خطأ ترجمة جعل المسّنين في كيوتو “سائقي سيارات مروّعين”

من ويكي الأخبار

الأربعاء 5 أكتوبر 2016


عُرضت ترجمة غير لائقة الشهر الماضي على لوحة إعلانات مركز حديث الافتتاح في مدينة كيوتو اليابانية بخصوص تجديد رخصة القيادة، حيث تُرجمت الكلمة اليابانية 高齢運転者 (كورينتنشه)على اللافتة وتعني “سائقون مسنون” عن طريق الخطأ – أو بنيّة مبيّتة خبيثة – على أنها “سائقون مروّعون”.

ظلت تُقرأ الترجمة الخاطئة على لوحات الإعلانات من الأول حتى العشرين من سبتمبر/أيلول في ساحة الاستقبال وداخل المبنى نفسه.

لفت الخطأ انتباه المترجم غوليان هولمس، أحد المقيمين في كيوتو والذى نبّه الصحف المحلية لهذا الأمر.

و جاء في تقرير الجريدة اليومية التي تصدر في كيوتو “كيوتو سببون”.

«النص الأصلي:「なぜこのような英訳になったのか。事前チェックしていない証拠だ。高齢者を侮辱しており、国際都市・京都として情けない」と話している。»

«النص الأصلي:صرح هولمس قائلاً: “كيف وصل الأمر لترجمة إنكليزية كهذه؟ هذا يثبت عدم مراجعة الترجمة، فهي إهانة لكبار السن، الأمر الذى يعد ببساطة غير مقبول في مدينة عالمية ككيوتو.»

فى البداية حُذفت الترجمة الإنكليزية الخاطئة، ثمّ اسُتبدل مصطلح “terrible drivers” ( سائقين مروعين) بآخر أكثر لياقة وإن لم يكن الأكثر دقة من الناحية اللغوية وهو “elder drivers” ( سائقين مسّنين).

فيما اعتذرت شرطة محافظة كيوتو عن خطأ الترجمة، ثم أوضحت أن الخطأ كان متضمنًا في النص الذي سلّمه المترجم، وأن الترجمة لم تُنقَّح قبل نشرها.

ونشرت مدونة ما يلي عن الاعتذار :

«النص الأصلي:「お年寄りの方の気分を害し、申し訳なかった。確認不足だった」としている。»

«ترجمة:صرّحت الشرطة: “يؤسفنا حقًا أن يشعر المسنون بالإهانة نتيجة عدم مراجعتنا غير الكافية للترجمة”»

بينما تعاملت وكالة الأخبار اليابانية على الإنترنت مع ظاهرة سائقى السيارات المسنين “والمروعين” في اليابان بصورة أكثر تفصيلًا، و علّقت:

«النص الأصلي:[…]「ひどい」という表現が不適切だと判断されたためだが、高齢運転者の事故率の高さは全国の警察にとって課題になっている。例えば京都府の場合、2005年に府内で起きた交通事故1万9460件のうち、高齢運転者(過失が重い「第1当事者」)による事故は1941件。高齢者の割合は10.0%だった。これに対して14年に起きた交通事故は1万185件で、そのうち高齢者によるものは1803件。割合は17.7%と大きく増えた。全体の事故数が大幅に減少する一方で高齢者の事故数はあまり減らないためだ。»

«ترجمة:أدينت كلمة “مروّع” كوصف غير ملائم للسائقين المسنين، ولكن وفقًا لتقارير الشرطة فإن نسبة سائقى السيارات المسنين المتورطين في حوادث في جميع أنحاء البلاد تدق ناقوس الخطر، فعلى سبيل المثال تسبب المسنون عام 2005 في 1.941 حادثة من إجمالى 19.460، وهو ما يمثّل نسبة 10% زيادة خلال عشر سنوات لاحقة، ففى عام 2014 تسبب المسنون في 1.803 حادثة من إجمالى 11.850، وبذلك ارتفع معدّلهم إلى 17.7%، ففى حين انخفض إجمالي الحوادث، تزايد معدّل الحوادث المتسبّب بها المسنون.»

وتحرّى الصحفى مجهول الاسم في إصدار ياهو للمقالات بعض التعليقات التي تتعرض لبعض الأحكام المسبقة التي قد يكون أصدرها بعض اليابانين على سائقى السيارات المسنين:

«النص الأصلي:この誤表示を伝える記事のヤフーのコメント欄でも

「事実じゃないか」

「完全に間違っているわけではないと思う」

「間違いではない気がする」

といった声が相次いでいる。»

«ترجمة:وحصد المقال الذى يستعرض الترجمة الخاطئة المنشورعلى ياهو تعليقات من بينها:

أليست “سانقون مروّعون” هى الواقع؟

“ليست الترجمة خاطئة بالكامل، أليس كذالك؟”

“لا أعتقد أنها ترجمة خاطئة بالكامل”

بالإضافة إلى مزيد من التعليقات المشابهة»

لماذا يواصل الإنجريش Engrish انتشاره في آسيا بأكملها؟

تعد الترجمات الخاطئة أمرًا شائعًا جدًا في جميع أنحاء آسيا، ويعد الموقع الإلكترونى Engrish.com مصدرًا قيمًا للاطلاع على تلك الأخطاء الغريبة في اللغة الإنجليزية.

و تتنوع أسباب الانتشار الواسع لأخطاء الترجمة، حيث تتطلب الترجمة مهارتين أساسيتن: قدرة لغوية سلبية لفهم النص المصد، وقدرة لغوية إيجابية لنقله للغة الهدف، وتتطلب المهارة الثانية إتقانًا فعّالًا بصورة عامة للغة الهدف، وهو الأمر الذي يتمتع به كل الناطقين باللغة الأم، فعلى وجه العموم من المفترض أن يكون المترجمون إلى لغة هدف ناطقين بها كلغة أم وليسوا ناطقين بلغة المصدر، وبالتالى يتعين على ناطق اللغة الفرنسية قبول ترجمة من الإنكليزية للفرنسية وليس العكس.

نظرًا لسوء فهم الترجمات أوحدود التكلفة أو لعدد الناطقين بالإنكليزية كلغة أم المحدود نسبيًا ممن يتعلّمون اليابانية؛ فكثير من الشركات اليابانية لا توّظف ناطقين الإنكليزية كلغة أم للترجمة إلى الإنكليزية، كما تلجأ بعض المؤسسات التي ليس لديها عمالة أجنبية للترجمة فيما بينها، حيث تؤول المهمة للموظف اليابانى الأكثر دراية باللغة الإنكليزية بغضّ النظر عن مدى درايته بها.

الترجمة الآلّية أيضًا منتشرة، وغالبًا ما يصاحبها نتائج طريفة. حيث أثبتت العبارات المعقدة والمبهمة التي تنتجها الترجمات الآليّة باستمرار استحالة حلول التكنولوجيا محلّ المترجمين البشريين، وخصوصًا في بعض اللغات. حيث يُلجأ لبعض الصيغات الإنكليزية الغريبة في اليابان من ضمنها تلك العبارات المحيّرة والتى غالبًا ما تزين القمصان والحقائب لأغراض جمالية فقط وليس بغرض الفهم أو القراءة.

من الممكن أن تكون أخطاء الترجمة مقبولة أو على الأقل غير مؤذية حين تستخدم في التزيين، ولكنها بالتأكيد غير مقبولة من المؤسسات الكبرى أو الجهات الحكومية بما لديها من مصادر لازمة لضمان معايير راقية للخدمة، ولذا نأمل أن تعتمد مدينة كيوتو في المستقبل على مصادر أكثر ثقة للترجمة.

مصادر[عدل]