انتقل إلى المحتوى

حجب المواقع على الإنترنت في عهد الحوثيين

من ويكي الأخبار

الأربعاء 1 أبريل 2015


أقدمت جماعة الحوثي في السادس والعشرين من مارس / آذار 2015 على حجب عدد من المواقع الإخبارية اليمنية في محاولة منها على ما يبدو للحد من حرية الرأي والتعبير، وقمع حرية الإعلام والأصوات الإعلامية المعارضة. جاء ذلك بعد تنبيه نُشر في الخامس والعشرين من نفس الشهر في موقع وزارة الإعلام، وفي صفحة الوزارة على فيسبوك، كما نشره موقع وكالة الأنباء اليمنية سبأ التي يسيطر عليها الحوثيون، كما يسيطرون على جميع مؤسسات الدولة بطريقة غير شرعية منذ 21 سبتمبر / أيلول 2014م.

قال التنبيه الذي وُجّه لوسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة أن الوزارة ستتخذ الإجراءات القانونية الرادعة والصارمة والتي قد تصل إلى حد الإغلاق لأي وسيلة إعلامية تعمل على إثارة الفتن والقلاقل.

لا أدري ما المقصود بالإجراءات القانونية المذكورة في التنبيه، إذا كان وصولهم إلى السلطة بحد ذاته يعتبر انقلابًا على القانون بل والدستور ذاته! وهنا يجدر الإشارة إلى أنه لا توجد حكومة أصلا في انقلاب الحوثيين، علما بأن وزير الإعلام الأستاذة نادية السقاف في حكومة بحاح لا تخضع للحوثيين ولطالما انتقدت سيطرتهم على المؤسسات الإعلامية الرسمية كوكالة الأنباء سبأ وصحيفة الثورة.

وكما يبدو من صياغة نص التنبيه ذاته، يبدو أن قرار إغلاق المواقع قد تم اتخاذه إذ يقول التنبيه:

«النص الأصلي:ان هذه الإجراءات القانونية التي سيتم اتخاذها تأتي نظرًا لحساسية المرحلة التي تمر بها البلاد ودراءً للفتنة ولما تقوم به تلك الوسائل الإعلامية من إثارة للنعرات الطائفية والمناطقية والتحريض الذي يهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي ووحدته الوطنية من خلال نشر الأخبار الكاذبة وقلب الحقائق وبث الشائعات المغرضة والتعرض بالقدح والسب لثورة شعبنا الأبي ولدرع الثورة المتمثل في الثوار ورجال القوات المسلحة والأمن البواسل الذين يخوضون معركة الوطن وشعبه الصابر المكافح والتصدي لكافة المؤامرات الداخلية والخارجية وللمتأمرين والعصابات الإرهابية للقاعدة واخواتها والتي وصلت إلى حد قتل المصلين الآمنين في دور العبادة ومحاربة كل مايؤدي إلى الفتن وسفك الدماء وإقلاق السكينة العامة للوطن والمواطنين.»

يعتبر بعض المواقع التي تعرضت للحجب من المواقع الأكثر زيارة في اليمن مثل محرك البحث الإخباري صحافة نت، كما تم حجب مواقع مأرب برس، الصحوة نت، يمن برس، يمن فويس، المشهد اليمني، و اليمن السعيد.

كان أشيع في وقت سابق، بداية مارس / آذار عن نية وزارة الاتصالات حجب بعض من مواقع شبكات التواصل الاجتماعية، إلا أنها أكدت عدم صحة تلك المزاعم وأن المؤسسة لم تتلق أي طلب أو مقترح من أي جهة كانت لحجب تلك المواقع وأن المؤسسة مزود لخدمة الانترنت ولا تتدخل في مثل هذه الأشياء عدا حجب المواقع الإباحية التي تمس الطابع الأخلاقي للمجتمع على حسب المصدر.

