تدرب روسيا هذه الميليشيات في بلغاريا لهدف واحد: محاربة اللاجئين

من ويكي الأخبار

السبت 25 يونيو 2016


انخرط 800 شخص على الأقل في تشكيل ميليشيات مدنية هدفها مطاردة اللاجئين على امتداد الحدود البلغارية.

ظهر ملثمون يرتدون الملابس العسكرية المموهة، يحمل أغلبهم السكاكين وآخرون البنادق، في تحقيق صحفي أجراه التلفزيون الألماني العام وبُث في الثامن من يونيو/حزيران ويبين إلى أن نصف هؤلاء قدموا خدمات للجيش البلغاري.

الدوريات المدنية ليست بالفكرة الجديدة في بلغاريا، لكنها تظهر من جديد بعد زيادة أعداد اللاجئين السوريين الذين دخلوا البلاد بين عامي 2013 و2014.

قُدّر عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا بلغاريا بطريقة غير شرعية باحثين عن الأمان 15 ألف شخص في 2013، لكن بلغاريا التي تعد من دول الاتحاد الأوروبي الصغيرة والمنشغلة بسياستها الداخلية واقتصادها المضطرب، غير قادرة على مواجهة تدفق طالبي اللجوء حيث حاولت الحكومة وقف تدفق اللاجئين بإنشاء سياج طوله 30 كم على امتداد الحدود مع تركيا.

وأدى التوتر بين اللاجئين والمجتمعات المحلية لزيادة المعاناة بالإضافة للفقر والبطالة المستمرة.

جاءت هذه الدوريات المدنية كنتيجة للتعامل الغير مناسب للسلطات تجاه الأزمة والحكومة السابقة برئاسة بلامين أوريشاركسي. أول ظهور للدوريات كان في العاصمة البلغارية صوفيا، وباتت منتشرة على الحدود البلغارية التركية في 2015 لتصبح ميليشيات شبه عسكرية بحكم الواقع.

في البداية لم تكن تلك “الدوريات” تحمل السلاح علنًا، لكنها ازدادت شهرة وتسليح مع تأسيس مراكز للاجئين حول صوفيا وداخلها، مثل ( Ovcha Kupel، Voenna Rampa، Vrazhdebna) التي تديرها وكالة الدولة لشؤون اللاجئين، بالإضافة لأعداد أخرى من المهاجرين الذين يسكنون وسط العاصمة.

حصل المهاجرون على وثائق الإقامة، وأماكن للإيواء لهم ولعائلاتهم، لكن الأوساط القومية في بلغاريا تستغل زيادة أعداد اللاجئين لتحقيق أغراض سياسية داخلية وزيادة شعبيتها بين المواطنين. يقود بوين راست رئيس حزب الاتحاد البلغاري القومي الديمقراطي الجديد وهو حزب قومي مقره صوفيا، واحدة من تلك الميليشيات مبررًا ذلك بدافع “الوطنية وحماية القيم البلغارية.”

خلال الثلاث سنوت السابقة استمرت معاناة اللاجئين السوريين وغيرهم من تزايد الاعتداءات في العاصمة البلغارية، في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 2013، اعتدت مجموعة من عشرين شخصًا على اثنين من اللاجئين السوريين بالسلاسل والسكاكين حيث تسببت في إصابة أحدهما بكسر في الأنف والآخر بجرح في الرأس، أعمار الضحايا 27 و35 عامًا.

في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2013، تم الاعتداء بالضرب على شاب بلغاري من أصل تركي يبلغ 28 عامًا بعدما أن ظنه أحد المتطرفين مهاجرًا، كذلك شملت الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني إلى ديسمبر/كانون الأول 2013 عدة هجمات عنصرية أخرى، منها طعن فتى مالي يبلغ 18 عامًا، وآخر سوري 17 عامًا.

بنهاية العام 2013، أبدت منظمة العفو الدولية انزعاجها من ازدياد جرائم الكراهية ضد المهاجرين في بلغاريا ومن الاحتجاجات المعادية لهم التي تنظمها مجموعات يمينة متطرفة بحسب بيانها الصادر في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2013.

قالت المتحدثة باسم المنظمة باربورا سيرنساكوفا: “إن مشاعر الكراهية للأجانب ترتفع بشكل مقلق وخطير في بلغاريا، يقع على عاتق السلطات التصدي لها، لكن بدلاً من ذلك ساهمت العديد من التصريحات الأخيرة للحكومة في تأجيج الموقف.”

