رسم علم بورتو ريكو باللون الأسود كرفض للمجلس الرقابي للولايات المتحدة
الخميس 28 يوليو 2016
يمثل العلم الوطني للبورتوريكيين رمزًا للفخر الثقافي وللهوية، ولاسيما في ظل الوضع الاستعماري للجزيرة من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه يعبر الآن عن حداد الجزيرة منذ فرض الحكومة الأمريكية مجلس فيدرالي للرقابة مخولًا بسلطة أعلى من اختصاص الكومنولث.
قام مجموعة من الفنانين بتزيين الباب المشهور بعلم بورتو ريكو بتغيير ألوانه الأصلية الأزرق والأحمر والأبيض إلى اللونين الأبيض والأسود للإشارة إلى الحزن لتصديق قانون فرض الرقابة على بورتو ريكو وإدارتها وإرساء الاستقرار الاقتصادي المعروف بقانون بروميسا، وتمريره على الكونغرس ووقعه الرئيس باراك أوباما. تم عرض القانون لإيجاد طريقة لحل مشكلة الديون المتراكمة على بورتو ريكو 70 مليار دولار.
يعمل القانون على تقويض الاقتصاد السياسي للجزيرة من بينها خفض الحد الأدنى للأجور بالساعة إلى 4.24 دولار أمريكي ( أي ما يقرب 3 دولار أقل من الحد الأدنى للأجور الفيدرالي للولايات المتحدة الأمريكية) مما دفع الناس لتنظيم عصيان مدني و فعاليات يومية.
يتواجد الجدار في مبنى مهجور بشارع سان خوسيه في مدينة سان خوان القديمة الذي غالبًا ما يقوم السكان المحليون والسياح بالتقاط صور تذكارية تسجل زيارتهم له قبل مغادرتهم المكان. يحيط بالباب منحوتات لمشاهير بورتو ريكو من قبل مجموعة جرابادوريس بور جرابادوريس.
سرعان ما عبر المواطنون عبر الأنترنت عن خيبة أملهم في تغيير اللون ووصفوا ذلك العمل بالعمل التخريبي. في إحدى التعليقات “قاموا بتلوين العلم الموجود في شارع سان خوسيه، فهل من متطوعين؟ لإعادة لون العلم الأصلي.”
وما لبث بعدها إلا أن كان “العلم بألوان الحداد” مصدرًا لخروج وسم ساخر Pero que no me pinten la bandera أو “لا تلون العلم” وانتشاره بين البورتوريكيين الذين يرون سطحية المتباكين على تغيير الألوان، وأعلن كثير من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي دعمهم للشكل الجداري الجديد، وأصبح العلم المعبر عن الحداد رمزًا للمقاومة والعصيان المدني.
نشرت مجموعة فنية تسمى Artistas Solidarixs y en Resistencia “الفنانون المتضامنون والمقاومون” المسؤولية عن إعادة تلوين العلم رسالة مفتوحة على مجلة إلكترونية تسمى 80grados توضح فيها موقفها:
«النص الأصلي:El arte es un vehículo de expresión que se ha utilizado a lo largo de la historia para transmitir ideas, provocar reflexiones, transformar y (re)crear la realidad. Los símbolos patrios ayudan a reforzar la identidad y valores del pueblo. Desde su origen la bandera de Puerto Rico ha sido símbolo de lucha ante la condición colonial y, durante años fue un delito izarla. Más tarde bajo la ley colonial de 1952 (ELA) se adopta la bandera oficialmente. En la actualidad el triángulo representa las tres ramas del Gobierno: ejecutivo, legislativo y judicial. Las tres franjas rojas simbolizan la sangre que da vida a estos poderes.
Las leyes, los gobernantes y los tribunales, hasta este momento, no han servido a los intereses del pueblo. Reemplazar con color negro (que es la ausencia de LUZ) crea nuevas lecturas. La nuestra es una propuesta de RESISTENCIA, no es pesimista, al contrario, habla sobre la muerte de estos poderes tal cual los conocemos, pero la esperanza sigue ahí representadas en las franjas blancas que simbolizan la libertad del individuo y su capacidad para reclamar y hacer valer sus derechos.
Sirva este acto como una invitación a reflexionar y tomar acción ante el colapso del sistema de educación y salud, la privatización y destrucción de nuestros recursos naturales, el status colonial, el atropello contra la futura fuerza laboral, el pago de una deuda impagable, la imposición de un gobierno anti democrático, el estrangulamiento de las gestiones culturales entre otras. Este acto es una muestra de que hay una comunidad artística que no está de brazos cruzados, que está dispuesta a luchar contra todos los atropellos, contra la imposición de un gobierno absolutista y sus políticas de austeridad, la más reciente: la Junta de Control Fiscal (PROMESA). Puerto Rico está en pie de lucha, fortalezcamos el amor entre nosotros y por el espacio que habitamos promoviendo el respeto, la solidaridad, la tolerancia, la unión, la comunicación y el trabajo en comunidad.»
