روسيا تبدأ حجز نطاقات انترنت بالسيريلية

من ويكي الأخبار

الأحد 29 نوفمبر 2009


سيكون شهر تشرين الثاني / نوفمبر لعام 2009 تاريخا مميزاً للانترنت الروسي، لأنه سيكون مولد انترنت بنطاقات سيريلية PΦ (الاتحاد الروسي). ستكون روسيا أول بلد يسمح بهذا المستوى من حجز النطاقات بأحرف غير الأحرف اللاتينية.

حتى الآن تستطيع جميع الحكومات والشركات والأشخاص حجز نطاقاتهم بلغات مختلفة لكن بأبجدية لاتينية حصراً، وبالتالي الجديد في هذه النطاقات هي أنها ستسمح باستخدام الأبجدية السيريلية في كتابة الروابط.

يقول فين ماركو فسكي، وهو ممثل شركة انترنت لتخصيص وحجر الأسماء والأرقام (ICANN) [جميع الروابط بالانكليزية] في روسيا تدعى CIS وفي أوروبا الغربية GVO:

“يكمن التطور الرئيسي في أن الناس الذين لا يفهمون اللاتينية (الانكليزية) سيتمكنون أخيرا من استخدام لغتهم الأم ليدخلوا عالم انترنت، وبهذا الأسلوب سيصبح انترنت مألوفاً لهؤلاء”.

تم اتخاذ القرار باستخدام الأبجدية السيريلية في كتابة الروابط بتاريخ 30 تشرين الأول / أكتوبر 2009 عندما وافقت وكالة ICANN على السماح للدول والأمم المختلفة باستخدام أبجديتها الوطنية في نطاقات انترنت.

طلب مركز التنسيق الروسي لنطاقات الانترنت الوطنية (مركز روسيا) بتاريخ 25 تشرين الثاني / نوفمبر ولأول مرة السماح باستحداث نطاق PΦ.

بدأ التسجيل وبشكل محدود على النطاقات باللغة السيريلية في 25 تشرين الثاني / نوفمبر مع أن أول طلبات لحجز النطاقات الجديدة قد أرسلت إلى المركز بتاريخ 11 تشرين الثاني / نوفمبر.

من المحتمل أن تكون الرئاسة الروسية هي أول المؤسسات التي ستحجز نطاقا بالمحارف السيريلية على نطاق PΦ وبرابط جديد باللغة الروسية يعني (كرملين.رو).

أيضا طلبت حكومة مقاطعة كاترينبرج نطاقا بالروسية بما يقابل (كاترينبرج.رو).

ما يقلق مركز روسيا هو محاولات احتكار وسيطرة بعض الشركات وحتى الأشخاص على نطاقات شعبية خلال عملية التسجيل، وذلك لغرض واحد وهو بيعها فيما بعد بأسعار مرتفعة، مع أن تشكيل ثروة بهذه الطريقة أمر صعب نسبياً.

بدأت المرحلة الأولى من التسجيل في 25 تشرين الثاني / نوفمبر 2009 وستستمر حتى 25 آذار / مارس 2010. سيسمح فقط للمنظمات الحكومية والشركات المسجلة رسميا بحجز نطاقات محلية، وللعلم هناك أكثر من ثمانية آلاف شركة مسجلة رسميا في روسيا. فقط هذه المنظمات والشركات مسموح لها التقدم بطلبات خلال الشهور الأولى للتسجيل.

سيفتح التسجيل للعموم في نيسان / أبريل 2010، لكن لن يتمكن الجميع من الحصول على نطاق، فعملية شراء نطاق في اليوم الأول ستكلف 10 مليون روبل أي ما يعادل 340000 دولار أمريكي. سينخفض السعر إلى 100000 روبل في حزيران / يونيو، وفي ذلك الوقت لن تكون العملية محصورة بمركز روسيا، وسيتمكن الجميع من شراء نطاقات من شركات تجارية متخصصة ببيع نطاقات انترنت.

بدأ تدفق الطلبات إلى مركز روسيا قبل تاريخ 23 تشرين الثاني / نوفمبر بكثير. آلاف الطلبات التي أرسلتها شركات ومنظمات روسية مبكرا، وقد تم رفض نصف هذه الطلبات حتى الآن.

يقول أندريه فوروبيوف وهو مدير علاقات عامة في مركز روسيا:

“خلال أسبوع واحد 1117 طلب فقط تمت الموافقة عليه بينما تم رفض أكثر من 1500 طلب آخر. ذلك لأن المتقدمين بالطلبات لم يأخذوا القواعد على محمل الجد، فنطاقاتهم تحوي أحرف سيريلية بالإضافة إلى اللاتينية وآخرون تقدموا بنطاقات لا تمثل علاماتهم التجارية على الاطلاق”.

لا يسمح مركز روسيا باستخدام الأحرف اللاتينية في النطاقات الجديدة. أيضا يمنع ايراد كلمات وعبارات خارجة عن الذوق العام، حيث يقوم بمراجعة الطلبات مجموعة من اللغويين الروس لتفادي أي اساءة في اللغة.

