العراق: معاناة العراقيين

من ويكي الأخبار

الأربعاء 26 ديسمبر 2007


بينما لمسنا سابقاُ أزمة اللاجئين العراقيين في البلدان العربية المجاورة, لا شيء يقارن مع الأسى الحقيقيّ الذين يواجهونه بعيداً عن منازلهم وأشغالهم أكثر ممّا تخبرنا به المدوّنة العراقيّة [عربي] , فايزة العرجي ,ما يحصل على الأرض.

العقل المدبّر وراء المشروع الخيريّ على الانترنت من أجل جمع تبرّعات لمساعدة صناعة البيوت الصغيرة لتمكّن اللاجئين العراقيين في الأردن من الاستقرار, العرجي يأخذنا إلى منازل دون ستائر وسجادات, أطفال ينامون على الأرضية دون رعاية صحية ملائمة ودون ملابس ولا يستطيع الآباء العمل نتيجة معوقات الفيزا, في هذه المقالة سأقوم بالترجمة من العربي:

واضعين الزمن جانباً نتيجة انشغالها الدائم, تعرّفنا العرجي على مشروعها الرائد Collateral Repair Project بما يلي:

«النص الأصلي:منذ فترة طويله وانا احاول ان اقتنص الوقت حتى اكتب شيئا جديدا على الموقع , لكنني مشغولة جدا ,

سافرت إلى إيطاليا لحضور مؤتمر للنساء من مختلف دول العالم ,

ثم عدت إلى عمان لأجد صديقاتي الأمريكيات ساشا وماري في انتظاري

, ساشا من سياتل , وماري من اوريغون , وهم فريق العمل لمشروعنا المشترك لجمع تبرعات على الموقع :

http://www.collateralrepairproject.org/

حيث نجمع تبرعات ونقوم بتمويل مشاريع صغيرة لعوائل عراقيه هنا , خصوصا للنساء , مثل ماكنة خياطه او فرن للخبز او صالون تجميل في البيت او صناعة مخلل ومواد غذائية ليبيعوها ويكون ثمة دخل صغير يكفل للعائلة الحد الادنى من الحياة الكريمه وهم في الغربه…

هذه المشاريع طبقناها لحد الان على حوالي 15 عائلة , والبرنامج مستمر….»

تشرح العرجي كيف أنّه من الصعب اختيار حالات تستحقّ الاستفادة من المشروع كون هناك الكثير من العراقيين من تلزمهم المعونات:

«النص الأصلي:وعندما حضرت ساشا وماري ذهبت معهم اولا لزيارة العوائل التي تم تمويل مشاريعها الصغيرة, ورأت صديقاتي كيف أن هذه العوائل سعيدة وممتنه لما قدمناه لهم من مساعدات صغيرة وكيف ان هذه المشاريع التي تتراوح ميزانيتها بين 100 إلى 300 دولار قد أدخلت السعادة إلى بيوت يترواح عدد أفراد العائله بين 4 إلى 7 أشخاص عادة….

ثم بدأنا جوله جديدة من الزيارات لعوائل جديدة لنسمع ونرى ثم نقررأن نمول أو نرفض الطلب…

عادة يرفض الطلب في حالات مثل : اذا العائلة عندها دخل جيد , مثل الزوج والزوجه يعملون متطوعين في منظمات برواتب معقوله مثل 100 دينار

أو 150 دينار لكل واحد

, فهؤلاء حسب تقديرنا لا يحتاجون إلى تمويل مشروع, الدخل عندهم كافي لحياة كريمه نوعا ما…

والعائلة التي قدمت على طلب هجرة وتنتظر القبول , نرفض تقديم تمويل لهم»

تأخذنا العرجي إلى منازل اللاجئين والتي تصفها بكلمات بسيطة وواضحة كالتالي:

«النص الأصلي:نحن نعطي العائلة المحتاجه فعلا حسب ما رأيناه في الزيارة, أطفال كثيرون , اثاث قليل وبسيط, لا يوجد في البيت أي مؤشر أن ثمة حياة معقوله هنا, لا يوجد سجادة على الارض, لا توجد ستائر , لا يوجد حتى كرسي للجلوس عليه احيانا نجلس على الفرشات الاسفنج التي يستعملونها ليلا للنوم…

ايضا نتأكد أن العائلة لم تطلب الهجرة ,

كيف نتأكد ؟

عادة العوائل المسيحية والصابئية كلهم دون استثناء طالبين الهجرة …

نأتي للعوائل المسلمه , التي موجود فيها زوج وزوجة عادة هم صريحون في الكلام, الذي يريد الهجرة يقول قدمت وانتظر, والذي لا يريد يقول لم اقدم ولا افكر بالموضوع , انتظر تتحسن الاحوال وارجع للعراق, هؤلاء نعطيهم تمويل لمشروعهم ..

