باسل خرطبيل، السجين السوري الذي يكاد يفقد حياته من أجل الإنترنت

من ويكي الأخبار

الخميس 3 ديسمبر 2015


نشر هذا الموضوع على موقع Slate، بقلم ستيفاني فيدال.

مدافع على المستوى العالمي عن الإنترنت الحر وثقافة المصادر المفتوحة “Open source”، محتجز منذ ثلاث سنوات و نصف من قبل نظام بشار الأسد، و قد تم نقله مؤخرًا من سجن عدرا إلى مكان غير معروف.

باسل خرطبيل، 34 سنة، مدافع شرس عن شبكة عنكبوتية حرة ومشجع ثقافة المصادر المفتوحة. تم احتجازه بيوم 15 مارس / آذار 2012 في سجون نظام بشار الأسد. وحسب رأي مجموعة نشطاء عملوا على موضوع الاعتقال التعسفي في دورته ال 72 في جنيف في نيسان/أبريل 2015، فإن اعتقاله تم نتيجة “ممارسته لحقه في حرية التعبير ودعوته لاستعمال غير مقيد للإنترنت”.

نقل باسل يوم 3 أكتوبر / تشرين الأول 2015 من سجن عدرا المتواجد شمال شرق مدينة دمشق، والذي كان محتجزًا فيه منذ ديسمبر/كانون الأول 2012، إلى وجهة مجهولة، ربما كي تتم محاكمته. متهم دون أي أدلة موثوقة ضده، لقد أضحى باسل اليوم في خطر أكثر من أي وقت مضى.

مهندس برمجيات ومطور ويب معترف به دوليًا لمساهماته في أكبر مشاريع المصادر المفتوحة كبرنامج موزيلا فاير فوكس، ويكيبيديا وكرياتيف كومونس، شارك باسل في أعمال محلية مؤسسا بذلك الآيكي لاب في دمشق (Aiki Lab)، وهو مكان مخصص للممارسات الفنية الرقمية وتعليم التكنولوجيات التعاونية. ونتيجة أعماله، تم اختياره من قبل موقع Foreign Policy الشهير (المساند لموقع Slate) حيث حظي بالمركز 19 في ترتيب المفكرين العالميين لسنة ال 2012، و نال أيضًا جائزة الحرية الرقمية على الرقابة (Index on Censorship) في 2013، وهي منظمة عالمية مدافعة عن حرية التعبير منذ 1972.

تقلق عملية سجنه و نقله مؤخرًا نشطاء حقوق الإنسان والمدافعين عن الحريات والحق في التعبير عن الرأي و الفكر.

كتبت مديرة EFF (مؤسسة الجبهة الإلكترونية) عقب تفشي الخبر، التغريدة الآتية عبر التويتر:

«النص الأصلي:We know petitions won't convince Syria (or anyone) but it's all we've got. Please help get the word out so Bassel stays safe.

— Jillian C. York (@jilliancyork) October 3, 2015»

«ترجمة:ندرك أن توقيع العرائض لن يقنع سوريا أو ايا كان، و لكنها الوسيلة الوحيدة التي نملكها في الوقت الراهن. ساعدونا لإيصال صوتنا لإنقاذ حياة باسل و ضمان سلامته.»

في أقل من 140 حرف، استطاعت جيليان أن تشير إلى حقيقتين: أولهما سكوت الحكومة السورية عن ملف إطلاق سراح باسل خرطبيل، واهتمام مستخدمي الإنترنت لمصير المعتقلين. وفي هذا الخصوص أكدت إيناس عثمان، منسقة القسم القانوني لمؤسسة الكرامة وهي منظمة غير حكومية مكلفة بالتنسيق بين ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في العالم العربي وآليات الأمم المتحدة، لا مبالات السلطات السورية قائلة: “تم اتخاذ إجراءات من طرف الأمم المتحدة في 2012 و2014، و لكن دون جدوى. حيث لم تستجب السلطات السورية لأي من المبادارت المتخذة. في أبريل/نيسان الماضي، قامت المجموعة المتابعة لاعتقاله التعسفي بالدعوة إلى إطلاق سراح باسل، ولكن لا حياة لمن تنادي.