يقر بعض الخبراء الروس بوجود مشاكل ومصاعب خلال مراحل التسجيل الأولى. حيث تقول سفيتلانا فلاديميروف وهي مديرة شكرة “ميديابارتنر”: غالباً ما يملك بعض مالكي العلامات التجارية أسماء متشابهة لحد كبير وهذا ما يؤدي إلى مشاكل وصعوبات خلال عملية التسجيل.

اذاً روسيا هي أول بلد سيمتلك نطاقات بلغته المحلية ولكنها لن تبقى الوحيدة إذ أن وزير الاتصالات المصري طارق كامل قد أعلن في منتدى شرم الشيخ للحكم بالانترنت أن مصر ستكون أول من يستخدم الأحرف العربية في النطاقات الحكومية حيث أن الروابط الجديدة ستحوي امتداد باللغة العربية هو “.مصر” .

علماً أنه قد تم تقديم طلبات مشابهة لنطاقات باللغات المحلية إلى وكالة ICANN من قبل الصين وبلغاريا وبعض البلدان الأخرى.

وبالطبع سيعزز وجود روابط باللغة الروسية التفاعل بين دول الاتحاد السوفيتي السابق مثل كازاخستان وقيرجستان وأوكرانيا حيث يستطيع الناس في هذه الدول التعبير عن أنفسهم وذلك بإنشاء نطاقات محلية لبلدانهم باللغة السيريلية.

يعتبر الكثير من الخبراء أن نطاق PΦ هو تطور جدير بالذكر لأهميته الوطنية لدرجة أنه يعتبر إنجاز كبير للبلد، فالنطاق الجديد سيؤمن وسيلة جديدة وتفاعلية وشعبية للجمهور الناطق بالروسية. هذا بالإضافة إلى زيادة عدد مستخدمي الشبكة الذين كانوا يجدون صعوبة باللغة، ويؤكد الكثير من الخبراء أن النطاقات الجديدة ستسمح للشباب والمراهقين وحتى الأصغر سناً من الأطفال باستخدام الانترنت.

كان الرئيس الروسي ديمتري ميديفيدف قد أعلن أن حجز نطاقات بالسيريلية “هدف مهم” لتطور الانترنت بالإضافة إلى أهميته الخاصة في روسيا.

من ناحية أخرى أكدت السلطات أن هذه النطاقات ستساهم في تسهيل وتسريع إنشاء حكومة إلكترونية، حيث نوه وزير الاتصالات الروسي مؤخراً إلى أن النطاقات الجديدة ستستخدم لإنشاء بريد إلكتروني حكومي يسهل اتصال المواطنين بالمسئولين الحكوميين.

وتجدر الاشارة إلى أن حالة التفاؤل ليست عامة، يقول فلاديمير دولجي وهو مراسل لوكالة CEO التابعة لـ aroundme.ru:

“لا أحد يحتاج نطاقات PΦ” ويتابع قائلا في مقابلة مع مجلة فوربس: “الانترنت عالمي أما روابط السيريلية فليست كذلك…لأنه لا يمكن طباعتها في معظم البلدان الأخرى”.

عموما وفي كلتا الحالتين إذا كانت النطاقات المحلية نحو الأفضل أو الأسوأ فهي تحوي رسالة سياسية قوية تتلخص بالتالي: إن الطبيعة العالمية للانترنت هددت في كثير من الحالات عوامل استقلالية الدول، ففي حالات عديدة التزام الأفراد للشبكات العالمية أقوى من التزامها بالشبكات المحلية الوطنية، وهذا سبب مصاعب كبيرة تواجهها الحكومات عندما تحاول إيجاد شبكات وطنية.

أما وقد أصبح بالإمكان استخدام اللغة الوطنية في النطاقات فإن حدودا معينة في العالم الافتراضي ستولد وهي تدعم وتقوي معايير استقلالية الدول.

ستطرح النطاقات ذات اللغات المحلية العديد من الأسئلة حول حيادية الشبكة، ففي المستقبل القريب سيكون الدخول إلى بعض محتويات الانترنت محصورا بأولئك الذين يعرفون ويستطيعون طباعة أحرف اللغات الوطنية في نافذة الانترنت. علاوة على ذلك لا تدعم النطاقات الجديدة استقلالية البلدان فحسب بل ستساهم في تجزئة الفضاء السيبيري بوجود حدود افتراضية جديدة.

فيني ماركو فسكي مقتنع أن النطاقات الجديدة لا علاقة لها بالحيادية بل على العكس فهي تجعل الانترنت أكثر شعبية ورواجاً، يقول: “لا يوجد أي علاقة بين النطاقات الجديدة وبين مسألة الحيادية التي هي مسألة رئيسية في الولايات المتحدة”، ويتابع قائلا: “نحن نتكلم عن شفرة البلد TLD وليس عن تلك العامة، وهي تؤمن دخولاً أفضل للانترنت، فإذا كنت من بلد لا يستخدم اللاتينية، فإن هذا قد يجعلك غير قادر على فهم محتويات الانترنت…

فكر بها بطريقة أخرى، ماذا لو بدأت الانترنت في الصين بدلاً من الولايات المتحدة الأمريكية؟ كان علينا كتابة العناوين باللغة الصينية!! كم سيكون هناك مستخدمين قادرين على ذلك في الولايات المتحدة وروسيا؟”.

مصادر[عدل]