ثمة عوائل اخرى قابلناهم عندهم اطفال يعانون أمراض مزمنه يحتاجون علاج مستمر ومنظمات طبيه تتعهد علاجهم وتغطي نفقات العلاج لفترة طويله , كاريتاس هنا تعالج العراقيين , لكن بميزانية محدودة لكل عائلة , مما يضطر العوائل ان تنفق من جيبها الخاص على اطفالها حين يضطرون لدخول المستشفى كل شهر مرة او مرتين وكاريتاس تقول ان رصيد العائلة انتهى وينبغي ان يدفعوا من جيوبهم 200 دينار او أكثر , وتذهب العوائل لتستدين , هذا شيء محزن ومخجل, عوائل فقيرة لا تملك قوت يومها من اين لها ان تدفع 200 دينار او 500 دينار مصاريف علاج الاطفال او عمليات اضطراريه لهم؟»

رغم الحاجة والأوضاع التي لا تحتمل التي تواجه اللاجئين العراقيين, تسأل العرجي أين يذهب مال النفط العراقي؟

«النص الأصلي:هذه منظمات عالمية وميزانيتها ممتازة , لكنها تعتذر وتقول ان الميزانية لا تكفي لتغطية نفقات كل مريض عراقي هنا,

العراقيون غاضبون و يقولون أين أموال النفط العراقي؟

لماذا لا تغطي نفقات علاج العوائل هنا من صندوق خاص من مبيعات النفط العراقي؟

لماذا لا تعطى حصص غذائية للعوائل من صندوق خاص من مبيعات النفط العراقي؟

والله لا ادري ماذا اقول , اين تذهب اموال النفط العراقي؟ لتسديد ديون حروب صدام حسين ضد إيران والكويت ؟

هل هذه عدالة وحكمة المجتمع الدولي الذي يقوده الرئيس بوش وادارته ؟

يموت العراقيون من الجوع والفقر والمرض داخل العراق وخارجه , وأموال نفطهم تنهب لتوضع في البنوك في حسابات شخصية للصوص العراق الجديد , او لشركات النفط الأمريكية , او غيرها من مستثمرين شبعانين متخمين ؟»

تكمل المدونة حديثها وتخبرنا كم هي حزينة نتيجة الوضع العراقي وتتعهّد لتكمل الخطوة لجعل الحياة أسهل للاجئين العراقيين الذين قابلتهم. كما وكانت متأثرة للدعم الذي حصلت عليه من المواطنين الأمريكيين من أجل مشروعها على الانترنت وكيف ساعدوا اللاجئين العراقيين على الأرض. تشرح لنا:

«النص الأصلي:يبدو انه ما عاد ثمة عداله او رحمه في هذا العالم الذي يطغي عليه الظلم والنهب والسلب , والفقراء من لهم ؟

والله لا أدري …

قلبي حزين ,

لكن ايماني بالله وقناعتي انه يمتحننا جميعا , هو الشيء الوحيد الذي يصبرني ,

وعملي المتواصل هو الشيء الوحيد الذي يواسيني لانني احاول ان أرمم مصائب الناس , أحاول ان ادخل السعادة إلى قلوب وبيوت اناس معذبين مظلومين يمرون بظروف تعيسه , رغم علمي ان حجم الكوارث كبير في العراق, وان كل ما نحاول تصليحه هو اشياء صغيرة من هنا وهناك, لكنها أفضل من الصمت او السلبية أو الانانية …

واسعدني جدا ان أرى نساء أمريكيات من ثقافه مختلفة ودين مختلف وعالم مختلف تماما عن عالمي الذي تربيت ونشأت فيه ببغداد وغيرها من عواصم عربيه

لكن سبحان الله الذي جمعنا ووحد قلوبنا للعمل على مساعدة العراقيين ,…

لم نلتق من قبل أبدا, لكننا نملك رؤيا مشتركه للأمور..»