إنه لمن الضروري أن يدعو المجتمع الدولي إلى تنفيذ هذه القرارات المؤكدة بوضوح أن أبسط حقوقه الأساسية لم تحترم. فقد تم توقيفه واحتجازه سرًا وتعذيبه وتقديمه أمام قاضي عسكري وفق اتهامات باطلة. يوم السبت، تلقينا خبر نقل باسل من سجن عدرا إلى وجهة غير معلومة ولا أحد يعرف شيء عنه في الوقت الحالي، وبالتالي قمنا بالاتصال بالفريق الأممي المسؤول عن الاختفاءات القسرية آملين في تلقي رد من السلطات. عندما لا يتم احترام أبسط الحقوق، فلا يمكن إلا العيش في الأمل. مما يقودنا نحو النقطة الأخرى ألا وهي مشاركة المعلومة، وبالتالي فكلما تمت مشاركتها وكانت متواجدة على الإنترنت، كلما أصبح تحقيقها أقرب للواقع.

إذا كان التزام باسل خرطبيل بالنضال من أجل إنترنت حر قد قاده خلف قضبان السجن، فإن اهتمامنا بالقضية، نحن مستعملو الإنترنت، من شأنه رفع الغطاء عن وضع باسل وكذلك التعريف بقضيته لكي يعرف العالم أنه في سوريا.

يمكنك أن تضع نفسك وحياتك في خطر فقط لأنك استعملت هاتفًا ذكيًا ولأنك تعرف كيفية استخدام الإنترنت .

التشبث بالحياة في سجن عدرا تحت القنابل

إن محاولة سرد قصة باسل في السنوات الخمس الأخيرة، كمحاولة تفكيك ألوان لوحة سوريا المدمرة. ففي بدايات الثورة أي ما بين 15-18 مارس/آذار قامت ما سُمي بوقتها مظاهرات “الجمعة” التي سرعان ما تم قمعها إلى أن تحولت تدريجيًا إلى مواجهات مسلحة قادت إلى أكثر من 240 ألف قتيل وملايين من النازحيين والمهجرين.

لظروف أجبرته على البقاء، يُعد باسل خرطبيل من السجناء الكثر: 8000 معتقل منهم 600 امرأة فقط في سجن عدرا، أي ما يناهز ثلاث مرات قدرة السجن على الإستيعاب. سجن عدرا يستقبل كل أنواع السجناء، من مهرب ومدمن المخدرات إلى القاتل والسارق إلى أسماء معتقلين ذاع صيتها خارج الحدود السورية لما مثله إلتزامهم ونضالهم من أجل حرية التعبير. مازن درويش مثلًا، رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، والذي تم إعتقاله في فبراير/شباط 2012، أي قبل شهر تقريبًا من اعتقال باسل، أطلق سراحه مؤقتا في يوم 10 أغسطس/آب 2015 قبل أن تتم تبرئته من تهمة نشر معلومات عن أعمال إرهابية. من جهته فإن باسل متهم أمام المحاكم العسكرية مما جعله غير مستفاد من العفو السياسي العام لشهر يونيو/حزيران 2014، الذي على الرغم من عدم شفافيته، يبقى سببًا في إسقاط التهم ضد بعض الناشطين السلميين. في وقت تواجده في سجن عدرا، سيطرت إحدى مجموعات الثوار المسلحة والمعروفة بجيش الإسلام على بنايتين منه في 12 سبتمر/أيلول الماضي. فأصبح هذا التاريخ رمز كونه عيد ميلاد الرئيس بشار الأسد ال 50. ونتيجة لهذه الأحداث، وجد السجناء نفسهم تحت قنابل جيش النظام والثوار الذين يريدون تحرير السجن.

إستطاع باسل البقاء على قيد الحياة رغم تواصل إطلاق النار، إلا أن عشرات السجناء لقوا حتفهم وجرح منهم المئات. مرة أخرى وعندما يتعلق الأمر بسوريا، يصعب الوصول إلى المصادر، فتظل الأرقام تقريبية فقط، ويخنق الكلمات الخوف وبطء الاتصالات التي غالبًا ما تكون تحت المراقبة. وكما أكد المحامي Benoit Huet في مقال لجريدة Liberation، فإن الحرب في سوريا قد أصبحت حرب إعلامية بامتياز داخل عالم متصل و متواصل فيما بينه، متسائلاً عمن يقف وراء إدارة هذه الأخيرة. على المستوى الدولي، هذه الحرب الإعلامية تمنعنا من رؤية واقع الصراع الدائم الحضور إعلاميًا لشدة تعقيده. ولكن في نفس الوقت، لا يجب على هذه الحرب أن تنسينا الحرب المعلوماتية. ففي قلب سوريا، تستخدم المعلومات الشخصية والمحتويات المنشورة على المواقع الاجتماعية كأسلحة.