«ترجمة:تم استخدام الفن كأداة تعبيرية عبر التاريخ لنقل الأفكار وإثارة الفكر ونقل الحقيقة وإعادة تشكيل الحقيقة، وعملت لرموز الوطنية على دعم هوية البلد و قيمه، وكان علم بورتو ريكو منذ نشأته رمزًا للكفاح ضد الاستعمار حتى كان رفعه خلال عدة سنوات يعتبر جناية، إلى أن أصبح العلم رمزًا رسميًا بموجب القانون الاستعماري الذي أنشأ كومونولث بورتو ريكو [ دولة بورتوريكو الحرة المرتبطة / الكومونولث]، و في الوقت الحاضر يرمز المثلث إلى السلطات الثلاثة للحكومة: التنفيذية والتشريعية والقضائية، كما ترمز الخطوط الحمراء الثلاثة إلى الدماء التي أرقت من أجل تحقيق تلك السلطات.
لكن قوانينا وساستنا ومحاكمنا لا تعمل لمصالح شعب بورتو ريكو. لذلك باستبدال اللون الأسود بالألوان (نتيجة غياب الضوء) نشأ موضوع نقاشي جديد. فالعلم الذي أنشأناه دعوة للمقاومة وليس للتشاؤم فهو يتناول موت تلك السلطات، ومع ذلك مازال الأمل موجودًا معبرًا عنه بالخطوط البيض الثلاثة التي ترمز إلى حقوق الفرد وقدرته على استعادة حقوقه وإيجادها.
هذا العمل دعوة لاتخاذ خطوة لمواجهة انهيار منظومة تعليمنا والصحة والخصخصة وتدمير مواردنا البشرية والحالة الاستعمارية والانتهاكات المرتكبة ضد القوى العاملة ودفع الديون الباهظة وسيطرة الحكومة المعادية للديمقراطية وخفض في ميزانية الشؤون الثقافية وأمور أخرى. ويدل هذا العمل على وجود مجتمع فني لن يبقى مكبل الأيدي، كما لديهم الإرادة لمحاربة أي انتهاك لمواجهة هيمنة الحكومة المستبدة وسياستها التقشفية ومن أحدث تلك السياسات إقامة مجلس المراقبة الفيدرالي (بروميسا)، ولذلك بورتو ريكو تحارب فدعونا نوثق علاقة الحب بيننا وبين المكان الذي نسكنه بتعزيز الاحترام والتضامن والتسامح والوحدة والتواصل والتعاون المجتمعي.»
كما قام الكثير من الفنانين والنشطاء برسم نفس ” العلم الأسود” كشكل من أشكال الاحتجاج ضد فرض مجلس المراقبة الفيدرالي. واستخدمت حركة Campamento Contra la Junta “معسكر ضد المجلس” وهي حركة شعبية من طلبة ونشطاء، شبكات التواصل الاجتماعي لعرض معسكرهم الدائم خارج المحكمة الفيدرالية الأمريكية بسان خوان حيث قامت مجموعة بتشكيل معسكر للتعبير عن الرفض والعصيان المدني.
وأصبح فن الشارع من أكثر الأشكال الشائعة التي تعبر عن رفض الحركة والنشطاء السياسيين الآخرين بإقامة عدة رسومات جدارية جديدة كل أسبوع منذ توقيع أوباما على مشروع قانون بروميسا:
كما تقوم حركة معسكر ضد المجلس حاليًا بتنظيم عدة ماهرت لمواجهة استخدام المبيد الحشري ناليد بما به من أثار صحية ضارة والمستخدم لمكافحة فيرس زيكا. واستقطبت الحركة مجتمعات متفرقة لانضمامها في الكفاح مع منظمات مثل منظمة Comité Boricua en la Diáspora بعقدها اجتماع عام لمناقشة موضوع كفاح بورتو ريكو من أجل الاستقلال بشرق هارلم بنيويورك. وبالرغم من عدم التأكد من توقيت إنشاء المجلس، يستمر النشطاء في اكتشاف أشكال تعبيرية إبداعية وفنية لنقل معارضتهم و طرقة مقاومتهم.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «رسم علم بورتو ريكو باللون الأسود كرفض للمجلس الرقابي للولايات المتحدة». الأصوات العالمية. 28 يوليو - تموز 2016.
شارك الخبر:
|