انتقل إلى المحتوى

حوار مع ميلتون راميريز، من محرري ومترجمي الأصوات العالمية

من ويكي الأخبار

الجمعة 15 أبريل 2011


يعد [1] ميلتون راميريز من أقدم مساهمي أميركا اللاتينية في الأصوات العالمية والأصوات العالمية بإلإسبانية. بعد أن أبدى بعض التحفظ على إجراء المقابلة، وافق ميلتون أخيراً على تعريفنا بنفسه بكشل مكثف واطلاعنا على مختلف نشاطاته والملفت أنها جميعها، بطريقة أو بأخرى، مرتبطة ببلده الأم، الإكوادور وبالتكنولوجيا.

مرحبا ميلتون! أخبرنا كيف يعيش ابن الإكوادور في نيويورك؟

شأنهم شأن كل المهتمين بالسفر للولايات المتحدة، تمثل نيويورك للإكوادريين، وجة يحلمون بها. هناك، يتواجد أكبر تجمعٍ للإكوادوريين في كوينز وقد أصبح حضورهم جد قوي وكثيف في هذه المنطقة، لدرجة دفعت بإحدى أعرق الجامعات الإكوادورية، جامعة لوها للتقنية La Universidad Técnica Particular de Loja (بالإسبانية) إلى إنشاء فرعاً لها هناك. ماذا يعمل الإكوادوريون هناك؟ تتنوع نشاطاتهم فتجد من بينهم عمال نظافة وصيانة وحتى عمال بناء كما يشغل البعض وظائف حكومية، منهم من دخل المعترك الإعلامي والأدبي، ناهيك طبعاً عن انخراطهم في الجمعيات الخيرية.

أنت مدرس، أخربنا المزيد عن مهنتك هذه.

مارست التدريس لفترة حين كنت الإكوادور غير أن نشاطاتي لم تقتصر على ذلك فقط، إذ كنت يوماً مندوب مبيعات في المنطقة لنصف العالم، كما درست الرياضيات واللغة الإسبانية في ثانوية Saint Mary في نيو جيرسي.

لطالما كان التعليم رسالتي، ودراستي تظهر ذلك. كما أنني تمكنت من ربط هذه المعرفة بإدارة المبيعات والإدارة الشخصية وإدارة وضبط الجودة على سبيل المثال. ولكنني نشأت منذ نعومة أظافري، أي منذ المدرسة، على كره التكنولوجيا باعتبارها آدةً إمبريالية. ما زلت لغاية اليوم أؤيد هذه المقولة لحدٍ ما.

كيف تعرفت على الأصوات العالمية واتخذت قرار المشاركة في الموقع

يعد التدوين أحد أبرز نشاطاتي، وإن لم بالكاد قمت بذكره، فقد أنشأت فيما مضى مدونة باللغة الإسبانية وقد وما زلت على اطلاعٍ دائم بآخر المستجدات في الإكوادور سواء بسبب الاهتمام الذي أكنه لهذا البلد أم بسبب حنيني إليه. فجأة بدأت أنقل أخبار المدونات الإكوادورية على مدونتي الخاصة (بالإسبانية). في يومٍ من الأيام أثناء تصفحي جوجل، غمرتني السعادة لاكتشافي أن موقعاً ما، قام بإدراج وصلة باللغة الإنجليزية عن مدونتي. ليس هذا الموقع سوى الأصوات العالمية.

بعد ذلك، استلمت بريدا إلكترونياً من دافيد ساساكي (الذي راسلته سابقاً لشكره على ذكر مدونتي)، يدعوني فيه للكتابة في الأصوات العالمية. لم أكن أتوقع ذلك ولكنني تفجأت بأنه على مقالاتي أن تكون بالإنجليزية والحقيقة أنني لم أكن جاهزاً لهذا الأمر. على الرغم من ذلك استجمعت قواي وتجرأت على الحديث عن مدونة اتحاد مدونين أميركا اللاتينية Union de Blogueros Hispanos (بالإنجليزية)، التي توقفت عن الصدور. منذ ذلك الحين ولغاية اليوم، تمثل الكتابة في الأصوات العالمية لذةً حقيقية.