الهواتف الذكية السورية، تبث الخوف في جيوب حامليها

الإنترنت وخاصة المواقع الاجتماعية متل فيسبوك، عبارة عن أدوات اتصال تحظى باستعمال كبير من قبل الشعب السوري من أجل توثيق ثورة 2011 وقمع النظام الدامي. الوثائقي ” سوريا : في قلب الثورة السرية و الذي تم بثه على قناة ال BBC في 26 سبتمبر/أيلول 2011، يتضمن بعض الفيديوهات التي جعلت المجتمع الدولي بعد بثها على الإنترنت يدرك ثورة الشارع السوري. وللتذكير لم يكن الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك مسموحًا في سوريا. إلا أنه وقت تولي بشار الأسد الحكم بعد موت أبيه حافظ الأسد في يونيو/حزيران 2000، قام بشار بالظهور كالمصلح والمجدد مثبتًا ذلك بانفتاحه اقتصاديًا وسياسيًا بالسماح باستخدام الإنترنت. ولكنه ولكونه مدركًا قوة الشبكة فقد قام بحظر أهم مواقع التواصل الاجتماعي سنة 2007 وثم موقع ويكيبيديا في 2008.

منذ البداية كانت كل المواقع مراقبة، إذ أكد وليد صقر، وهو ضابط أمن سابق أمام كاميرا مشعل حسين، في حلقته الثانية من وثائقي “كيف غير فيسبوك العالم العربي: الربيع العربي” إجبار كل زوار مقاهي الإنترنت على تقديم هوياتهم بالإضافة إلى حفظ كل أرشيفهم على الإنترنت. وفي فبراير/شباط 2011، سمح بشار الأسد بفك الرقابة عن مواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك و يوتيوب وتويتر. إلا أن هذا قرار كان مقلقًا، حيث بدا أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت أسهل طريقة وأضمنها للحكومة لمراقبة مواطنيها وتجميع أكبر قدر من المعلومات عن معارضيها.

لقد مكنت مواقع التواصل الاجتماعي السوريين من التعبير عما كان يخالجهم، إلا أن الحكومة استغلت الفرصة واستخدمتها ضد الشغب حيث تمكنت من رصد كل معارض محتمل ضد نظام دمشق وكل من كانت له مهارات إعلامية ومعلوماتية. Dana Trometer، أحست هذه الباحثة ومنتجة الوثائقي المذكور أعلاه بمرارة هذا الواقع: “لقد التقيت أناس من أجل كل فلم صورته في ما يخص العالم العربي لكن و في سوريا خاصة، كان كل من استجوبته مضطرا للفرار والهروب أو سريعًا ما يختفي عن الأنظار بعد استجواباتنا”.

إلى يومنا هذا يقول اللاجئون أنه من الخطر جدًا حمل هاتف ذكي خلال رحلتهم لاحتمال توقيفهم وتفتيشهم على حواجز النظام أو الدولة الإسلامية مطالبين إياهم بكلمات سر حساباتهم على فيسبوك لمعرفة آرائهم السياسية. كان باسل خرطبيل يقول أن حمل هاتف نقال في سوريا أخطر من حمل قنبلة نووية. فعمله كمطور مضمون الويب، و نضاله من أجل إنترنت حر، كان يمنعه من التخلي عن أجهزته الإلكترونية. ففي 31 يناير/كانون الثاني 2012، أسبوعين قبل اعتقاله، غرد بما يلي على حسابه على تويتر:

اقتباس فارغ!