تأخذنا العرجي لاحقاُ إلى عائلة بسبع أشخاص وتعكس لنا الأوضاع السيئة التي يعيشونها من مشاكل صحية ومهنية حيث يقاتلون كلّ يوم لكسب قوتهم. تكتب:

«النص الأصلي:يعني مثلا حين ندخل لزيارة عائلة, نرى ونسمع ونكتب ونتكلم ونلتقط الصور…

وحين نخرج من باب البيت نتمشى في الشارع و نبدأ التعليقات , دائما نتفق على وجهة النظر أما ايجابيه أو سلبيه …

وكأننا تخرجنا من مدرسة واحدة ,

وهو في الحقيقة نعم , نحن أبناء مدرسة واحدة نعيشها كل يوم , مدرسة الحياة , علمتني مثلما علمت ساشا وماري حقائق كثيرة, علمتنا كيف نشفق على المريض والفقير وكيف نساعده على طريقة لتحسين ظروفه وايجاد حلول طويلة الاجل لتعيش العائلة حياة معقوله …

يعني مثلا : زرنا عائلة فقيرة جدا من الموصل, الأب يعمل نجار احيانا , واحيانا يجلس في البيت , لأنه لا يملك اقامه ولا رخصة عمل, وصاحب المحل ممكن يدفع 500 دينار غرامه اذا وجدوا عنده عامل بلا اقامه ورخصة عمل…

الأم تعمل خياطه في محل ,

عندهم 5 اطفال تتراوح الاعمار بين 10 ثم 9 ثم عندهم تؤأم ثلاثي عمرهم 6 سنوات , هذه أول مرة بحياتي ارى تؤام من 3 اطفال …

واحد من هذا التوأم اسمه إبراهيم عنده مشكله في قدراته العقليه , كثير الحركه ولا يتكلم , رفضت اي مدرسة استقباله , متعلق كثيرا بالأم ولا يمكنها الخروج للعمل او التسوق حتى يرجع اخوته من المدرسة..

البيت بحالة يرثى لها من الفقر, غرفة نوم واحدة للجميع , سريرين منفصلين والباقين ينامون على الارض, لا توجد سجادة على الارض والجو بارد هذه الايام, لا يوجد في البيت كرسي واحد بلاستك او خشب, لا توجد ستائر, لا توجد ادوات مطبخ معقوله , لا توجد العاب للاطفال , لا يلبسون ملابس كافيه ومناسبه …

نحاول ساشا وماري وأنا ان نشتري لهم الاحتياجات التي ذكرناها , من تبرعات تلقيناها على الموقع الذي ذكرته سابقا,وايضا اليوم زرنا مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة واتفقنا معهم أن يفحصوا قدرات إبراهيم حتى نضعه في أحد الصفوف , وينبغي ان ندفع عنه 150 دينار شهريا , حتى تتحسن حالته , وترتاح منه الام فترة الصباح حتى 3 ظهرا, حيث تقدر على الذهاب للمخيطه

( اشترينا لها مكنة الخياطه الصناعية في المحل واصبحت شريك في المحل)

هذه العائلة لم تفكر ابدا في الهجرة , هم فقط يحاولون تأمين قوت يومهم وحل مشاكل اطفالهم الصحية حيث عندهم طفله اخرى مصابه بمرض مزمن في الكلى منذ الولادة…»

بينما تعتذر لنا لإثقالنا بمشاكل اللاجئن العراقيين, تشكر العرجي المواطنين الأمريكيين لدعمهم لمشروعها حيث تقول:

«النص الأصلي:ربما سببت لكم الصداع , هذه مثال على حالة واحدة , لو رأيتم دفتر ملاحظاتي ودفاتر ماري وساشا سترون قصصا كثيرة معقدة ومحزنه لعوائل كثيرة , ونتناقش كيف نجد الحلول المتوازنه لكل عائله ….

عندنا جدول عمل طويل ومزدحم يحتاج إلى شهور لانجازه…

ماري رجعت إلى اوريغون وبقيت معي ساشا…

مازلت مندهشه كيف اننا انسجمنا ونملك رؤية متشابهه للأمور ؟»

في الختام, تسأل نفسها إن كان العراقيون أبداُ سيرجعون لبلادهم.

«النص الأصلي:متى ينسحب بوش وجيوشه من العراق ويعود الوطن للعراقيين ويعود العراقيون لوطنهم؟

هذا هو السؤال الصعب والذي ينتظر الجواب …

ومع الاسف , لا يبدو ثمة جواب واضح يلوح في الافق القريب….

وليس لكم ايها العراقيون البؤساء سوى الصبر والانتظار….»

Amira Al Hussaini

مصادر[عدل]