انتقل إلى المحتوى

العالم العربي: ما مدى أهمية استخدام الإنترنت؟

من ويكي الأخبار

السبت 12 مارس 2011


هذا المقال هو جزء من تغطيتنا الخاصة للتطورات في ليبيا 2011، و ثورة مصر 2011 و ثورة تونس 2011.

من خلال النقاش الدائر والمستمر حول دور الإعلام الاجتماعي في الثورات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يبزغ استفسار آخر وهو: إلى أي مستوى يؤثر مقدار الوصول للإنترنت في تحديد دور الإنترنت والإعلام الاجتماعي في هذه الثورات؟ في كل من مصر وتونس، فالعديد يعطي دوراً هاماً لوسائل التواصل عبر الإنترنت في حين يجادل آخرون في قيمة ودور هذه الوسائل، لكن أغلب المراقبين يتراوحون في منطقة وسطى بين الرأيين، متنبهين لقيمة ودور الإنترنت كن مع الاحتفاظ بنظرة واقعية عن محدودية دورها.

أثارت جيليان يورك على مدونتها السؤال ولكن بصورة متباينة قليلا، متسائلة:

«النص الأصلي:إن السؤال المفترض والمتعلق بالإنترنت (حيث أن الهاتف المحمول هنا هو قضية أخرى) هو ما مدى تأثير المؤشرات الأساسية كالدخول للإنترنت واستخدام الهاتف المحمول على فعالية هذه الوسائل لاستخدامها بأغراض تنظيمية وثورية؟ أو بعبارة أخرى هل باستطاعة مجموعة صغيرة من مستخدمي الإنترنت التأثير على حركة تعم البلاد؟»

لكن بمقارنة دور الإنترنت في مصر (حيث تـُظهر الإحصائيات* أن مقدار الدخول للإنترنت يبلغ 20 – 25 %) وفي تونس (حيث تراوح النسبة قريبا من 35%) إلى فعالية دور الإنترنت في البلدان الأخرى، حيث يجب الأخذ بالحسبان نسبة الوصول إلى الإنترنت في هذه البلدان، ففي ليبيا على سبيل المثال، فإن الدخول للانترنت متاح فقط لخمس بالمئة من السكان. وتظهر الإحصائيات على مواقع الإعلام الاجتماعي الشخصية أهميتها عند تحليل دورها في حركة المظاهرات. وقد وضعت الـ CNN مخططاً متميزاً عن مدى الدخول إلى الإنترنت ومدى الدخول إلى فايسبوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هنا.

وحديثاً قدم المدون أندرو ترنش نظرية عن الحد الأدنى أو العتبة التي يبدأ عندها الدخول إلى الإنترنت بالتأثير، حيث كتب قائلاً:

«النص الأصلي:قدمتْ شبكات التواصل الاجتماعي المزيد من الدعم لانطلاقة الثورة في مصر.

حيث أنني قمت بالإطلاع على الأرقام التي يقدمها موقع www.internetworldstats.com لمعرفة ما يمكن أن يفيدني عن هاتين الفرضيتين. حسناً، وبشكل مدهش، فإنه في كل من مصر وتونس ظهر نمو هائل في مقدار الدخول للانترنت خلال العشر سنوات الماضية. حيث تخطت نسبة الدخول إلى الإنترنت في كلا البلدين حاجز الـ 20%، وفي حالة تونس فقد كانت مرتفعة لتصل إلى 34 %.

ولكنه من البساطة بمكان أن يتم إعطاء دور أكبر لهذا العامل وكذلك وجود العديد من الشخصيات الذي يرجع إليهم دور إحداث هذا التطور السياسي السريع، ودورهم يبدو واضحاً كعامل من خلال محاولة النظام المصري إيقاف الدخول للإنترنت على مستوى البلد في محاولة لإخماد تصاعد الثورة.

أما نظرية ظهر المنديل فتفترض: أنه بهذه الزيادة السريعة في معدل الوصول إلى الإنترنت في الأنظمة القمعية، فإن ذلك يدل على أهمية دوره عبر قيامه بتأمين قناة غير محدودة للتواصل والتي تسمح للمواطنين الممتعضين بمناقشة وجهات نظرهم – والأهم من ذلك – تمنحهم سرعة في التنظيم والتحريض.

وفي حال اعتبار مصر وتونس كنموذجين صحيحين واتخاذهما كمرجعية، فإن عتبة الدخول للانترنت والبالغة 20% تقريباً هي علامة الحد الأدنى للتأثير.»

تضيف مدونة Geopolitics & Macroeconomics (شئون الجيوسياسة والاقتصاد المصغر):

«النص الأصلي:الدخول للإنترنت: إن مواقع شبكات التواصل الاجتماعي كانت محورية وشديدة الأهمية في الحفاظ على تصاعد المظاهرات الأخيرة. وتقدر نسبة الدخول للإنترنت بمصر بستة عشر بالمئة. وفي ليبيا فهي منخفضة لنسبة متواضعة تصل إلى 5% [1.]