الانتكاسة ودوريات الحدود الغير مصرح بها

وفقاً لبيانات الشرطة البلغارية يتم منع حوالي 15 ألف شخص شهريًا من دخول البلاد عبر الحدود مع تركيا واليونان.

بين نهاية مايو/أيار وبداية يونيو/حزيران 2016 ظهرت عدة تقارير تتحدث عن مجموعات من اللاجئين التي تحاول الوصول إلى بلغاريا عبر الحدود اليونانية. تحدثت وكالة نوفينيت الإخبارية في تقرير لها أن السلطات البلغارية أعادت لليونان 53 مهاجرًا حاولوا الدخول إلى أراضيها، في حين تم الإمساك بمجموعة أخرى من 34 شخص على متن قطار لنقل البضائع بين اليونان وبلغاريا. في تقرير آخر لنفس الوكالة، تم ذكر أنه في غضون 24 ساعة تم منع 215 مهاجرًا آخرين من الدخول لبلغاريا. 62 حاولوا عبور الحدود بين اليونان وبلغاريا في نوفو سيلو، وحاول 155 الدخول عبر الحدود التركية، نتيجة لتلك الحوادث قامت السلطات البلغارية بنشر وحدات من الجيش على طول حدودها مع اليونان.

مع تكرار الأخبار المتعلقة باللاجئين، بدأت التقارير الإعلامية بالحديث عن “الدوريات المدنية”. لا يملكون حق توقيف اللاجئين بشكل قانوني لكنهم يفعلونه كأمر واقع. فقد ذكرت تقارير قيام الدوريات “بالقبض” على مجموعة من الأفغانيين، وفي فبراير/شباط 2016 أشادت وسائل الإعلام البلغارية بالبلغاري دينكو فالف، 29 عامًا، من مقاطعة يامبول جنوب شرق بلغاريا، واعتبرته “بطلًا قوميًا” لإمساكه بمجموعة من اللاجئين السوريين “ بيديه العاريتين“، تفاخر فالف على شاشة التلفزيون الوطني بمشاركته في الدوريات على الحدود مع تركيا “لاصطياد” المهاجرين، وبدأ منذ ذلك الحين في تكوين مجموعة من تلقاء نفسه.

Dinko Valev - the Bulgarian \"refugee hunter\" على يوتيوب

أثارت هذه “الدوريات” جدلاً كبيرًا في بلغاريا في حين التزمت الحكومة التي يديرها حزب يميني وسطي [GERB] الصمت، وكذلك رئيس الوزراء بويكو بوريسوف. ظل الإعلام البلغاري صامتًا بشكل عام، إلا أن بعض التقارير أشارت “للدوريات المدنية” في العاصمة صوفيا، لكن لم تذكر تلك التي على طول الحدود مع تركيا. واحد من ردود الأفعال على تحقيق التلفزيون الألماني العام كان للموقع الإخباري ميديا بول الذي قام بتلخيص محتوى التقرير وطرحه للنقاش تحت عنوان “روسيا تدرب مطاردي اللاجئين في بلغاريا” و سلط الموقع Actualno.com الضوء على تدريب روسيا للميليشيات المدنية. تصف وسائل الإعلام الموالية لروسيا مثل Budna era اللاجئين عادة “بالغزاة”.

نسبة لتقرير التلفزيون الألماني العام، عددهم في ازدياد ومستمرون في تسليح أنفسهم بالأسلحة الثقيلة حيث أن بعض أعضاء وقادة تلك الدوريات جنود روس سابقين.

أكبر الفصائل القومية التي شاركت بنشر الدوريات عبر الحدود مع تركيا هما حركتا [Voenen sayuz – BNO Shipka]، اللتين أسستا مجموعة عسكرية باسم “الاتحاد العسكري – بنو شيبكا” مع صفحة على ومجموعة كذلك. يزيد عدد المشتركين فيها عن 4000 آلاف عضو حيث تتم مناقشة الإجراءات ضد اللاجئين والمهاجرين. في السادس من يونيو/حزيران، أنتج التلفزيون الروسي مقطعًا مصورًا يغطي أنشطتهم.

قال أحد أعضاء هذه المليشيات في المقطع الذي بثه التلفزيون الألماني العام “جاهزون للحرب مع اللاجئين إذا فشل الاتفاق مع تركيا.”

من غير الواضح ما قصده وكذلك ما إذا كانت السلطات ستتعامل مع الأمر بالشكل المناسب، إلا أن الحكومة البلغارية فشلت في التصدي لمشكلة الدوريات المدنية حتى الآن.

مصادر[عدل]