زوجان شابان في مهمة لإنقاذ ألعاب القوى في باكستان
الخميس 9 يونيو 2016
جوَّاد فريد وفوزية صلاح الدين ليسا زوجين عاديين، فهما يعملان نهارًا كخبيرين في شؤون التأمين وإدارة المخاطر، أما ليلًا وفي أيام العطلات والإجازات، فيقضونها في مساعدة الرياضيين الشباب لتحقيق أحلامهم.
هذا ليس بالأمر السهل، لطالما عانى الرياضيون في باكستان بسبب شح التمويل أو الأوضاع السياسية. ففي عام 2014، لم تشارك باكستان في مسابقات ألعاب القوى ضمن دورة الألعاب الآسيوية في كوريا، بسبب الاقتتال الداخلي بين الجمعيات الرياضية. مبكراً هذا العام، أرجعت التقارير سبب الأداء السيء لباكستان في ألعاب القوى بدورة ألعاب جنوب آسيا إلى الفشل الإداري، حيث وصل الفريق قبل الحفل الافتتاحي بيوم واحد فقط بعد رحلة جوية استمرت 84 ساعة إلى الهند.
رغم ذلك، لم يقبل فريد وصلاح الدين بالوضع القائم. عمل الثنائي طوال العامين الماضيين على جمع التمويل اللازم لنادي ومضمار السند، وهو عبارة عن نادٍ رياضي خاص بألعاب القوى، مهمته تدريب الرياضيين الشباب في المناطق المدنية والريفية من إقليم السند. ليس هذا كل شيء، فقد عمللا على تجهيز الأمور بحيث يمكن لمشجعي ألعاب القوى في باكستان أن يتابعوا القصص الشخصية لهؤلاء الرياضيين وهم يتمرنون من أجل تحقيق أحلامهم في انجاز رياضي.
يتحدث فريد في مدونته عن أحد هؤلاء النجوم، عبد المعيد بلوش. القصة نسيج من كفاح مُعِيد وشغف فريد وإخلاصه تجاه هؤلاء الرياضيين الشباب:
«النص الأصلي:I had been following a group of kids with my camera for twenty one months. The Quaid-e-Azam games at Jinnah Stadium in Islamabad was
supposedly my last shoot. The documentary I had been working on was a private pet project. Over the year it had taken a life of its own to consume everything around me […] It is a story that I had been dying to tell all of my life. What is the charm of athletics? Why did I fall in love with it twenty nine years ago? What makes these kids run? Where do they come from? How do they handle the heart break of lost races and the stress of training? What makes them come back for more punishment, day after day? How can they show the world what running really means to them? Abdul Mueed is the perfect poster child for this tale. A footballer from Dalmia who hung up his cleats to run track for the first time in February 2015. He has come a long way from dusty football fields with his dreams. As he tells his story, sit down and take note. You first saw him here. God willing you will inshahallah see a lot more of him in coming years.»
«ترجمة:لمدة 21 شهرًا، كنت أتابع مجموعة من الأطفال بكاميرتي الخاصة. كان من المفترض أن تكون دورة ألعاب القائد الأعظم في ستاد جناح في إسلام آباد محطة التصوير الأخيرة. كان الوثائقي الذي أعمل عليه منذ فترة هو هوايتي الخاصة. على مدار العام، أصبح لهذا الوثائقي حياته الخاصة، وأصبح كل شيء بالنسبة لي. كانت قصةً رغبت طوال حياتي بالحديث عنها. ما هذا السحر الذى يحيط بألعاب القوى؟ لماذا أُغرمت بها منذ 29 عامًا؟ ما الذي يدفع هؤلاء الأطفال للعدو؟ من أين يأتون؟ كيف يتحملون غصة خسارة السباقات وضغط التمرين؟ ما الذي يجعلهم يعودون من أجل مزيد من العقاب، يومًا بعد يوم؟ كيف يمكنهم أن يظهروا للعالم ماذا يعني لهم العدو حقًا؟ عبد المعيد هو النموذج الأفضل لهذه القصة. لاعب كرة القدم من دالميا، الذي علق حذاء الكرة خاصته ليمارس العدو لأول مرة في شباط – فبراير 2015. جاء من مكان بعيد بأحلامه من ملاعب كرة القدم المغبرة. عندما يحكي قصته، أجلس وانتبه. لقد رأيته للمرة الأولى هنا. وبمشيئة الله سترى كثيرين مثله في الأعوام القادمة.»
يأتي بلوش من حي فقير ومُهمَل في كراتشي. كما يصفه فريد في الوثائقي الذي قاموا بتصويره: “دالميا هو حي فقير، محصور بين مصنع أسمنت مهجور وقاعدة بحرية.” ولكن لم يكن هذا كافيًا لإجباره على التوقف: ففي العام الماضي، فاز بثلاث ألقاب محلية. يعمل فريد حاليًا للتأكد من وصول بلوش وغيره لدورة الألعاب الآسيوية عام 2018. سيساعد الوثائقي الذي يضمه ورياضيين آخرين – والذي عمل فريد وصلاح الدين على تجميعه – في جمع التمويل اللازم وعلى ضمان أن يحصل هؤلاء الرياضيين الشباب على الاهتمام والتمويل اللازمين ليشاركوا في المناسبات المحلية والدولية.
