بين المدونات الليبية : ثمن الشهرة
الخميس 10 يناير 2008
في رحلتي الشهرية بين المكتبات و معارض الكتاب الليبية ; تسعدني دوما كميات الإنتاج الليبي المعروض . و يكون رد فعلي هو شراء الكتب التي اهتم بها أو التي لا اعرف عنها شيئا إطلاقا .
لذا, و باعتباري دودة كتب , فقد حرصت على زيارة معرض الكتاب الذي اقامته كلية الحقوق بجامعة الفاتح لانتهاز فرصة الحصول على الكتب بأسعار مخفضة .و بينما أنا هناك , وقعت عيني على رواية اسمها ” للجوع وجوه عدة ” . لم يجذبني إلى الرواية جودة ورقها أو تصميمها الفني بقدر ما جذبني كونها من ابداع سيدة ليبية . و على الرغم من جهلي السابق بالمؤلفة و إنتاجها الا اني قررت شراء الكتاب . و قد شجعني أكثر على الشراء كون الكتاب صغيرا قليل الصفحات . و لكن لاني كنت من أوائل الزبائن في ذلك الصباح فقد اعتذر البائع عن عدم وجود ( فكة ) ليسدد لي باقي الحساب . لذا فقد طلب مني العوده بعد ساعة على امل أن يجمع العمل السيوله المطلوبه . بعد ساعة عدت إلى البائع و معي حمولة ثقيلة من الكتب الي ابتعتها . لكني و للاسف وجدت الكتاب قد نفذ .
ما فاجأني بعد هذا كانت العاصفة التي سببتها هذه الرواية الصغيرة الحجم المغمورة المؤلفة في فضاء التدوين الليبي من ناحية , و في بعض الاقاليم الليبية من ناحية أخرى , ما قاد إلى ذكرها في موقع قناة الجزيرة الفضائية مع تعليقات على الموضوع تعدت الست صفحات .
بدأ النقاش في المدونات الليبية من صفحة سي ان ان ليبيا (انكليزي) , حيث كتب خالد جرني :
«النص الأصلي:عملت مؤلفة الكتاب كمحامية في المحاكم لعشرة سنوات , و لأنها تعرف نقاط الضعف و الثغرات في القوانين الليبية فقد تجنبت في روايتها مهاجمة الإسلام باستخدام هويتها الحقيقة . لكنها بدلا خلقت شخصية خيالية و جعلتها تقارن بين الإسلام و المسيحية بطريقة غير عادلة و مليئة بالإحكام المسبقة , و كما كان متوقعا و مخططا له , وقع الزعماء الدينيون في خطأ الدعاية للكتاب عن طريق مهاجمته و انتقاده في خطب الجمعة , ما ادى إلى اندلاع احتجاجات و توقيع عرائض و انفجار غضب اهل بنغازي تجاه المؤلفة و روايتها , ما جعلها في يوم وليلة نجمة قومية . نفذ الكتاب من جميع المكتبات , و سيق اعظم الباحثين الدينيين إلى المحاكم كالمجرمين او اللصوص تكفيرا لجريمة العبث مع خبيرة قانونية , و ليضربوا عبرة لكل من تسول له نفسه الدفاع عن اعظم و أكثر ديانات العالم نموا !»
لكن غازي من امتداد , تناول الموضوع من وجهة نظر مختلفة , طارحا السؤال الهام : لماذا لا نقرأ أولا ؟ . و الذي شرح فيه العلاقة بين القراءة و التحضر و القدرة على تكوين الرأي النقدي السليم :
«النص الأصلي:البعض سيتحدث عن الالتزام في الكتابة بقيم المجتمع وعاداته وتقاليده، وهو أمر مقبول ومريح، ولكن أين هي هذه العادات والقيم والتقاليد عند معايشتنا للواقع، البعض يقول لا يجوز السماح بنشر روايات تضم أقوال على لسان ابطالها يسبون أو يشتمون، ونحن نسمع كل يوم في شارعنا سباباً وشتماً بشكل معتاد، البعض يقول أن الكتاب الذين يتناولون الدين وتمظهراته الاجتماعية في كتاباتهم الروائية أو الشعرية يسعون بذلك إلى الشهرة السريعة من خلال ذلك، ولكنهم لا يتذكرون هذا الكتاب أو ذاك الكاتب إلا بعد عدة سنوات من صدور الكتاب أو بعد أن تسقط نسخة منه بالصدفة في حجر أحد مبتدئي القراءة والكتابة، فتقوم الدنيا على الكتاب ومؤلفه، ويصبح في يوم وليلة من المشاهير فمن يا ترى سعى للتشهير وللأشهار والدعاية للكتاب والمؤلف.»
اما تسنيم من مدونة ( تجسد) (انكليزي ) فقد ادرجت تلخيصا سريعا لمضمون كتاب رجاء بو عيسى :
«النص الأصلي:ان الرواية المحكية على لسان البطل لأغراض درامية كما تقول المؤلفة , تروي قصة فتاة تضطر بسبب الظروف الحياتية لان تترك ليبيا – التي وصفتها طبقا للمنطق السائد بالمعزولة عن العالم – لتعيش مع اسرة عمها في مصر . هنا تبدأ بطلة القصه في بث افكارها عن رفضها و كراهيتها للإسلام بلا سبب واضح . معتبرة المسيحية على المذهب القبطي البديل الأفضل لأن ( الأبواب دائما مفتوحة ) , على حد تعبيرها .
و بينما انا في انتظار الحصول على نسختي من الروايه – التي اتحسر على عدم دفع الخمس دينارات بالكامل مقابلا لها للبائع بسبب نقص الفكة – فانا استطيع ان اتوقع من اجاباتها في حواراتها للصحافة انها تريد لعب دور الصوماليه آيان هرسي علي , او المصريه وفاء سلطان , او البنجلاديشيه تسليمه تسرين .. يتبادر إلى ذهني ايضا كتاب سلمان رشدي الشهير ( آيات شيطانيه ) . بالاضافة بالطبع إلى ازمة الرسوم الدينماركية الشهيره في 2006 التي اكسبت العديد من المدونين شهرة واسعة خصوصا هؤلاء الذين يحملون مشاعر مناهضة للاسلام .»
سببت هذه الرواية المثيرة للجدل اندلاع عدة مظاهرات . كما خلقت العديد من التعليقات على مقال تسنيم المنشور في موقع شباب الشرق الاوسط ( انكليزي ) الذي سبب الكثير من الجدل . و كما وضحت تسنيم في مقالها فإن الصادم بخصوص الكتاب ليس قيمة الكتاب الأدبيه أو أفكاره المناهضة للإسلام فحسب ,بل ان ما ميز الكتاب عن إنتاج آيان و وفاء و غيرهما من الكتاب أصحاب نفس الاتجاه هو :
«النص الأصلي:” انه يبدو كما لو كان انعكاسا لموضوع حرية التعبير . ليس الكاتب بل المنتقدين له هم الذين تتم محاكمتهم الآن لإبداء ارائهم . لا رقابة على الإبداع هنا. لا فتاوى او تهديدات بالقتل او تكفيرات . ان القوة في هذه المعادلة هو تحول المؤلف ليصبح هو الإدعاء و ليس العكس ” .»
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «بين المدونات الليبية : ثمن الشهرة». الأصوات العالمية. 10 يناير - كانون الثاني 2008.
شارك الخبر:
|