حظر البوركيني: ليس إلا حل سطحي للقضية
الثالث 6 سبتمبر 2016
في خضم كل هذه الضجة على حظر فرنسا المفاجئ لارتداء “الملابس الدينية علنا” فاننا بذلك نسلط الضوء-مرة أخرى-على الجانب الخاطئ في القصة:النتيجة وليس السبب.لأن السبب بالتأكيد يتجاوز الدين أو الثقافة لندع التفاصيل والدقائق جانبا، فان ذلك يعتبر قاسم مشترك بين الدول والثقافات الضاربة بجذورها منذ عدة قرون.
تزيد الصورة المنتشرة التي تظهر فيها رجل شرطة يجبر امرأة على خلع البوركيني على شاطئ نيس الأمر سوءًا، لكن الفارق هنا هو أن هذه المرة بتهديد السلاح. كيف للنساء ألا يغضبن من الحد من الدور الاجتماعي للتدخل فيما يلبسن؟
ماذا لو حاولنا تربية الفتيان والرجال لاحترام المرأة بغض النظر عن شكلها أو لونها أو ملابسها بدلًا من فرض قواعد للملابس. ماذا لو قمنا باستغلال كل هذه الطاقة في محاربة ومعاقبة المتحرشين في الشوارع بدلًا من إهدار طاقتنا في فرض الحظر أو مناقشة ما إذا كان الحجاب دلالة مقبولة على التقوى أو أن ثورة النساء أمر مستفز؟
ماذا لو بدأنا في الحكم على الأفراد على أساس الأفعال والأفكار التي يظهرونها بدلًا من الحكم على المرأة من خلال ملابسها بأنها “متواضعة” أو “محترمة” أو”وقحة”؟ ماذا لو توقفنا عن السخط عندما نجد سيدة ترضع صغيرها في الأماكن العامة؟ ماذا لو توقف فيسبوك عن وضع علامة سوداء على ثدي المرأة؟ ماذا لو اعترضنا على معاملة المرأة كمجرد أداة وسلعة روتينية في الإعلانات ومجلات الموضة.
ماذا لو تم تكريس كل هذه الجهود التي ترعاها الدولة لاظهار “الالتزام” بحرية المرأة لمحاربة سليمة وحقيقية للعنف المنزلي؟
ربما لو كانت الشوارع أكثر أمانًا لما شعرت النساء بحاجة أو اضطرار في بعض الحالات للتغطية ربما لو كانت الشوارع أكثر أمانًا لكانت عملية اختيار الملابس تخضع لهن فقط وليس من شأن أحد أن يدين ذلك.
ربما لو لم نعطي كل هذا الاهتمام لدلالة وعناصر الملابس لبدأنا العمل على تحقيق مزيد من التعايش الحقيقي.
لأمر محزن بل ومثير للقلق أن ترى كل هذه الأطراف تستخدم الثقافة والعادات والدين ككبش فداء، بينما على القضية الحقيقية أن تركزعلى الرغبة العميقة المتأصلة في كل المجتمعات للسيطرة على المرأة. المفاهيم الذكورية عما هو مقبول ومحرم هي جزء لا يتجزأ مننا حتى وصلت المرأة إلى درجة تعتقد وحتى تدافع عن فكرة ممارستها حرية الاختيار. ولكن هل نحن حقًا كذلك؟
لحسن الحظ، أنا لا أعيش في بلد أقلق فيه بشأن فرض غرامة من رجل شرطة بحجة أنني لست تقية بما يكفي أو لينتزع ملابسي باسم الحرية. لكنني ما زلت أفكر مرتين بشأن ما أرتدي عندما استخدم وسائل النقل العامة، أو عندما أمشي أمام موقع بناء ولك لأن فرص تعرضي للتحرش تزداد عندما أرتدي ثياب معينة. لذلك أرغب بل وأتمنى أن أصبح بطريقة ما غير مرئية لاتجنب عواقب غير مرغوب فيها. وبالرغم من أنني لست مسلمة أو متدينة على الإطلاق فأنني أتضامن بشدة مع أخواتي المحجبات.
تلخص هذه الكلمات على فيسبوك لديمونيو بلانكو كامل القضية، حيث يصفها “التحول الأرجواني”
«النص الأصلي:Purplewashing es una expresión que refiere al uso del feminismo como excusa para actitudes intolerables, como la islamofobia.
Si te preocupa más que una deportista juegue con velo a que el resto lo hagan en bikinis minúsculos o a que los fotoperiodistas usen este tipo de encuadres, es muy posible que sea purplewashing.
Si odias el reguetón porque es machista pero no a Los Planetas, es posible que sea purplewashing.
Mujeres con velo, en bikini, que hacen punk o que perrean: somos todas hermanas y cada una se sacude el patriarcado como le da la gana.
Si realmente te preocupa mucho la opresión que sufrimos, echa un cable parando a tus colegas cuando nos tratan como a objetos en un bar o cuando hacen chistes de violaciones. No vale ver sólo la paja en el ojo ajeno.
— Vega Pérez-Chirinos Churruca.»
اقتباس فارغ!
إذن ماذا يجب أن نرتدي إذا لم يكن هناك قواعد دينية أو ليس علينا القلق بشأن العيون المحدقة بطريقة غير مريحة أو عن العنف والوصمة؟ ماهي الخيارات التي علينا اتخاذها إذا لم ننشأ على أن نكون بكامل وعينا في كل ما يخص أجسامنا وما ينتج عن ذلك؟
من خلال التركيز على حظر البوركيني دون الاهتمام بالانتهاك الممنهج لحقوق المرأة والكامن في قصة ثوب السباحة، هل يفيد ما نفعل حقًا؟
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «حظر البوركيني: ليس إلا حل سطحي للقضية». الأصوات العالمية. 6 سبتمبر - أيلول 2016.
شارك الخبر:
|