قصة بلوش المشجعة هي عن شاب يسعى للحصول على تقدير دولي لبلاده. في الفيلم الوثائقي، يتحدث عن آماله، وطموحاته ودوافعه ليستمر في العمل على تحقيق أهدافه:
«النص الأصلي:It's nothing but hard work. I am doing hard training, but all I know is that I need to do this and I need to move forward.»
«ترجمة:تتلخص كل القصة في العمل الجاد. أنا أتدرب تدريبًا شاقًا، كل ما أعرفه أن هذا هو ما أحتاج أن أفعله والمضي قُدمًا.»
في تدوينة له على موقع فيسبوك، يتحدث طالب بكلية الحقوق عن قصة بلوش والدور المحوري الذي يلعبه نادي ومضمار السند:
«النص الأصلي:Sindh track and field coaches have done it again. Trained muheed towards excellency and helped him become the fastest man in Karachi. ❤️»
«ترجمة:لقد فعلها مدربي نادي ومضمار السند مرة أخرى. لقد دربوا مُعِيد وقادوه نحو الإمتياز وساعدوه ليكون الرجل الأسرع في كراتشي. ❤️»
يخصص المدربون: روما ألطف، وأحمد والي، وعبد الله شانديو، عطلاتهم الأسبوعية لضمان حصول الرياضيين الشباب على الوقت والتدريب الذي يحتاجونه لتصبح مشاركتهم في دورات الألعاب الإحترافية ممكنة.
ليس مُعِيد فقط، فقد تدرب رياضيون آخرون في النادي، ومنهم هبة خورشيد 12 عامًا، التي حصدت ثلاثة ميداليات ذهبية وحصلت على جائزة أفضل رياضية في بطولة ألعاب القوى بين المقاطعات التابعة لمجلس الرياضة الباكستاني. طبقاً للتقارير الإعلامية، تُعد هذه المرة الأولى في تاريخ ألعاب القوى للناشئين (تحت سن 16 و17 عامًا) التي تذهب فيها ألقاب أفضل رياضي على المستوى المحلي لرياضيين شابين من إقليم السند.
يجمع فريد وصلاح الدين المال أيضًا لإقامة سباقات دورية لتشجيع الرياضيين على التنافس. فماذا يمكن أن يشجع هؤلاء الرياضيين أفضل من وجود حشد من الناس يهتف لهم؟
تقول حريم سُمبُل – إحدى مشجعات النادي المنتظمين – على تويتر:
اقتباس فارغ!
«ترجمة:إنه شيء مُشجع أن ترى رحلة نادي ومضمار السند منذ الحدث الأول.»
كما أظهر عدد كبير من مستخدمي الإنترنت دعمهم الكامل لهؤلاء الرياضيين:
اقتباس فارغ!
«ترجمة:أن تكسب السباق ليس بالشيء المهم، أن تهزم نفسك أهم بكثير من أن تهزم أفضل منافسيك.»
كما دعت عفية سلام، الصحفية المخضرمة والمحررة السابقة بمجلة الكريكاتير، زملائها الصحفيين للمساعدة في التغطية الإعلامية:
اقتباس فارغ!
«ترجمة:هيا بنا أصدقائي الصحفيين ومشجعي الرياضة. لقد وصلوا هؤلاء الأطفال إلى هذا الحد. فلنساعدهم للوصول إلى ما بعده.»
في حين، يتحدث فريد في مدونته عن رحلته بما فيها من فشل، وضعف، والتزام:
«النص الأصلي:I think a daily dose of heartbreak, a fling with madness and facing your own human weaknesses as a teenager is a very small price to pay if it leaves you with the gift of self awareness and hunger. Competing against the clock, facing your limitations and then going back to the starting line to push yourself just a bit more harder this time, repeating it again every day like a driven, demonic machine is the right training if you want to aim for greatness. It is not easy, its not for everyone. If it doesn’t kill you…»
«ترجمة:أعتقد أن جرعة يومية من الحسرة، مسٌ من الجنون، ومواجهة ضعفك البشري كمراهق هو ثمن بسيط جدًا تدفعه لتكون واعيًا بذاتك وتواقًا لتحقيق أحلامك. أن تنافس الوقت، وتواجه حدود قدراتك، لتعود بعدها إلى خط البداية لتدفع نفسك بقوة أكبر هذه المرة، مكررًا ذلك كل يوم كآلة لا تتوقف، ذاك هو التدريب السليم إن كنت تصبو إلى العظمة. هذا ليس بالأمر السهل، وليس في مقدرة كل البشر. هذا إن لم يقتلك….»
ترسم هذه القصص المؤثرة لهؤلاء الرياضيين ومدربيهم ومشجعيهم صورة مفعمة بالأمل لمستقبل ألعاب القوى في باكستان. فهي تتحدث عن كسر الحواجز، لأنه عندما يتعلق الأمر بتحقيق أحلامهم، فهم لن يتركوا شيئًا يقف في طريقهم.
عمل مؤلف هذا المقال مع جوَّاد فريد في الماضي.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «زوجان شابان في مهمة لإنقاذ ألعاب القوى في باكستان». الأصوات العالمية. 9 يونيو - حزيران 2016.
شارك الخبر:
|