«ترجمة:لا يغادر بلده كل من كان معرضًا للخطر، فوراء تعرض كل واحد للخطر سبب يمنعه من المغادرة»

إنشاء “Project Palmyra” و AikiLab

كان دوره كممثل “Creative Commons” في سوريا، ومشاركته عالميًا في ثقافة الحرية، يسمح له بالسفر خارج البلاد، إلا أنه كان دائما ما يعود إلى بلده. في بولونيا، حيث تم إنعقاد قمة Creative Commons في سبتمر/أيلول 2011، قام صديقه جون فيليب، والذي أصبح صاحب حملة #حررو_باسل، برجائه ألا يعود إلى سوريا لأنه يخاطر بحياته وقد ينتهي في السجن.

يتابع فيليب قائلاً: “حاول باسل أن يطمئنني بأنه يمكن لشيء من هذا القبيل أن يحدث، لأنه وبكل الأحوال كان له أصدقاء وعائلة وحب هناك، وأنه لا يمكنه البقاء بعيدًا عنهم. لقد بكينا لقساوة الوضع، لكن سرعان ما ضحكنا ونحن نتحدث عن أحلامنا ورغبتنا في تغيير العالم. وفي اليوم التالي ودعته من شباك غرفتي ويغادر في سيارة تكسي وكانت هذه آخر مرة أراه فيها قائلًا لنفسي أنه سيتم توقيفه عند نزوله من الطائرة”

بعد رجوعه إلى سوريا، لم يطل باسل أي ضرر إلا أنه تابع فعالياته محليًا، وكون أغلب البرامج محظورة قام باسل بتأسيس “AikiLab” وهو مقر ثقافي لقرصنة البرامج وإعادة الوصول إليها.

فنانون، أساتذة، صحفيون وآخرون قضوا معظم وقتهم بين جدران المقر حسب شهادة دينو أحمد علي، حيث كان المقر عبارة عن شقة كبيرة مكونة من غرفتين يمكن لأي واحد أن يشتغل وينام ما طالت المهمة، أو أن يشرب فنجان قهوة أو زجاجة جعة باردة من أجل الإسترخاء. كان غالبًا ما يخصص صالون الشقة للاجتماعات المهمة مع مؤسس موزيلا “ميتشيل باكر” ورئيس “MIT Media Lab” جوي إيتو

كان دينو أحمد علي، وباسل خرطبيل زملاء عمل في دار تحرير تدعى الأوس على موقع “Discover-Syria.com” الذي يقترح مجموعة معلومات ثقافية على سوريا، حيث كان باسل مدير تقنيًا و دينو مديرًا فنيًا. لقد شارك باسل من أجل نفس الشركة ولعدة سنوات في مشروع طالما حلم به وهو مشروع تدمر. الغرض من هذا المشروع زيارة وهمية للمدينة القديمة كاملة الترميم بتقنية 3D انطلاقًا من وثائق علمية وأثرية. يقول جورج دحدوح الذي التحق بالفريق بعد بضع شهور كمسؤول تصميم: “في البداية كان باسل مكلفًا بالبرمجة فقط، ولكن و لكونه متعدد المهارات فقد استطاع أن يتعلم استخدام برنامج مايا و التصميم بتقنية ثلاثية الأبعاد، كما أنه استطاع استخدام محرك اللعبة من أجل إعداد تصميم الزيارة الوهمية بتقنية ال 3D واشتغل مع كل من أفراد الفريق وفي كل المجالات باستثناء فريق حقوق النشر والبحوث الذي كلفت به مجموعة باحثة في المصادر التاريخية تقوم باستجواب علماء الآثار”

إن مشروع تدمر موجه لكل المستخدمين، لأن من شأنه تكوين موسوعة رقمية عن المدينة الأثرية بمساعدة مجموعة متخصصين في علم الآثار وعلماء التكنولوجيا الجديدة. خالد الأسعد، مدير الأيقونات العتيقة لتدمر من 1963 إلى 2003، والذي كان صديقا لباسل كان من ضمن علماء الآثار الذين ساهمو في المشروع. و في 18 أغسطس/آب الماضي، تم إعدام هذا الأخير من قبل الدولة الإسلامية وتعليق جسده في الشارع لتملأ صوره مواقع التواصل الاجتماعي.

