تغيّر المناخ: هل يزيد من انتشار الأمراض؟

من ويكي الأخبار

الجمعة 24 أكتوبر 2008


لم تعد العواقب المحتملة لتغيرات المناخ تقتصر على ذوبان الجبال الجليدية، وارتفاع مستويات البحر، وتحولات الطقس الشديدة القسوة. ويحذر العلماء من أنّ تغيرات المناخ العالمي قد تهدد الصحة العامة بزيادة انتشار الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى.

في الوقت الحالي تعتبر هذه القضية محط اهتمام عالمي، وقد عمل [جميع الروابط انكليزي] خبراء الصحة على البحث في هذه المشكلة، وكانت مواضيع تلك الأبحاث السمة الأساسية لـ ميديكال جورنالز، و يوم الصحة العالمي الذي عُقد هذه السنة. و يخشى الباحثون زيادة المخاطر التي تهدد الصحّة العامة في حال عدم ضبط استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

وتترواح هذه المخاطر من حالات الموت بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والكوارث الطبيعية، إلى تغيّر في نمط الأمراض الحسّاسة للحرارة أو التي تنتشر بالهواء، كالملاريا والحمى الاستوائية. ويصرح الخبراء بأننا قد شهدنا مسبقاً أمثلة على هذه التغيرات، من وباء الكوليرا في بنغلاديش إلى حمّى الوادي المتصدع في أفريقيا.

وضحت لورا غرانت في نشرتها على تري-فوليوشن بأنّ تغيرات المناخ بات من الممكن مشاهدتها في كينيا أيضاً.

«النص الأصلي:حذرت الهيئة المسؤولة عن مراقبة المناخ من أنّ أمراض كالملاريا قد تغيّر من نطاق انتشارها بسبب تغيّر المناخ، في كينيا وصلت تقارير مسبقاً عن حالات انتشار للملاريا في مناطق كانت قد أُعتبرت خالية من الملاريا.»

وهكذا أصبحت التغيّرات المناخية ظاهرة عالمية، وقد حذّر الخبراء من أنّ عواقبها الصحية ستكون شديدة الأثر على أفقر الناس في أفقر البلدان. في تسعينيات القرن الماضي وصل عدد ضحايا الكوارث الطبيعية المتعلقة بالطقس إلى 600000 حالة وفاة، 95% من هذه الحالات كانت في البلدان الفقيرة.

كما أنّ عدد ضحايا الاسهال، والملاريا وحالات سوء التغذية وصل إلى 3 ملايين ضحيّة حول العالم سنة 2002، أكثر من ثلث هذه النسبة كانت من حصّة افريقيا. معرض الصور هذا يوضح بشكل أكبر عواقب التغيّر المناخي.

على أيّة حال توضح مدونة غلوباليزيشن-آند-انفيرونمنت بأنه من الصعب الفصل بين تأثير التغير المناخي والفقر على الصحّة.

«النص الأصلي:هناك مناقشات جادة حول تأثير الاحتباس الحراري على انتشار الأمراض، حاول أن تتذكر بأنه هناك علاقة وطيدة بين المرض والفقر، كما هي العلاقة بين المناخ والمرض. هذه الفكرة بمفردها دائماً من اهتمام عالم مكتئب بفكّر في طرق بديلة لنموت بها.»

كما وضع علماء جمعية حماية العالم [World Conservation Society] تقرير بـ 12 مرض حيواني-إنساني من الممكن أن ينتشر إلى مناطق جديدة من العالم بسبب تغيرات درجات الحرارة والهطولات المطرية. هذه الحزمة المميتة من الأمراض تشمل انفلونزا الطيور، الكوليرا، الايبولا، مرض اللايم، السلّ، والحمّى الصفرا. ولمنع انتشار مثل هذه الأمراض، تنصح الـ WCS بمراقبة أفضل للحياة البرية وصحّة حيواناتها للمساعدة في الكشف على أي مرض قد ينتشر.

تريمورتولو، يتوسع في اقتراحه على نشرته في ميديا-غيك:

«النص الأصلي:يقترح الخبراء بأن أفضل الطرق لحماية أنفسنا من أسوأ السيناريوهات بأن نتعقب كيفية تبدل وتحوّل الأمراض في الحياة البرية، وذلك بانشاء شبكة مراقبة عالمية مرتكزة على مزيج من العلوم الغربية وثقافة السكان الفطرية.»

التقرير أثار الرعب في نفوس بعض المدونين، المدوّنة ثينكينج-شيفت تعبر عن قلقها من ربط التغير المناخي بانتشار الأمراض و تقول:

«النص الأصلي:ننحن منهمكين جداً في الوقت الحالي مع مشاكل الأزمة المالية، لدرجة أننا اذا فكرنا في تغيرات المناخ، قد نفكر في تلك المناطق التي ترتفع درجة حرارتها، وارتفاع مستوى البحر، والدب القطبي المسكين الذي لم يعد يجد مكاناً متجمد ليقف عليه. لكن هل توقفنا لمرة للتفكير بتلك الأمراض المميتة التي قد نواجهها؟، حسناً هذا التقرير ساعدني على ذلك، مع حقيقة أنّ أمراض كالسارس وانفلونزا الطيور تسببت بأضرار جسيمة للاقتصاد العالمي وهددت البشرية وأدت إلى خسائر تجاوزت 100 بليون دولار على مستوى العالم.»

منظمة الصحة العالمية صرحت بأنه إن لم تؤخذ بعض المعايير بعين الاعتبار فإن تغير المناخ سيتضاعف تأثيره بحلول 2050، كما ستتضاعف نسبة السكان المعرّضة للمجاعة والمشاكل الصحية المصاحبة.

ماينا، تدون على بارازا، تتقدم بحلول متعددة لمشكلة المناخ:

«النص الأصلي:اولاً، علينا تبني نمط حياة انساني متزن للتقليل من آثار التغير المناخي، ثانياً، علينا حماية الحياة البرية اليوم قبل الغد لأنها نظام الانذار المبكر الذي سيحذرنا من انتشار تلك الأمراض المميتة»

على أيّ حال، ليج-آيرون اتهم جمعية حماية العالم [WCS] بأنها تثير الهلع بدون أدلّة علمية واضحة. بيري-أوربان، أضاف في مدونته أوربان-بلوغ بأن هناك القليل من الأبحاث الموجودة حول هذا الموضوع، كما أنّ الرابط بين تغير المناخ وزيادة انتشار الأمراض لم يتم اثباته بعد.

«النص الأصلي:لا يوجد “نتائج عكسية” نعرفها قد تستدعي من منظمة الصحة العالمية أن تتحرك لحمايتنا. كما أنه من ليس الممكن أن تحرك الرأي العام تجاه قضية ما زالت قيد الدراسة والبحث، إلا إذا كان هدفك هو توليد ايمان عميق بأن هناك مشكلة وبذلك تحصل على التمويل لبحث. العلماء لديهم أقساط رهون عقارية مثلنا تماماً»

الصورة، أزهار براعم الكرز في كانون الثاني، بوساطة نايت-هيرون على فليكر.

مصادر[عدل]