أنت من القلائل الذين يساهمون بالترجمة وبالكتابة في آن في الأصوات العالمية. ما الذي شجعك على ذلك؟

حبذا لو استطعت القيام بذلك بطريقة أفضل. بالأحرى أن ما يدفعني للمساهمة هو إحساسي بالمسؤولية، فالكتابة تمنحني فرصة تعريف العالم على وطني، لا لأن البلاد تفتقر إلى صحفيين أكفاء بل لأن معظم التقارير باللغة الإنجليزية عن الإكوادور، معدة من قبل أجانب وبالتالي قد تعطي صورة أو معلومات مغلوطة.

أما الترجمة فأنا أعتبرها وسيلة أو جهة للتعلم. بعد أول نص ترجمته (بطريقة غير محترفة)، بدا لي الأمر سهلاً وممتعاً ولكنه في الوقت نفسه يمنحني فرصة التعرف على ثقافاتٍ أخرى، لذا فأنا جد انتقائي في اختياري للموضوع الذي سوف أنقله.

عرفنا على مدونتك وعلى باقي المواقع التي تساهم فيها:

يرى العديد، أن التدوين لمن ليس لديه شيء يشغله. بالنسبة لي، إنه وسيلة للتعبير عن أفكاري ومشاركة هواياتي واهتماماتي مع غيري ممن يتصفح الشبكة العنكبوتية. لفترة خلت، أنشأت عدة مدونات لم يتبق منها نشطاً سوى ثلاث حالياً وهي Voces Lojanas (أصوات من لوهاناس)، (بالإسبانية) حيث أكتب عن الأخبار في مقاطعة ومدينة لوها، مسقط رأسي. هناك أيضاً Spanish Readers Blog أو مدونة القراء باللغة الإسبانية (بالإسبانية) التي تطمح لتشكل جسراً ما بين الولايات المتحدة والإكوادور وأخيراً Education & Tech أو التربية والتكنولوجيا (بالإنجليزية)، التي أنشأتها منذ زمن بعيد وفيها أدون أو أحاول التعبير عن شكوكي وانتقاداتي لمجال التعليم والتكنولوجيا المتصلة به.

منذ أقل من عام أشارك بصفتي محرر مساعد في مدونة عن التكنولوجيا geeksroom.com (بالإسبانية) وقد دعيت مؤخراً للمشاركة في elportalvoz.com (بالإسبانية) التابع لشبكة ATEI. تلقيت الكثير من الدعوات للكتابة في مواقع أخرى، غير أني أفضل التأني والتركيز على عدد قليلٍ منها في الوقت الحالي، خاصة وأني أدون بدوامٍ جزئي.

ما رأيك في الديناميكية ما بين التكنولوجيا وتطبيقها في مجال التعليم وخاصةً في أميركا اللاتينية؟

يا ليتني أملك معطيات كافية فيما يتعلق بالوضع في أميركا اللاتينية، مع الأسف معلوماتي محدودة ومحصورة بالولايات المتحدة، غير أن ذلك لا يمنعني عن إبداء رأيي وانتقاداتي عما بحوزتي من بيانات عن القطاع التعليمي في باقي العالم.

تعتبر التجربة الأرجنتينية من الأبرز والأنجح من بين بلدان أميركا اللاتينية، في مجال مواد التربية. أدعو من يرغبون نظرة أولية على هذا الموضوع، بقراءة ما كتبه كل من تسكار لارا و روزا ماريا توريس و دييجو ليل. (بالإسبانية) في هذا الخصوص.

بالرغم من كل الجهود المبذولة، فشلت بلادنا بتخطي نموذج أو تأثير الأونيسكو أو مخلفات “التحالف من أجل التطور”. إذ ما نزال نمجد وسيلتين هما باعتقادنا، العلاج السحري لجميع مشاكل التكنولوجيا في المدارس: شرائح بور بوينت والبروجيكتور (أو آلات عرض الشرائح).