ولأن هذا المشروع لم يرى الضوء إلى يومنا هذا، فقد قرر أعضاء حملة #حررو_باسل إحيائه و ذلك بإطلاق حملة #NEWPALMYRA، وهي مجموعة صغيرة على الإنترنت و خزان بيانات من أجل رد الاعتبار لعمل باسل. يُدار هذا المشروع من قبل باري ثرو وهو فنان رقمي ومدير برامج لشركة أوبسكورا التي قامت مؤخرًا بالمساهمة في إنتاج فيديو عن مبنى إمبايرستيت. وراء هذا المشروع إرادة في تثقيف الرأي العام عبر بث صور لأنواع معرضة للإنقراض على سطح إحدى أطول ناطحات سحاب نيويورك، وأيضًا من أجل التنويه بخطورة التغير المناخي وجعل العالم الرقمي يخدم قضية سوريا المهددة.

“لطالما كانت تدمر محطة مهمة في تنقل التجار والثقافات، و من خلال مشروع #NEWPALMYRA، نحن نقف ضد تدمير كنوز أثرية من قبل داعش وتدميرها من خلال حلم رجل شهم مثل باسل خرطبيل. نتمنى أن يلقى هذا المشروع اهتمامًا و يسلط الضوء على عمله ويساهم في إطلاق سراحه”

محاكمة مدني أمام محكمة عسكرية

عند مغادرته عمله في المزة بدمشق، تم اعتقال باسل خرطبيل بتاريخ 15 مارس/آذار 2012 من قبل رجال الفرقة 215، إحدى فرق المخابرات العسكرية. وبعد استجوابه و تعذيبه لمدة خمسة أيام، تمت مرافقة باسل إلى منزله لتتم مصادرة كل معداته وملفاته الإلكترونية واحتجازه سرًا لمدة 9 أشهر. وصلتنا أخبار نقله إلى الفرقة 248 للمخابرات العسكرية ثم إلى سجن عدرا حيث قضى ثمانية أشهر من العزلة و تم تقديمه أمام المحكمة العسكرية بتاريخ 9 ديسمبر/كانون الأول 2012.

تقول نورا غازي، و هي محامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان والتي تمت خطبتها مع باسل أيام قليلة قبل إعتقاله: ” المحكمة العسكرية متخصصة في جرائم الحرب، حيث تخضع لسلطة وزارة الدفاع و ليس وزارة العدل. تتم المحاكمات العسكرية سرًا إذ يمنع على المتهم حضور محاميه. غالبًا ما تكون الأحكام الصادرة صارمة حد الإعدام و يكون تطبيقها فوري بدون أي فرصة لإعادة النظر فيها. و منذ أحداث 2011، استهدفت المحكمة العسكرية نشطاء مسالمين مثل باسل وأنس وصلاح شغري وآخرين. وهذا انتهاك صريح للقانون، للدستور وللمرسوم المؤسس لهذه المحكمة”.

مدني دون محامي، متابع من قبل محكمة عسكرية، رأى باسل خرطبيل نفسه أمام محاكمة لم تتجاوز بضعة دقائق لعدم توفر أدنى دليل يدينه، تم نقله بعدها مباشرة إلى سجن صيدنايا المعروف بوحشيته لدى النظام. ومن صيدنايا إلى عدرا، استطاعت عائلة باسل زيارته بتاريخ 26 ديسمبر/كانون الأول 2012 وكان في حالة جسدية ونفسية مزرية. سُمح لباسل بتزوج نورا غازي داخل السجن بتاريخ 7 يناير/كانون الثاني 2013 وظل هناك إلى تاريخ 3 أكتوبر/تشرين الأول 2015. وحسب رسالة تم نشرها في نفس اليوم على صفحة زوجته نورا، فقد تم نقله نحو وجهة مجهولة ويبدو أنه قد نقل إلى المحكمة المدنية للشرطة العسكرية في حي القابون. ولا توجد أخبار عن مكان تواجد باسل مما جعل محيطه قلقًا جدًا عليه.

لا شك أن مطور الويب و الأستاذ و الناشط المسالم باسل يعيش الآن ظروف قهرية لا تُحتمل، نتيجة قناعاته بالنضال السلمي. ولا ننسى أن بحوزة كل منكم هاتفًا نقالاً.

ترجمة المقال إلى العربية Esmée Zahratheddi.

مصادر[عدل]


Poiskovoe-prodvizhenie.ru