تجارب إطلاق الصواريخ في الهند وباكستان: هل هي لعبة سيطرة أم مجرّد استعراض؟

من ويكي الأخبار

الثالث 8 مايو 2012


هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة العلاقات الدولية وشئون الأمن.

في التاسع عشر من نيسان /أبريل لعام 2012، أجرت الهند اختباراً ناجحاً [بالعربية] لإطلاق صواريخها (أجني في) البالستية العابرة للقارات [بالعربية]. بصل مداها لأكثر من خمسة آلاف كيلومتر، يجعل “الأجني في” قدرات الصواريخ الهندية تصل بشكل متزايد إلى نفس المستوى مع نظيراتها في الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين. قامت الجارة باكستان في الأسبوع التالي بإجراء تجربة ناجحة لإطلاق صواريخها البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية، الشاهين 1 اي.

[جميع الروابط بالانجليزية ما لم يذكر غير ذلك]

غطَّت وسائل الإعلام الرئيسية ووسائل الإعلام الاجتماعي معاً هذه التجارب الصاروخية المتتابعة بشكل واسع النطاق. وبالأخص، اشترك مستخدمو الإنترنت في نقاشات على الإنترنت تتعلق بسباق التسلّح المتصاعد في جنوب أسيا وتداعياته على الأمن العام في الإقليم.

بينما كان مستخدمو الإنترنت في أرجاء الهند وباكستان معبئون بالمشاعر القومية ومنهمكين في نقاشات ساخنة تتعلق بتجارب إطلاق الصواريخ المعنية، فقد وجِّه انتقادات حادة في فضاء التدوين الباكستاني على ردّ الولايات المتحدة على تجارب إطلاق الصواريخ الهندية، حيث وصفوه بانه تطبيق “للمعاير المزدوجة”، ياسمين علي، أستاذة جامعية مقيمة في لاهور، كتبت في مدونة باكبوتبورريز:

«النص الأصلي:تكمن الحاجة هنا في دعم بلد ليردع أو ليبدوا وكأنه يردع الصين. الخيار الواضح: الهند. ما تجاهلته الولايات المتحدة تماما في لعبة الهيمنة الإقليمية هذه هو أنه عندما يخرج الجني من القمقم، فانه سيرفض العودة له. ويمكن يوما ما أن ينقلب على السيد ما أن تتحقق أمنيته بالخروج.»

على أية حال، فقد شعر قسم من مستخدمي الإنترنت بأن تجارب إطلاق الصواريخ هذه لن تؤدي إلى تصاعد التوترات الأمنية بين الهند وباكستان والصين. أشار جايديب برابهو في مدونته شاترونجا إلى أن سياسة الهند كانت الحصول على “حد أدنى مقبول من الردع” ولم تكن التصعيد بسباق تسلّح، كما نوقش بإفراط في قسم من الإعلام.

و علّق:

«النص الأصلي:لقد ولَّد إطلاق الصاروخ “أجني في” اللذي يصل مداه إلى الصين، الكثير من النقاشات عن سباق التسلُّح بين الهند والصين وبالتالي بين الهند وباكستان. الإعلام الصيني (وتلميحات من الحكومة) اتخذت استثناءا لهذا، حيث ردَّت بحدة على التجارب واصفةً إياها بالأوهام الهندية عن الصواريخ…لكن ما لم تكن الهند قد تخلَّت عن سياستها القديمة “أم يو دي”(الضرر المتبادل غير المقبول) فإن المحلّلين وبكين قد تسرعوا بالحكم.»

راجيش باسرور، زميل متقدم ومنسق برنامج جنوب أسيا في كلية أس. راجارتنام للدراسات الدولية، حاجج بأن إطلاق صاروخ “الأجني في” كان “غير مهم” لأنه لن يغير في قواعد لعبة الردع الهندية في مواجهة الصين.

أشار سكوت بالدوف في مقالة له نشرتها صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، إلى سلسلة الأحداث واصفا إياها ب”طقوس عدائية” بين الهند وباكستان، تشكل عادة أكثر منها قلقا أمنيا حقيقيا، خصوصا وأن البلدين كانا يحاولان في الوقت الحالي تطوير راوبط لعلاقات أقوى بينهما.

و كتب:

«النص الأصلي:أتت هذه التجارب بعد اجتماعات غير مسبوقة بين الرئيس الباكستاني أصف علي زارادي ورئيس وزراء الهند مانموهان سنجي في دلهي في وقت مبكر من هذا الشهر، حيث تعهد البلدان خلالها بزيادة التبادلات التجارية وبمكافحة التطرف. بينما بدت هذه التجارب انتكاسة مبكرة، أصبحت الآن نوع من استعراض الرجولة ومنفصلة عن أي مسار سياسي.»

لم تكن هنالك تقريبا أي مخاوف أمنية كبيرة عُبّر عنها في وسائل الإعلام الاجتماعية لدول الجوار الأخرى مثل بنغلادش وسيريلانكا.

[1] النص الأصلي لهذا المقال بالإضافة إلى النسخ الإسبانية والعربية والفرنسية برعاية من شبكة الأمن الدولية (أي أس أن) كجزء من شراكة في مجال صحافة المواطن في مجال العلاقات الدولية وشئون الأمن في العالم. يمكنكم زيارة مدونة الشبكة للمزيد.

مصادر[عدل]