايات المتحدة.

قال الأستاذ الجامعي في هونغ كونغ “ويلي وولاب لام” ناقلًا عن حساب bluebird0605 عندما وصف حركة التطور:

«النص الأصلي:يؤكد الخبراء الصينيون والأجانب امتلاك الصين لأنظمة المراقبة المفعلة الأقل كلفة والأكثر تقدماً على مستوى العالم. والسبب في ذلك هو امتلاك الصين للسوق الأسرع انتشاراً في مجال أنظمة التعرف على الوجه والأنظمة المماثلة. بالإضافة إلى غياب اللوائح والقوانين الخاصة بحماية الخصوصية للمواطن الصيني.»

وقد علم باحثون وبعض رواد الإنترنت باستخدام السلطات الصينية أنظمة الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية الرقابة على المطبوعات لفترة معينة. وأشار باحثون في “سيتزن لاب” التابع لجامعة تورينتو في تقرير لهم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016 أن الرقابة على الكلمات الرئيسية أصبحت “ديناميكية” على حد وصفهم والتي انعكست على الأحداث الراهنة والقضايا العامة على مواقع التواصل الاجتماعي ويعود الفضل في هذا إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي. وقام “ستزن لاب “مؤخراً بتقديم أدلة مثبتة عن أن الرقابة الموجِّهة للذكاء الاصطناعي تقوم بتصفية تزامنية للصور في المحادثات الفردية.

وقد أصبحت الرقابة بجميع أشكالها عنصراً مهماً في هذه المبادرة؛ حيث أطلقت الصين من خلال منظمة الأمن القومي المركزي شبكة رقمية شاملة من أجل تدعي الاستقرار والأمن، وتعد هذه المنظمة التي تأسست عام 2013 تحت قيادة الرئيس الصيني “زي جينبنغ” أعلى مؤسسة أمنية في البلاد.

وأنشأ الرئيس الصيني “زي” اللجنة المركزية الرائدة المعنية بالعالم الإلكتروني، والمرتبطة مباشرةً باللجنة المركزية الخاصة بالأمن الإلكتروني والمعلوماتي والتي يترأسها الرئيس “زي” للقضاء على العناصر المزعزعة للاستقرار في هذا العالم.

وقد أصبحت أنظمة التعرف على الوجه منذ ذلك الحين مصدراً رئيسياً للبيانات الضخمة في الصين كما ذكرت صحيفة ستيزن نيوز ومقرها هونغ كونغ:

«النص الأصلي:全國各大城市在過去七、八年間在繁忙的地方如機場、火車站、地鐵、公路與街道交叉點、以及大型寫字樓與商場設置了一億七千多萬個攝錄器;北京準備在2020年前把這些監視與「收料」設備增至四億多台。[…]大陸媒體上最近不少報道各城市交通警察如何利用人臉辨認軟件鎖定不守交通規例的駕駛人士與不看紅綠燈的過路者。但來自民運人士的消息說,異見分子的臉部特徵已進入全國偵查網的信息庫,即使他們採取嚴謹的保密措施,但影像在機場、地鐵或交通要道的間諜攝影器材出現後,附有人臉辨認功能的大電腦便會馬上把資料送到公安部。»

«النص الأصلي:قامت المدن الرئيسية في الصين بوضع أكثر من 170مليون كاميرا على المطارات ومحطات القطار وقطارات الأنفاق والطرق السريعة والرئيسية وأبنية المكاتب ومراكز التسوق، خلال سبعة أو ثمانية أعوام سابقة. وسيرتفع عدد أجهزة المراقبة إلى 400 مليون بحلول عام 2020. وذاع خبر في الصحف المحلية الصينية أن شرطة السير استعملوا نظام التعرف على الوجه لتحديد المشاة المخالفين لحركة السير. على الرغم من أن بعض الناشطين قالوا أن الشرطة الصينية تمتلك قاعدة بيانات لوجوه المخالفين وفي حال تم ظهور وجوههم على كاميرات المراقبة في المطارات وقطارات الأنفاق والطرق الرئيسية فإنه يتم إرسال معلومات إلى مركز الأمن العام.»

ونظرا للتعاون الكامل من قِبل مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع التجارة الإلكترونية فإن هذا النظام يمكّن السلطات العليا في البلاد بإحكام قبضتها على بيانات المواطنين ومعرفة الميول السياسية لكل فرد يشارك في الحياة العامة على أرض الواقع أو عبر شبكة الإنترنت.

أما عن خطة الحكومة بالنسبة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، فإنه و بحلول عام 2020 ومن أجل الوصول للهدف المطلوب، من المتوقع أن ترتفع القيمة المركزية للصين في مجال الذكاء الاصطناعي إلى 150 مليار ين صيني (حوالي 22 مليار دولار أمريكي) وفي المجالات المرتبطة به إلى ما يقدّر بتريليون ين صيني (حوالي 148 مليار دولار أمريكي)، وتشجع الخطة العمل مع منظمات أكاديمية أجنبية ومجموعات من القطاع الخاص لتمويل الأبحاث وإنشاء المشاريع. وسيتكفل الوقت وحده بإثبات نجاح هذه الشراكة أو تفاقمها إلى أزمات فيما يتعلّق بحقوق الفرد.

مصادر

[عدل]