المغرب : البربر أيضا قد يكونوا شُقرا
الثالث 2 أكتوبر 2007
اصابت حالة من الإثارة الأوساط الإعلاميه الرئيسيه و المدونين منذ أيام عقب نشر صورة غير واضحة التقطها سائح اسباني في منطقة جبل الريف بالمغرب تظهر فتاة شقراء صغيره تشبه إلى حد كبير الطفله البريطانيه المفقوده الشهيره ماديلين ماكين , و هي محمولة على ظهر سيده مغربيه .
و كما اتضح لاحقا , فالصوره لم تكن في الحقيقه لمادلين ماكين , انما لفتاة مغربية في الثانية من عمرها تدعى (بشرى بن عيسى ) , تحمل شعرا أشقر و لون عين فاتح غير شائعين في هذه المنطقة . و بينما كانت مواقع الأخبار تتعجب من الشبه القوي بين الفتاتين , كان للمدونين المغربيين رأيٌ آخر .
يقول نعيم في مدونته ” في البدء كانت المدونه ” [فرنسي] :
«النص الأصلي:Décidément, les stéréotypes ethniques ont la vie dure. Il a suffi d'une photo floue prise par une touriste espagnole, tout près de Tetouan, d'une fillette marocaine pour que la machine médiatique, espagnole et puis internationale, se met en marche: Madeline McCann, petite anglaise de 4 ans disparue au Portugal depuis le 2 mai dernier, serait enlevée par un couple de Marocains. Pourquoi ce malentendu? La réponse est simple: la fillette marocaine photographiée sur le dos de sa maman était blonde comme Madeleine. Le mystère vite éclairci, la Maddie marocaine s'appelle en fait Bouchra Benaissa. Ses parents, Ahmed et Hafida, d'une extrême gentillesse, se sont même prêtés aux longues questions des gendarmes, et surtout à l'harcèlement des dizaines de journalistes internationaux, Anglais et Espagnols en tête, qui voulaient élucider ce “mystère”.»
«ترجمة:من الصعب فعلا أن تموت كل الاحكام المسبقه القائمه على العرق , بمجرد أن ظهرت صوره مشوشه لفتاة مغربية صغيرة التقطها سائح اسباني بالقرب من تطوان وقيل انها تشبه مادلين ماكين التي اختفت في البرتغال يوم 2 مايو الماضي, حتى هاجت وسائل الإعلام الأسبانيه ثم الدوليه و ماجت و افترضت انه من المحتمل ان مغربيين قد قاموا بإختطافها . وماسبب سوء التفاهم هذا ؟؟ الإجابه ببساطه هي أن الفتاة المغربيه التي تم تصويرها محمولة على ظهر أمها كانت شقراء البشره كمادلين . تم حل اللغز سريعا و ثبت ان اسم (مادلين المغرب ) في الحقيقه هو بشرى بنت عيسى . و ان والديها , المدعوان احمد و حفيظه , هم في الحقيقه في غاية اللطف لدرجة انهم سمحوا باستجوابهم لساعات بواسطة البوليس , و تقبلوا بصدر رحب مضايقات عدد ضخم من المع الصحفيين الدوليين و الاسبان و الانجليز الذين بذلوا كل مافي وسعهم لحل هذا اللغز .»
اما المدون المغربي عبدالله بوكيلي [انكليزي ], فقد ابدى شكوكه حول الموضوع , حتى قبل ان يتم تأكيد ان الصوره ليست لمادلين البريطانيه :
«النص الأصلي:شخصيا , لا اعتقد انها قد تكون مادلين , يبدو ان المرأه التي تحملها في الصوره من الريف . و في المغرب -وخصوصا في الريف – يعرف الناس بعضهم جيدا , أن تحتفظ هذه السيدة بطفلة تتحدث الإنجليزيه قد يؤدي إلى اثارة شكوك العديد ممن يعيشون في منطقتها . وقد تجيب المتسائلين بأنها طفلة أحد اقاربها الذي يعيش في أوروبا وهو امر شائع لأن غالبية المهاجرين المغاربة ينحدرون اصلا من شمال المغرب . ولو كانت هذه الفتاة فعلا هي مادلين , فما كانت هذه السيدة لتظهر معها في الأماكن العامه , لأن التعرف عليها سهل جدا خصوصا ان قضية مادلين مازالت حاضرة في الأذهان و ذات اولوية في عمل رجال الأمن المغاربه . بوجه عام ,جزءٌ أساسي من عمل السلطات المحليه هو جمع المعلومات عن أي اجنبي يعيش في أي منطقه . و هي تدير شبكة من الناشطين الذين يسجلون و يبلغون باستمرار عن أي حدث خاص يدورفي أي منطقه من الدوله . ولو كانت الفتاه في الصوره هي مادلين فعلا , فانه من الصعب جدا أن يمر وجودها بلا ملاحظه لأنه من المبكر جدا بالنسبة لها أن تتحدث اللهجه المحليه بدون التلعثم بالإنجليزيه , ماكان سيجعلها بالقطع حديث المنطقة التي تتواجد فيها .»
و تشارك ليلى العلمي في مدونتها : [انكليزي] أفضل مانشيتات الصحف التي قرأتها عن الموضوع
اقتباس فارغ!
و سخر شرقاوي [فرنسي ] أيضا من الأسبان لجهلم :
«النص الأصلي:La fausse piste marocaine dans l’affaire Maddie… a permis aux Espagnols de découvrir qu’il y a des Marocains aux cheveux blonds et aux yeux clairs, comme le soulignent mercredi plusieurs journaux espagnols.»
«ترجمة:إن الضجة التي أثارتها مادلين المغربيه , سمحت للأسبان ان يكتشفوا أخيرا , ان هناك مغاربة بشعر أشقر و عيون فاتحة اللون , كما اوضحت الكثير من الصحف الأسبانيه الصادره يوم الأربعاء»
لكن أفضل عنوان لليوم صدر من محرر مدونة “غاسبوبا “ , الذي كتب تدوينة بعنوان : شقرٌ و أيضا مغاربه , حيث يقول :
«النص الأصلي:انه لمن المثير للخجل أن يتم مضايقة بشرى و عائلتها بواسطة الإعلام و السلطات الأمنيه , لمجرد انها -ربما – تحمل شبها بشخص أوروبي آخر . لقد تم استدعاء عائلتها بواسطة السلطات , و اضطر والداها إلى اثبات انها ابنتهم . اجد هذا كله غريبا جدا , غريب لأني لا اجد كلمة أخرى تصف هذا الموقف .
هل ياترى كانت ستحدث نفس المضايقات اذا كانت طفلة أخرى شقراء تشبه مادلين ظهرت في مناطق كريف الآلزاس , الباسك , آريزونا او ويلز ؟؟»
مصدر الصوره : Gulf Times .
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «المغرب : البربر أيضا قد يكونوا شُقرا». الأصوات العالمية. 2 أكتوبر - تشرين الأول 2007.
شارك الخبر:
|