لذلك فإن الإشكال في ليبيا بقي مركّزاً وبعيداً في المناطق القصية جغرافياً من مركز وقبضة القوة والسلطة الحقيقية (يمكن الإطلاع على المزيد أدناه). لذلك فإن الاعتماد على التصعيد عبر الإنترنت هو ذو دور وأهمية أكبر بليبيا مما كان بمصر والتي بدأت فيها المظاهرات من القاهرة نفسها.»

وبالانتقال للحديث عن باكستان، تكتب سابين سايجول، في البراند بوبليك:

«النص الأصلي:ربما ولسبب وحيد ما زلنا لا نستخدم التواصل عبر الإنترنت – فلربما نحن بحاجة إلى خدمة الإنترنت بنطاق أكبر مع دخولنا للإنترنت. شخصياً أظن أنه ما زلنا بحاجة للمزيد على صعيد المستوى الثقافي – وحيث أن مستخدمي الإنترنت الباكستانيين أكثر فاعلية باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي للتواصل مع الأصدقاء، كما أنني أشعر أنهم لم يرتقوا لمستوى استخدام الإعلام الاجتماعي كوسيلة للتواصل الاحترافي، أو حتى وسائل التواصل الأوسع والتي تنفتح على دوائر أكبر من حلقاتهم البسيطة. بالطبع لا شك أن هناك أناساً فاعلين واحترافيين – بكل من مجالات التسويق والتكنولوجيا وغيرها، لكن أيا يكن فهؤلاء يشكلون نسبة ضئيلة من المجموع الكلي من مستخدمي الإنترنت والشبكات الاجتماعية.»

أما دور الهاتف المحمول فهو يحوز على اهتمام إعلامي أقل من الوسائل التقنية الأخرى. وذلك لأن استخدام الهاتف المحمول يتمتع بنسبة أعلى من استخدام الإنترنت في المنطقة. أما في اليمن وفلسطين المحتلة وسوريا فهي تشهد نسبة أقل من 50% من مجمل السكان من مستخدمي الهاتف المحمول. العديد من البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بما فيها السعودية، وعُمان والإمارات العربية المتحدة، فنسبة مستخدمي الهاتف المحمول فيها وصلت إلى 100%. وذلك وفقاً للمعلومات الموضحة من موقع MobileActive حول إحصائيات الهاتف المحمول لكل بلد.

ويدون ميكاه سيفري في مدونة TechPresident، أخذاً بعين الاعتبار الهاتف المحمول قائلاً:

«النص الأصلي:إن العامل الأكبر في هذه الأحداث المتفجرة بالنسبة إلي، تبدو على أنها القوة المتصاعدة لجيل الشباب، واعتماداً على مقدار ومستوى تمدنهم، ومدى تواصلهم باستخدام الهواتف المحمولة. فعندما نمعن النظر بالمعلومات المتوافرة عن مستوى الدخول للإنترنت، وعدد مستخدمي الهواتف الخليوية بالنسبة لكل 100 شخص، ونسبة السكان المئوية دون سن ال15 عاماً ودرجة التمدن، فحينها بالإمكان التوصل إلى كيفية وأهمية تأثير هذه العوامل السابقة.»

يضيف سيفري:

«النص الأصلي:وباستثناء اليمن، فإن تغطية خدمة الهاتف المحمول في البلدان الخمسة الأخرى والتي ركّزت عليها دراستي – مصر، وتونس وسوريا، والأردن وإيران – تصل هذه التغدية إلى نسبة تتراوح بين 98% إلى 100%. وأخيراً فإن قدرة استخدام الهاتف المحمول قفزت وبشكل أسرع بكثير من نسبة الدخول للإنترنت، باستثناء الأردن والتي وصلت نسبة مستخدمي المحمول فيها إلى 23% في عام 2002، أما في البلدان الأخرى فإن نسبة مستخدمي الهاتف المحمول فلم تتجاوز رقما من خانة واحدة – ستة بالمئة في كل من مصر وتونس، ثم ما لبثت أن قفزت بشكل كبير في عام 2007 لتصل إلى 76% في تونس وإلى 40% في مصر وفقا لموقع MobileActive.org .فهل من الممكن أن نكون شهوداً لعصر الصعود السياسي لجيل الرسائل النصية txt؟»

  • للمهتمين بمعرفة المزيد عن استخدام الإنترنت عالمياً، هناك منظمتان أساسيتان تقومان بتوفير هذه المعلومات. وهما اتحاد الاتصالات الدولي، و البنك الدولي. وقد تختلف الإحصائيات فيما بينهما أحياناً. ويقوم الموقع الإلكتروني ل إحصائيات الإنترنت في العالم بجمع معلوماتهما، وكذلك الأمر لجمع المعلومات الصادرة عن معاهد أصغر أو معاهد مهتمة بمناطق محددة.

هذا المقال هو جزء من تغطيتنا الخاصة للتطورات في ليبيا 2011، و ثورة مصر 2011 و ثورة تونس 2011.

مصادر

[عدل]