رواية عن أولئك السوريون المجهولون الذين “يعيشون، يقاومون، يحبون ويكافحون من أجل سورية”
الأثنين 30 مايو 2016
لدى الصحافية والناشطة السورية الإسبانية ليلى نشواتي ريغو قصص مختلفة، تلك القصص التي لم نقرأها ولم نرها ولم نسمع عنها من قبل. سورية، أحد البلدين اللذين تنحدر منهما ليلى وعشقها الكبير، غارقة في حرب دموية ولكن ما زالت يزهر على أرضها أيضًا الحب كما المقاومة ومواضيع أخرى تمحورت حولها روايتها الأولى “عندما تنتهي الثورة”. تحدثت ليلى ( leila_na) عبر الإيميل إلى الأصوات العالمية حيث تعمل فيها كمتطوعة وهي هواية تتابعها بشغف، دار الحديث حول روايتها الجديدة والهوايات والأدب وكذلك ذكرياتها عن دمشق.
الأصوات العالمية (أ.ع):
لإتمام هذه الرواية، ما هي الإمكانيات التي منحك إياها الأدب ولم تقدمها لك الصحافة؟
«النص الأصلي:Leila Nachawati (LN): Llevo años escribiendo artículos y ensayos sobre Siria y oriente medio, y cuanto más pasaba el tiempo más me parecía que la región no se entiende, se interpreta en claves geostratégicas y religiosas/identitarias. Creo que una novela puede llegar a un público más amplio y hacer que la gente empatice con un contexto que consideran lejano y en realidad no lo es tanto. Las críticas de la novela hasta el momento han destacado el hecho de que la novela muestra cómo era Siria antes de 2011, cómo se vivía, qué se comía, cómo se divertía la gente… y luego qué reivindican a partir de las protestas de 2011, qué reclaman… y eso es importante porque acerca y facilita la empatía, algo que no siempre se da con análisis y coberturas de medios de comunicación de masas.»
«ترجمة:ليلى نشواتي (ل.ن): منذ عدة أعوام وأنا أكتب مقالات وأشارك في إعداد ورش عمل حول سورية والشرق الأوسط، ومع مرور الوقت اتضح لي بأن ماهية الوطن لا تُدرك بل تتجلى وتعبر عن نفسها عبر رموز جيو-استرابيجية وهويات دينية. أعتقد باستطاعة الرواية أن تصل إلى شريحة عريضة من الناس وتجعلهم يتفاعلون ويتعاطفون مع أحداث يظنون بأنها بعيدة جدًا لكنها في الحقيقة ليست بذلك البعد. تركزت القراءات الأولية حتى الآن حول الطريقة التي تعرض فيها الرواية للحال الذي كانت عليه سورية قبل عام 2011 عن الحياة العامة، نوعية الطعام، وكيف كان الناس يستمتعون بوقتهم وما الذي دعوا إليه وطالبوا به في الاحتجاجات التي انطلقت عام 2011… هذا مهم بحد ذاته لأنه يوحد ويسهل بنفس الوقت التعاطف مع كل هذا، أمر لا تلمسه عادة في التحليلات السياسية ولا في التغطيات الإعلامية التقليدية.»
أ.ع:
روايتك سياسية ولكن في نفس الوقت هي رواية عن الحب، حب الأولاد والأصدقاء، الحب بين الشريكين وكذلك حب الأوطان والمدن. ما نقرأه عن سورية منذ مدة هو قصص الموت والرعب والخراب. ما الذي لم نقرأه بعد عن سورية؟ ماهي تلك القصص الأخرى التي يجب أن تُحكى؟
«النص الأصلي:LN: Leemos a diario historias en las que los protagonistas son los que destruyen (ya sea Asad o ISIS /Daesh, y escuchamos poco a los que resisten, a los que construyen y reconstruyen en un contexto cada vez más difícil. Mi novela es un homenaje a esa gente anónima que día a día vive, se enamora, resiste y lucha por su país, por una sociedad mejor aunque todos los vientos soplen en contra»
«النص الأصلي:ل.ن:
كل يوم، نقرأ قصصًا أبطالها أولئك الذين يدمرون (سيان الأسد أو داعش)، ونادرًا ما نستمع للقصص التي تتناول المقاومين الذين يعمرون ويعيدون البناء مرةً بعد أخرى في خضم أحداث تتفاقم صعوبتها. روايتي هي تحيةٌ لتلك الفئة المجهولة التي تصارع لأجل البقاء على قيد الحياة، تقع في الحب، تتحمل وتقاوم في سبيل وطنها ومن أجل مجتمع أفضل حتى لو عاكستها الرياح من كل اتجاه.»