ما زال المربون في دولنا، مؤمنين أن التكنولوجيا أمر مفروض من القوى الإمبريالية أي الولايات المتحدة، وهي نظرية أبعد مما تكون عن الواقع فما التكنولوجيا والمقررات الدراسية سوى الأداة والوسيلة. على المعلمين خلق نوع من التزامن والتناغم ما بينها وإعطاءها حياةً. في عالم تطغى فيه التكنولوجيا، حرام ألا تتماشى المدارس والمعاهد والجامعات مع هذا التطور.

تكمن المشكلة في التمويل ومع الأزمة المالية التي أضرت بكل قطر من أقطار العالم، نلحظ أن تطبيق التكنولوجيا في هذه المراكز محدود إن لم يكن معدوم.

بالحديث عن “لوها” ما أكثر ما تفتقده في مدينتك؟

أشياء عديدة، عائلتي، أصدقائي وهذا التواصل الأكاديمي، الموجود فقط في لوها. قد تبدو الأرقام ضئيلة مقارنةً بالتدفق الإقتصادي في الإكوادور خصوصاً وفي أميركا اللاتينية خصوصاً. فقبل ثلاث سنوات، لم تتعد عائدات السياحة الأكاديمية أو التربية في مدينة لوها السبعة ملايين دولار للعام الواحد، أما الآن فقد اختلفت المعطيات بالتأكيد.

تتميز هذه المدينة الصغيرة في جنوب الإكوادور بكونها مهداً لكتاب وفنانين وموسيقيين ذائعي الصيت. يعود هذا الأمر لتواجد مراكز تربوية ذات مستوى عالي كجامعة لوها للتقنية La Universidad Técnica Particular de Loja التي سبق وذكرتها إضافة إلى جامعة لوها الوطنية والمعهد الموسيقي Salvador Bustamante Celi .هذا المزيج ما بين الخطاب الجيد والروح التقدمية لأهالي لوها لم يجذب إليها الإكوادوريين فحسب بل الأجانب الذين قرروا الدراسة فيها.

ما هي المواضيع التي تهوى الكتابة عنها، فضلاً عن الإكوادور والتكنولوجيا والتربية؟

لم أحلم يوماً بالكتابة ولم أهواها أيام كنت طالباً، كما أنني لم أنشر كتاباً. قلائل هم الذين استطاعوا تحويل الكتابة إلى مادة مربحة، لذلك فأنا أقوم بذلك أثناء أوقات فراغي.

أما الوقت المتبقي لدي، فأنا أكرسه للقراءة، إذ أنني أهوى القراءة بشدة وخاصة الكتب بشكلهم التقليدي أي المطبوع. أهتم كثيراً بالقانون ورغبت بامتهان الحقوق عملاً ثانياً (بعد التدريس). أنا أيضاً أمارس وأعلم نفسي إدارة الأعمال بالرغم من عدم امتلاكي اليوم تجارة مزدهرة، فأنا في مجال التجارة مذ كنت يافعاً ولطالما أحببت خدمة الناس (زهاء مقابل مالي). من يدري بوجود هذه القوانين كنت سأصبح صلة الوصل ما بين الراغبين بإقامة أعمال بين بلادهم والولايات المتحدة.

هل من شيء ترغب بإضافته في نهاية هذا اللقاء؟

من باب الطرفة سأخبرك، ما حدث لي في نيويورك، أول ما وطئت هذه البلاد. أنا تعلمت لغتي ا لإنجليزية في مدرسة برناردو فالديفييزو Bernardo Valdivieso إحدى أبرز الثانويات في لوها وغالباً ما تردد إلى سمعي Good Night أي عمتم مساءً أو تصبحون على خير وهناك ليلة إذ كنت أكرر هذه العبارة في وظيفتي المؤقتة وكنت كلما وجهتها لأحد زملائي الأميركان، أجدهم يتوقفون برهةً ومن ثم يبتسمون، مما جعلني أتساءل عما إذا كان هناك من خطبٍ ما. بالطبع كنت استخدم العبارة الخطأ، في حين كان يجدر بي قول مساء الخير أو Good Evening. الآن لم أعد أرتكب هذه الفظاعات.

شكراً ميلتون.

مصادر

[عدل]