سوريا: الزواج من اللاجئات..عندما تغتصب الضحية بدلًا من انقاذها
الأحد 30 سبتمبر 2012
هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة ثورة سوريا
طال أمد الثورة السورية وامتدت نتائجها إلى اللاجئين الهاربين من العنف الدائر في سوريا وبشكل خاص النساء اللواتي يدفعن ثمن مضاعف كضحية للعنف في تلك الصراعات المسلحة. يساعد في ذلك أيضاً البيئة الاجتماعية الذكورية التي دائما تستغل ضعف المرأة لأجل مصالحها. تتعرض الفتيات السوريات النازحات في الأردن وليبيا وتركيا ولبنان لضغوط الزواج القسري من سوريين أو عرب بحجة الستر لهن بأي ثمن.
في هذا السياق تداولت شبكات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة أخباراً عن انتشار ظاهرة الزواج من لاجئات سوريات وأحياناً حملات لتزويجهن بدواعي “السترة”.
وردت لصفحة “ سوريات مع الثورة“، والتي أنشئت لدعم الثورة السورية، العديد من طلبات الزواج من “شباب عرب يريدون الزواج من لاجئة سورية لسترتها”.
كتب رامي من الأردن:
«النص الأصلي:مرحبا انا رامي من الأردن عمري 25 وارغب في اازواج من فتاة سورية ونا واللة جاد جدا وارغب في الستر والحمدلله عندي بيت وراتبي منيح والحمدلله»
الرد لم يأت متأخراً فكتب العديد من السوريين ردوداً تبدي انفعالهم الشديد وغضبهم من استغلال ظروف عائلات اللاجئين من أجل عقود ومقايضات الزواج. من جهة أخرى امتدت الظاهرة إلى ليبيا، حيث يتحدث لاجئون سوريون عن ظاهرة تتمثل في قيام ليبيين بطرق أبواب منازل اللاجئين السوريين بحثا عن فتيات للزواج مقابل مبالغ مالية.
في حين كتب هلال السمرقندي على فيسبوك:
«النص الأصلي:أقلها هلا ركزت في دعمهن للحصول على ضروريات الحياة ثم اطلب يدها حرة إن أردت، أما استغلال تشردهن وفقدان ضرورات الحياة لديهن فلست بخير من بشار.
لعن الله من لا يحركه الا فرجه.»
وأكدت مدونة نباريس على وجود مكاتب سرية “لزواجات السترة” للسوريات في بنغازي، حيث يتحدث اللاجئون سوريون عن ظاهرة تتمثل في قيام ليبيين بطرق أبواب عائلات سورية للبحث عن فتيات صغيرات للزواج منهن فضلاً عن وجود مكاتب تعمل سراً. بينما كتبت مدونة شؤون ليبية تحت عنوان: “معاناة مزدوجة للاجئات سوريا.. حرب تمزق الوطن وعروض زواج شبيهة بالإكراه”:
«النص الأصلي:…دكاكين أبو حمد، [ وهو رمز لـ”تاجر نساء” في الأردن والجزائر وليبيا والعراق اختاره أحد الكتاب السعوديين الذين انتقدوا ظاهرة استغلال السوريات اللاجئات من قبل خليجيين وعرب] العربي المتدين الذي يتاجر بالنساء معززا بفتاوى الفقهاء، بدأت انتشارها مع اشتداد الحرب في سوريا، وسرعان ما وجدت زبائنها من الشباب والشيوخ راغبين في الزواج بالسوريات، “لسترهن” أو للتكفل بهن من منطلق أنهن لاجئات لا عائل لهن….. وغالبا ما يتم الزواج بالسوريات اللاجئات بمهور زهيدةحيث لاتملك عائلة العروس إلا القبول نظرا لظروفها الصعبة وبحثا عن “السترة” وحرصا على شرف البنات والعائلة.»
في حملة لدعم اللاجئات السوريات في مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة لسوريا، قام بعض الشباب السوري بإنشاء صفحة فيسبوك تحت اسم: لاجئات لا سبايا وتلخصت مهمة هذه الحملة:
«النص الأصلي:لحماية حقوق المرأة السورية..
لمحاربة امتهان قيمة المرأة السورية..
لدعوة المجتمع الأهلي ورجال الأعمال لدعم المرأة السورية..
لاجئات لا سبايا.. لأن السوريات انتفضن لأجل كرامتهن لا ليكونوا بضاعة رخيصة في سوق النخاسة تحت مسيمات الزواج والسترة..
شاركونا في دعم حملة ” لاجئات لا سبايا»
وتساءل مؤيد اسكيف أحد منظمي الحملة قائلاً على صفحته على فيسبوك:
«النص الأصلي:دعوات الخليجيين للزواج من سوريات تعني أنهم ينظرون إلى نسائنا كسبايا ولكن بالمال.. إنه سوق نخاسة.. لإرضاء نزواتهم الجنسية وتحسين نسلهم على حساب كرامتنا وبعناوين فضفاضة..
أيها السوري اليتيم.. صرت قشة في قلب الريح..»
وسأل على جريدة زمان الوصل:
«النص الأصلي:إذا كانت النخوة والرغبة في المساعدة هي الدافع الحقيقي لدى راغبي الزواج فلماذا لم يهب هؤلاء إلى ستر الصوماليات أو السودانيات من أهل دارفور؟….وإذا كانت الدوافع انسانية بحتة كما يزعمون فليدعموا الشباب السوري الذي أجبرته الظروف على أن يظل أعزبا وهو لاجئ لا يجد قوت يومه.»
وأكد عبد الحق ،صاحب مدونة debdoupress أهمية الحملة لحماية الفتيات السوريات:
«النص الأصلي:…تهدف الحملة التي أطلقتها الناشطة السورية مزنة دريد تحت شعار( لاجئات لا سبايا) إلى توعية أهالي الفتيات ضد مخاطر هذا الزواج المغلف بعناوين دينية وقيمية اجتماعية، وتوجيه رسالة لبعض الشباب الخليجي والعربي ممن يعتقدون أن الزواج من سوريات طريقة معقولة للمساعدة بأن السوريين يرفضون المساعدة بهذه الطريقة، لأن المخاطر التي قد تترتب على هذا النوع من الزواج تتطلب رفضه.»
هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة ثورة سوريا
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «سوريا: الزواج من اللاجئات..عندما تغتصب الضحية بدلًا من انقاذها». الأصوات العالمية. 30 سبتمبر - أيلول 2012.
شارك الخبر:
|