الوجه القبيح لعمليات مكافحة الإرهاب على الحدود الفرنسية

من ويكي الأخبار

الخميس 28 يوليو 2016


منذ أن تعرضت باريس لهجمات نوفمبر / تشرين الثاني للعام 2015، دخلت البلاد حالة من الطوارئ، وعززت من إجراءات حماية الحدود لتوخي الحذر، لكن منح جميع السلطات لقوات الشرطة، بدعوى حماية الدولة، له جانب آخر ألا وهو إساءة استخدام السلطة.

ففي نهاية عام 2015، تعرض طلاب من غينيا مقيمون في مدينة نيس لإهانة بالغة أثناء إجراءات التفتيش لعبور الحدود، وكانت من بينهم المدونة ديريتو ديالو (Dieretou Diallo) حيث كانت تود السفر من باريس إلى داكار (عاصمة السنغال) للمشاركة في فعاليات الاجتماع التأسيسي للمؤتمر الأفريقي (Africtivistes) وهو عبارة عن تحالف متعدد الجنسيات بغرض دعم الديمقراطية بإفريقيا. كتبت المدونة عن معاناتها تحت عنوان (مِنك ليِ):

«النص الأصلي:La couleur de notre entretien est donnée. Questions poussées: objet de mon voyage, durée de mon voyage, raison de ma présence en France, date d’arrivée en France et j’en passe. Mon bagage de cabine est minutieusement retourné, mon passeport est ausculté sous toutes ses facettes, mes chaussures sont renversées, histoire de voir si quelque chose y est caché, ma trousse de maquillage est passée au peigne fin.

Exaspérée, j’avance cinglante : “Vous voulez pas que je me foute à poil non plus ? Est-ce que j’ai l’air d’une terroriste?” . Je ne me laisse pas faire et cela le met de mauvaise humeur car annihilant la piteuse autorité qu’il veut imposer, il s’acharne, je m’énerve : “J’ai hâte de finir mes études et de me barrer d’ici”. Il répond : “Oui c’est ça, partez tous !”. Sourire ironique, je lui réponds que je resterai, rien que pour le plaisir de faire chier des gens comme lui. Je bous de colère, d’impuissance. Plus de quarante cinq minutes d’élucubrations, de va-et-vient au bout desquelles je suis au bord des larmes, je n’ai pas d’énergie pour lutter en ce moment. Je trouve tout de même l’ultime force de lancer : « Si l’avion part, et que vous ne trouvez rien dans mes bagages en soute par la suite, je ne répondrai plus de moi. Je ferai un scandale, je m’en fiche d’aller au commissariat. Je viens de perdre mon père et la dernière chose dont j’ai besoin, c’est qu’on me traite comme une moins que rien.”»

«ترجمة:وكانت الرحلة لداكار مأساة كبرى، حيث لقيت كل أشكال التمييز العنصري من موظفي الجمارك، ولا أظن أني أشبه العناصر الإرهابية فكنت ارتدي بنطلون جينز وقميص وحذاء بكعب عالي، لكني تعرضت لتفتيش مهين، وعندما نفذ صبري أجابني الطرف الآخر بمزيد من السخرية والتهكم: “سآخذ ما أريد من الوقت، ولست في حاجة لتوضيح أي أسباب، وبإمكاني فعل ذلك وسيضيع عليك موعد الطائرة” ثم دفعني بقوة، ونظر لي بحدة متسائلاً: هل تتحدثي الفرنسية؟ أجبته بتحدي: لا أعرف.

يعطيك هذا فكرة عن مدى سوء طريقته في التحدث. سُئلِت عن سبب الرحلة وطولها وأسباب إقامتي بفرنسا وموعد وصولي وهكذا، قام موظف الجمارك بفحص أمتعتي فحصًا دقيقًا وأيضا فحص جواز سفري حتى حذائي ليرى هل أخفي به شيئًا وأيضا فحص بكل دقة حقيبة أدوات التجميل الخاصة بي بمشط رفيع.

شعرت بحنق شديد، فقلت له غاضبةً: “أتريد أيضًا أن أخلع ملابسي؟ هل أبدو إرهابية؟” وعلى الرغم من شدة ثورتي لكنه لم يغضب لما أقول لأنني أفسدت عليه ما يريد، ولأنه أثار حفيظتي فأخبرته: “لا أستطيع الانتظار حتى أكمل دراستي لأغادر على الفور.” فأجاب: “حقاً، فلتغادري على الفور.” فسخرت منه لأني أريد أن أبقى فقط حتى أزعج أمثاله. كنت أشعر بالغضب والعجز، لقد أمضيت حوالي خمس وأربعين دقيقة في شجار حتى أوشكت أن أبكي، ولم يعد لدي قدرة على الشجار معه مرة ثانية، ومع ذلك استجمعت قوتي وقولت له: “في حالة ان أقلعت طائرتي ولم تجد شيئًا مهمًا في متعلقاتي التي قمت بتفتيشها، سأحول الأمر لفضيحة، فأنا لا أبالي بالذهاب للشرطة. لقد فقدت والدي حديثًا، وآخر شيء أريده هو هذه المعاملة الوضيعة.”»

مصادر[عدل]