ومن المعروف أن جماعة الحوثي لها تاريخ سيء مع الصحفيين ووسائل الإعلام بكافة أشكالها وأنواعها المقروءة والمرئية والمسموعة والإلكترونية إذ نشرت هيومان رايتس ووتش في 23 مارس / آذار 2015 تقريرًا قالت فيه أن قوات الحوثيين وغيرها في اليمن ارتكبت عددًا من الاعتداءات وإساءات أخرى بحق الإعلام في خضم ظروف سياسية وأمنية متدهورة.

وفي اليوم ذاته الذي تم فيه حجب المواقع الإلكترونية، قامت ميليشيات الحوثي باقتحام مكتب قناة الجزيرة، و قناة سهيل، وقناة يمن شباب، و موقع وصحيفة المصدر والمصدر أونلاين، و قناة السعيدة.

الحوثيون من مُنتَهَك إلى مُنتَهِك

قبل أن يتحول المخلوع علي صالح من عدو لجماعة الحوثي إلى شريك وداعم رئيسي، وحتى أغسطس / آب 2012، كانت جميع المواقع الإلكترونية التابعة للحوثيين تقريبًا محجوبة كما كان حال معظم مواقع المعارضة والمواقع الإخبارية، في يوليو / تموز 2012 تمكنت جماعة الهاكرز ( Anonymous) من الحصول على قائمة المواقع المحجوبة في اليمن، وقامت بنشرها آنذاك، توضح قائمة كبيرة من المواقع التابعة أو المؤيدة لجماعة الحوثي بما في ذلك صفحات ومجموعات معينة في فيسبوك وقنوات يوتيوب.

في العام 2009 أطلق وليد السقاف مؤسس موقع يمن بورتال النسخة الأولى من برنامج الكاسر لتجاوز الحجب المفروض على مواقع الإنترنت في اليمن وتم حينها السماح لمستخدمي الكاسر من الوصول إلى المواقع التابعة للحوثيين والمؤيدة لهم. هذا الرجل نفسه الذي قاد أكثر من حملة ضد حجب المواقع الإلكترونية بما فيها مواقع الحوثيين من قبل نظام صالح، يرأس اليوم جمعية الإنترنت اليمنية التي استنكرت الخطوات التي أقدمت عليها جماعة الحوثيين بحجب المواقع الإعلامية المعارضة لها، وطالبت بسرعة رفع الحجب عن هذه المواقع.

وهكذا يبدو أن الحوثيين في هذا الجانب لا فرق بينهم وبين نظام المخلوع علي صالح عدوهم الماضي وشريكهم الحالي، إذ لم نشهد رفع الحجب عن المواقع الإلكترونية حتى بداية العام 2012 بشكل تدريجي حتى نهاية العام ذاته مع البقاء على حجب المواقع الإباحية وبعض المواقع الأخرى.

وهنا يجدر الإشارة إلى أن يمن نت هي المزود الوحيد لخدمة الإنترنت في اليمن، وهي جزء من مجموعة الاتصالات اليمنية التابعة للحكومة، والتي تعاني من العديد من المشاكل سببها ضعف البنية التحتية في ظل الاحتكار لخدمات الإنترنت، وارتفاع أسعارها مقارنة بالدول المجاورة، مع الأخذ بعين الاعتبار جودة الخدمة من سوئها.

يُشار إلى أن يمن نت تستخدم نظام نت سويبر (Net Sweeper) في فلترة مواقع الإنترنت، وتحجب الشركة أيضًا العديد من مواقع البروكسي وكسر الحجب. وقد أكدت لي العديد من المصادر المطلعة في المؤسسة العامة للاتصالات أن قرارات الحجب تأتي من جهات سياسية عليا وليس أمام المؤسسة سوى تنفيذ التوجيهات.

أتمنى أن نرى انفتاحًا ورفعًا للحجب عن أي مواقع على الإنترنت ويجب تحييد شبكة الإنترنت، وضمان حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير. كنتُ في وقت سابق نشرت مقالا فيه مجموعة من الروابط لتجاوز الرقابة والحجب يمكنكم العودة اليه بالضغط هنا.

مصادر

[عدل]