انتقل إلى المحتوى

الصين: احتمال نفي جووجل يؤدي إلى احتجاجات وتحرك مستخدمي الانترنت

من ويكي الأخبار

الجمعة 15 يناير 2010


لا تكن شريراً، هكذا تقول Google. لكن من المفارقة أنّ Google ساعدت الحكومة الصينية على حجب معلومات حساسة عن مستخدمي الانترنت الصينيين وذلك ضماناً لاستمرار عملها في الصين. لكن هذه المرة على ما يبدو أنّ ما حدث استفزاز جدي لـ Google، وبذلك وصلت مشاكلها إلى حد الغليان مع السلطات العامة. وعلى الأرجح أنّ Google ستترك الصين.

نشرت Google على مدونتها بأنّ Google الصين كانت قد عانت من هجمات إلكترونية استهدفت المعلومات الخاصة بعملائها، العديد منهم ناشطون في الدفاع عن حقوق الإنسان، حيث تعرضت بياناتهم لمحاولة اختراق من طرف ثالث.

ومن المعروف أنّ Google الصين تقوم برقابة ذاتية على نتائجها. على سبيل المثال، البحث عن كلمات مثل Tiananmen في google.cn لن يظهر أي نتيجة صورة أو نص عن حادثة 1989.

و على هذا الأساس، حينما أعلنت Google الليلة الماضية عن نيتها رفع الرقابة، اندفع مستخدمو الانترنت الصينيين على الموقع للبحث عن مصطلحات وكلمات حساسية لم تسنح لهم الفرصة أبداً للوصول إليها. لقد شهدنا على تويتر، والمنتديات تفجر محادثات عديدة حول Google واحتمال مغادرتها، أو نفيها من الصين.

على تويتر، pzhtx قال:

«النص الأصلي:على لائحة الكلمات الأكثر استخداماً، اندفعت “Tiananmen” لتصبح في قمّة القائمة. بهذه الطريقة يقول مستخدمي الانترنت الصينيين، وداعاً يا Google.»

بدأ الناس بالحداد كونهم الآن أصبحوا محصورين بأكبر شبكة محلية LAN في العالم، والمحاطة بنظام رقابة صارم و جدار ناري عظيم.

وقد تم تداول رسالة تويتر بشكل جنوني على الانترنت:

«النص الأصلي:خطيئة Facebook أنه يساعد الناس على لقاء من يريدون لقاءه. خطيئة Twitter أنه يساعد الناس على قول ما يريدون قوله. خطيئة Google أنها تساعد الناس على ايجاد ما يريدون ايجاده، وYoutube يساعدنا على مشاهدة ما نرغب بمشاهدته. لذلك، جميعهم مطرودين.»

تأثير Google واسع جداً في الصين، إذ منذ افتتاحها فرعاً في الصين، محرك البحث والبريد وخدمة المستندات أصبحت تستعمل على نطاق واسع. مستخدم انترنت في Xiaonei، وهو موقع شبكة اجتماعية تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب، كان قد أبدى هلعه:

«النص الأصلي:رأيت هذا الخبر “Google تعتزم الانسحاب من السوق الصينية”. فأصبت بالهلع…بريدي، مستنداتي، محرك بحثي، الانترنت الخاص بي بأكمله.»

هذه الأيام غير مألوفة للانترنت الصيني، إذ أنّ محرك بحث Baidu قد تم اختراقه للتو من قبل قراصنة ايرانيين “على حدّ زعمهم”، وقد أدى ذلك إلى اشعال حرب إلكترونية. بالإضافة إلى أنّ Baidu كمحرك بحث صيني محلي يحظى بأكبر حصة سوقية، عادة ما يتم مقارنته مع Google. لكن سمعته قد اسودت بسبب رقابته الشديدة، بالإضافة إلى حقيقة أنه قد أزال نتائج بحث تتعلق بفضيحة الحليب المسموم وذلك مقابل مبلغ متفق عليه مع منتجي الحليب.

«النص الأصلي:Baidu لن يظهر لك شيئاً لا يجب أن تشاهده، على العكس تماماً من Google. لأنها تدرك أكثر بكثير من الذي يجب أن تعلمه.»

يشيد العديد من مستخدمي الانترنت بأداء Google:

«النص الأصلي:Google ستترك السوق الصينية؟! إنها شركة رئيسية في العالم! والآن قرروا ترك العمل في مكان غير ديمقراطي. ما هو الأكثر أهمية، المال أم الأخلاق؟ لا أستطيع القول أنّ الأجانب غير مهذبين بعد الآن، لأنهم قد أظهروا لنا ما يعني “التضحية بالنفس لأجل العدالة”. لننظر إلى الصينيين هذه الأيام، إنّ مصداقية الأجداد قد اختفت. إنني أشعر بالخجل بأن أنسب نفسي لصين هواشيا العظيمة.»

كما انتشرت العديد من العبارات التهكمية حول ما آل إليه وضع الانترنت، منها:

«النص الأصلي:الذين ولدوا في التسعينات: اليوم تجاوزت الجدار الناري وشاهدت موقع يدعى Google، تباً، إنه نسخة طبق الأصل عن Baidu.

من ولد في الـ 2000: ما معنى تجاوز الجدار الناري؟.

من ولد في الـ 2010: ماذا تعني بموقع؟.

من ولد في الـ 2020: ماذا تعني بـ “أجنبي”؟.»

«النص الأصلي:تانغ بينغ يقول بأعلى صوته: حزب عظيم، فلتحيا سلالة الحزب الشيوعي الصيني!! أخيراً قررت Google الانسحاب “طواعية” من السوق الصيني!!»

وسرعان ما تنبأ الصينيون برد فعل تلفزيون الصين الحكومي وتعليقه على الحدث:

«النص الأصلي:مؤخراً وبسبب مواجهة Google لمشكلات تتعلق بكلمات بحث فاجرة، والتعدي على حقوق الملكية الفكرية، قررت مقاطعة مستخدمي الانترنت الصينيين. هذا بالإضافة إلى أسباب تتعلق بانخفاض عائداتها المالية، فإنها تفكر بالانسحاب من السوق الصيني. هذه حالة أخرى من مقاطعة موقع أجنبي منحرف من قبل الشعب الصيني.»

حالياً، تكتسب حملة لوضع أكاليل الزهور على مكاتب Google في الصين زخماً على الانترنت. المقصود من ذلك احياء ذكرى Google والتعبير عن الحزن والغضب من الرقابة. أمام مكاتب Google في بكين، بدأ الناس فعلاً بتفعيل حملة الزهور لذكرى Google.

مصادر

[عدل]