أ.ع:
أنت سورية-إسبانية، كيف تتأقلمي بين هاتين الهويتين؟
«النص الأصلي:LN: Creo que quienes vivimos a caballo entre dos culturas tenemos esa doble visión que nos permite ser una especie de puente, de traductores de entornos distintos que en realidad tienen mucho en común. La “distancia media” de la que hablaba Aristóteles.»
«ترجمة:ل.ن:
أعتقد بأننا (من يعيش حياته بين ثقافتين) نمتلك نظرة مزدوجة للأمور تسمح لنا بأن نكون جسورًا للتواصل وفي نفس الوقت نصلح كمترجمين بين هاتين البيئتين المختلفتين، واللتين في الواقع تملكان العديد من القواسم المشتركة.»
أ.ع:
لنتحدث حول بعض ذكرياتك عن دمشق.
«النص الأصلي:LN: Damasco para mí es ruido de tornos, de obras sin acabar, de bocinas de coche en el tráfico en hora punta, de olor a arguile de dos manzanas, de cebolla friéndose en mantequilla, de naranjas y jazmín. De sonrisas y miradas cómplices, de silencios que hablan más que cualquier grito, de susurros, de deseo reprimido de cambio.»
«ترجمة:ل.ن:
دمشق بالنسبة لي هي ضجيج الآلات والأبنية التي لا يكتمل بناؤها أبدًا، هي ضجيج السيارات في زحمة السير ساعة الذروة، ورائحة الأرجيلة ومعسل التفاحتين، ورائحة البصل المقلي بالسمنة، والبرتقال والياسمين، هي تلك الضحكات والنظرات المعقدة والصمت الذي يتكلم بلغة أبلغ من الصراخ هي ذاك الهمس والرغبة المشبعة بالتغيير.»
أ.ع:
تنتمين إلى هذا المجتمع الكبير الذي هو الأصوات العالمية. كيف كان أثر هذا الانتماء عليك؟ علمت بأن بطلة روايتك هي متطوعة في الأصوات العالمية.
«النص الأصلي:LN: Global Voices marcó un antes y un después en mi vida, me permitió conocer a toda una generación de activistas que me abrió los ojos a unas luchas y deseos de cambio, de justicia social, que parte de lo local y a la vez es muy global, basada en unas redes de solidaridad muy fuertes y unos vínculos que se crean más allá de las diferencias culturales. En la novela, Global Voices marca un punto de inflexión en la trayectoria de la protagonista, que dice: “Antes de 2011, en todos mis viajes a Siria, no había conocido a un solo activista. Conocería a muchos a partir de entonces”»
«ترجمة:ل.ن:
شكلت الأصوات العالمية علامة فارقة في حياتي، فقد سمحت لي بالتعرف إلى جيل كامل من الناشطين، مما فتح بصيرتي على الرغبة في التغيير والنضال من أجل العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى كونها محلية فهي تعد عالمية في نفس الوقت تتثمثل بشبكات تضامن متينة تبني روابط قوية بغض النظر عن اختلاف الثقافات. في الرواية، تمثل الأصوات العالمية نقطة تحول في مسار البطلة حيث تقول: “في جميع رحلاتي التي قمت بها إلى سورية قبل عام 2011، لم أكن قد تعرفت إلى أي ناشط، لكن منذ ذلك التاريخ تعرفت إلى الكثيرين منهم”.»
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «رواية عن أولئك السوريون المجهولون الذين “يعيشون، يقاومون، يحبون ويكافحون من أجل سورية”». الأصوات العالمية. 30 مايو - أيار 2016.
شارك الخبر:
|